الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


السبت، أبريل 14، 2018

'الثقافة الجديدة' تتناول علاقة حكام مصر بالسينما

صدر عدد مارس/آذار 2018 من مجلة "الثقافة الجديدة"، التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويرأس تحريرها الشاعر سمير درويش، وحمل ملف هذا العدد عنوان "على بعد خطوة من على منصور"، في محاولة للاقتراب من تجربته الشعرية الممتدة، شارك فيه: د. سعيد شوقى، د. أحمد الصغير، د. هدى عطية، د. محمد سمير عبدالسلام، د. محمد سليم شوشة، د. نهلة راحيل، عمر شهريار، فضلاً عن شهادة للشاعر على منصور بعنوان "عن ضرورة الشعر".
أما القراءات فقد كتبها كل من: عادل ضرغام، د. محمود فرغلى، د. محمد مصطفى حسانين، د. ثروت عكاشة السنوسى، محمود الحلوانى، أمل جمال. بينما كان كتاب "نحن ضحايا عك" للروائي حمدى أبو جليل، هو كتاب الشهر لهذا العدد، وتناوله بالقراءة كل من: شعبان ناجى ورامى يحيى.
مدخل رئيس التحرير حمل عنوان "عن ضرورة فتح باب الاجتهاد"، ومنه: "الجدل الدائر حاليًا حول الاجتهادات الفقهية القديمة مغلوط تمامًا، ففي حين يصور الشيوخ الأمر باعتبار أن المختلفين معهم يرفضون التراث كليًّا، ويدعون إلى قطيعة معه وحذفه بالإجمال، فإن الأمر ليس كذلك، إذ يدعو المجددون إلى فتح باب الاجتهاد دون تكفير أو تخوين، لمناقشة ما وصلَنا من هذا التراث، وإضافة مباحث جديدة تضىء جوانب تم إهمالها عمدًا مقابل التركيز على جوانب أخرى هامشية أو ظاهراتية".
باب "تجديد الخطاب الديني" ضمَّ مقالين لكل من عصام الزهيرى وأحمد عبدالرازق عبدالعزيز، وفي باب "الترجمة" نقل د. محمد عبدالحليم غنيم ثلاث قصص للكاتب الأميركى كيفن سبايد، وترجم يوسف فرغلى قصة "الصبى القادم من الغابة" للكاتبة الصينية جانج جيه.
وفي باب "رسالة الثقافة" حوار مع الكاتبة سمر نور بمناسبة فوزها بجائزة ساويرس، أجرته رشا حسنى، ومقال عن المكان الأول والأخير كتبته أسماء يعقوب، وكتبت د. صفاء النجار في السينما مقال "من فاروق إلى مبارك.. علاقة حكام مصر بالسينما"، بينما كان مقال المناسبات بعنوان "وداعًا حسين نصار" كتبه د. محمد فتحي فرج.
وفي باب "كتب" كتب أحمد فضل شبلول عن ديوان "على أعتاب المحبوب"، وكتب د. محمود سعيد عن كتاب "الجسد بين الحداثة وما بعد الحداثة"، وكتب محمود رمضان الطهطاوى عن كتاب "المدن المسحورة".
فى هذا العدد قصائد للشعراء: إيمان مرسال، إبراهيم المصري، إبراهيم البجلاتي، حازم حسين، كمال أبو النور، محمد سالم، مروة أبو ضيف، هدى عبدالقادر، عبدالرحمن تمام، هدى عمران، أحمد سعيد، عصام مهران، يسري محمود، عبدالنبي عبادي، حسين صالح، علي الجمال. وقصصًا للكتاب: حسن الجوخ، منير عتيبة، عبدالله السلايمة، رضا صالح، أسماء هاشم، دينا سليمان، سارة علام، فرح أبي طلعت، عبده حقي.
وصاحب العدد لوحات الفنان أيمن سعداوي.


الاثنين، أبريل 09، 2018

حوار مع الكاتب والإعلامي عبده حقي إنجاز عبدالله الساورة


س ــ ما معنى أن تكون قاصا وكاتبا في مجتمع لايقرأ ؟
ج ــ شكرا لك .. بداية لابد من توضيح أمرهام جدا هو أن فعل القراءة لم يعد يحمل في دلالاته السوسيوثقافية تلك الصورة النمطية القديمة بمعنى امتلاك مهارات ذهنية وقدرات فيزيولوجية لتفكيك رموز الأبجذية لغايات براغماتية ضيقة آنية فحسب ... فالمجتمع المغربي وفي غمرة انتشار الأسانيد التكنولوجية والوسائط الافتراضية الجديدة قد تخطى مساحة هامة من أعطاب الأمية ليس بفضل سياسة الدولة فحسب وإنما بفضل الإنتشار الواسع لهذه الحوامل الإلكترونية وبنيتها الإقتصادية الإنتاجية والاستهلاكية وخصوصا الهواتف الذكية التي مكنت بعض تطبيقاتها من إرغام الإنسان المغربي على التفاعل معها بأدنى شروط التلقي البسيطة ... ومن جانب آخر إذا كنت تقصد بالقراءة العالمة التي تروم الإرتقاء بالوعي المجتمعي إلى مستويات متقدمة من الحداثة والتقدم وتجويد الحياة العصرية .. إلى مجتمع الثقافة والمعرفة فأن أكون كاتبا في مجتمع لايقرأ فهذا السؤال يحمل في ثناياه حكم قيمة إطلاقي يشمل كافة فئات المجتمع .. إن أي متلق أكان أكاديميا أوموظفا بسيطا أوتيقنوقراطا أومثقفا ليس بالضرورة مرغما على قراءة إن لم أقل إقتناء مجموعاتي القصصية أو رواياتي الورقية أو الإلكترونية إذا لم تحظى أعمالي هاته قبل كل شيء بدعم ومواكبة إعلامية وثقافية ثم من جهة أخرى إذا لم تكن تلامس هموم المتلقين والقراء وتذغذغ ذائقتهم الأدبية .
إن ما يعيشه المجتمع المغربي والعربي بشكل عام من تغيير في أنماط الاستهلاك ومختلف الإكراهات اليومية تجعله يفكر في أولويات (القص) أي الأكل بالدارجة المغربية وليس (القص) بالمفهوم النقدي الذي يعني الحكي والسرد .
س ــ يحضر الكاتب عبده حقي في أغلب النقاشات على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي ويتفاعل معها بشكل جيد .. كيف تثمن هذا الحضور؟
ج ــ حضوري في مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا فيسبوك هو استمرارية لحضوري في المنتديات الثقافية قبل عشرين سنة وأعتقد أن منصة فيسبوك قد ابتلعت جل وساط التواصل الافتراضية الأخرى وباتت الانسانية تتوزع بين جاذبيتين هما جاذبية الأرض وجاذبية فيسبوك وما يهمني بالدرجة الأولى في التفاعل مع مواقع التواصل الاجتماعي هو المحتوى الرقمي وأرشيفه الذي نراكمه يوما بعد آخر من دون أن نعي جيدا خطورة الصورة التي ننسجها لمجتمعاتنا ونوثقها عنا لمستقبل الأجيال القادمة بحيث ألا شيء يذهب بهذا الصدد أدراج الرياح كما يتوهم الكثيرمن الفيسبوكيين .
س ــ ما هو جديد إصداراتك ؟
ج ــ صدر لي أواخر سنة 2016 كتاب سيرتي الذاتية موسومة ب (عودة الروح لابن عربي .. عن ذكريات مكناس فاس الجميلة ) والكتاب عبارة عن سرد لبعض المحطات من حياتي الشخصية وامتداداتها المجتمعية والثقافية من خلال محطات ووقفات واعترافات ما من شك أن كل من قرأها أو سيقرؤها في المستقبل سيغوص عميقا في أسرار وخبايا حارات المجتمع المكناسي التي لاتختلف كثيرا عن حارات المدن العتيقة التاريخية الأخرى مثل فاس ومراكش وغيرهما .
س ــ ما هي علاقتك بطقوس القراءة والكتابة ؟
ج ــ لامفر من القراءة والكتابة كطقس يومي لايرتهنا عندي بأي زمان أو مكان ولن أجازف إذا قلت أنهما كانتا ومازالتا من "فرائض" انشغالاتي اليومية إن لم تكونا أحيانا سابقتين عن بعض الأولويات طالما أنهما مرتبطتان بالتنقيب والتجديد والنقد والبحث عن الأجوبة المفترضة لأسئلة الثقافة والأدب الراهنين في ظل التحولات الحاسمة والخطيرة من الأسانيد التقليدية الورقية بالخصوص إلى الأسانيد الرقمية.
يقينا أنني لست أدري من يقيم في الآخر ، هل أنا من يقيم في القراءة والكتابة أم أن القراءة والكتابة هما من تقيما في ذهني وأحاسيسي .. إن أشد ما أكرهه أن أعتقل نفسي في غرفة أو مكتب خاص لممارسة (يوغا) الكتابة والقراءة .. فأنا أمارس غوايتي حيثما وأينما راق مزاجي واستطاب تيهي الفكري والإبداعي وأعتقد أن الكتابة والإبداع الأدبي بذهنية وطقس إداري بيروقراطي قد يفقدها ماءها وطراوتها والكتابة والقراءة لايمكن أن يتنفسا إلا في هواء طلق ممهور بنسائم الحرية .
س ــ هل صحيح أن المثقف المغربي ينأى بنفسه عن خوض الصراعات السياسية والمجتمعية ويخصص معظم وقته للمشاركات في التظاهرات الثقافية والفنية ؟
ج ــ طبعا هو سؤال تفجر بشكل متكرر وإلحاحي مع احتجاجات ما سمي بالربيع العربي لكن ماذا نقصد بالمثقف قبل كل شيء هل هو كل متعلم يهتم بشأن الثقافة والفكر والأدب والفن ؟
إذا كنا نقصد بالمثقف كل مواطن متعلم يحمل رؤية ومشروعا فكريا أو سياسيا أو فلسفيا أو إديولوجيا مغايرا يروم النهوض بالقيم التقليدية السائدة والارتقاء بها إلى قيم تسايرالعصر على مستوى التحديث والديموقراطية في بعدهما الإنساني فلا أعتقد ضمن هذا المستوى أن المثقف المغربي قد نآى بنفسه عن الهم السياسي ... فما من شك أن المغرب عرف منذ عشرين سنة تحديدا تحولات سياسية هامة جدا ومتفردة على مستوى المنطقة العربية والإفريقية انطلقت مع عدة محطات مرت منها البلاد منذ انهيار جدار برلين ونزع فتيل الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والإشتراكي وانفتاح النظام المغربي بعد ذلك على بعض مكونات اليسار في الكتلة الديموقراطية وفتح أوراشا حقوقية شارك في بلورتها عديد من المثقفين التقدميين وأخيرا تم تتويج كل هذا الحراك السياسي التسعيني بتشكيل حكومة التناوب التي ضمت عديدا من المثقفين والإعلاميين اليساريين من بينهم شعراء وكتاب مرموقين ... ولست أدري في كل الأحول ماذا نقصد بعزوف المثقف عن الانخراط في الفعل السياسي والمجتمعي .. فهل ينحصر دورالمثقف في بلورة خطة طريق فكرية وسياسية وإديولوجية وتدبيج شعارات وبيانات جماهيرية تتوافق وتطلعات المرحلة أم هو مطالب فضلا عن كل ذلك بتصريفها على أرض الواقع يدا في يد مع حشود الجماهير في الشارع العام .. وأعتقد أخيرا أننا في مقاربتنا هاته حول إشكالية دورالمثقف في الوقت الراهن علينا أن نؤطرها ضمن التحولات الأساسية الراهنة في قنوات ووسائط التواصل الجديدة بين المثقف والمجتمع التي عرفت هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك ويوتيوب) على الخصوص اللذان أسهما كثيرا في إحماء الاحتجاجات المغربية والعربية بشكل عام عكس الوسائط التقليدية التي كانت تعدمها السلطة وتجهضها الرقابة القبلية في المهد .  





الخميس، أبريل 05، 2018

أخيرا جريدة "أخباراليوم" تستقل مركبة الرقمية فعلى من سيأتي الدورالقادم : عبده حقي

منذ مايناهز خمس سنوات تحدثنا في مقال سابق عن المد الإعلامي الرقمي الذي طفق يبتلع (يستقطب) بجاذبيته ومرونة إستثماره شيئا فشيئا العديد من المنابرالورقية السيارة عالميا إلى فضاء الكونية الرقمية اللامحدودة ولعل أبرزمثال صارخ على ذلك والذي أشرنا إليه في ذات المقال * ما آلت إليه أوضاع أعتد الجرائد الفرنسية "لوموند" والذي أدى إلى تسريح العديد من الصحفيين والعاملين في مختلف مكاتبها العالمية قصد تدبيرأحسن لمواردها البشرية بعد أن أثبتت الدراسات واستطلاعات الرأي أن النسخة الإلكترونية لصحيفة لوموند قد إستطاعت بالواضح وبكل يقين أن تؤدي دورها الإعلامي الدولي بشكل أكثرنجاعة ومهنية باعتماد وسائط الميلتيمديا كأسانيد جديدة للأخبارالتي تعتمد على الصوت والصورة المتحركة والفيديومتجاوزة بذلك طرائق التحريرالكلاسيكية الورقية.. وكانت آخرالمنابرالورقية العالمية الشهيرة التي أصدرت آخرطبعتها هي مجلة "نيوزويك" بعد أن أخفقت هذه المجلة الأسبوعية المعمرة والثانية بالولايات المتحدة الأمريكية بعد صحيفة "تايم" في تجاوزانخفاض مبيعاتها ووكذا تراجع عائدات الإعلانات في ظل انتقال القراء إلى المضمون المجاني للإنترنت.
أما صحيفة "الواشينطون بوست" فقد كانت الرائد الأول في الصحف العالمية وهي بمثابة رجل الفضاء "أمسترونغ " أول إنسان وضع رجله على سطح القمرفقد كانت هي أيضا أول صحيفة عالمية تؤسس موقعا إليكترونيا لها على الإنترنيت منذ خمسة عشرسنة أي منذ أوائل تسعينات القرن الماضي .. وفي خطوة أخرى جريئة ومتطورة أقدمت إدارتها قبل شهورعلى إطلاق تلفزة الواشنطون البوست كواحدة من آخرمحاولاتها لمواجهة الانخفاض الكثير والمستمر في مبيعات الصحيفة الورقية منذ انتشارالإنترنيت، خاصة خلال الخمس سنوات الأخيرة، حيث هبط كثيرا توزيع الصحف الورقية في الولايات المتحدة بل في الكثيرمن دول العالم المتقدم  .
أما في العالم العربي فقد كانت الكثيرمن الصحف العربية الورقية العملاقة سباقة منذ عشرسنوات إلى إصدارنسخها الإلكترونية من دون أن تكون هذه المنابرالورقية قد عانت بقدرأقل أوأكثركما عانت الصحف الأمريكية والفرنسية من نتائج إنتشارالوسائط الجديدة وخصوصا الإنترنت والمواقع الإلكترونية الإخبارية لسبب بسيط هوإستفادة هذه الصحف العربية من الدعم المالي الوافروالمريح الذي تضخه حكومات بلدانها الخليجية ويكفي أن نسوق هنا بعض الأمثلة كصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية و"الوطن" الكويتية و"العرب" القطرية و"الإتحاد " الإماراتية
أما في المغرب فقد كان التفكيرفي هجرة الجرائد الورقية إلى سند الرقمية إلى حدود أواسط سنوات الألفين موضوعا هامشيا بل أحيانا أخرى مدعاة للأستخفاف إعتقادا من الراسخين في الصحافة والإعلام الورقي أن صحافة الإنترنت ليست إلا مسألة موضة عابرة وهي قبل كل شيء صحافة تعاني من الهشاشة وغياب المهنية والمصداقية وتعدد الهواة إن لم نقل هجوم الدخلاء ... لكن مع إنفجارالأوضاع العربية وتسارع الأحداث السياسية على مداراليوم تجلى بشكل واضح قدرة صحافة الإنترنت وصحافة المواطنة بالخصوص (الشبكات الإجتماعية) على مواكبتها لحظة بلحظة وحدثا تلوآخرفيما بات واضحا أن المنابرالورقية لم يعد دورها في الغالب سوى إجترارأخبارالأمس المستهلكة وإعادة صياغتها بشكل يحفظ  دم رمزيتها ويطعمها بالقدرالكافي من روح البقاء أي بقاء المؤسسة الورقية متشبثة بخيوط إمتيازاتها المتعلقة بدعم الدولة والإعلانات ...
ومن دون شك أن سيطرت "صحافة الإنترنت" على السوق الإخباري وترويجها للمعلومة بشكل مجاني بل ونافذ جدا في الرأي العام باعتماد وسائط الميلتميديا مثل الصوت والفيديوووصلات الفلاشات ، فمشاهدة مظاهرة واحتجاج واستطلاع آراء بعض المتظاهرين في نقل حي يختلف كثيرا من حيث الوقع على المتلقي من تقريرروبرتاج مكتوب على صفحة جريدة ورقية هذا فضلا على أن عملية التلقي على السند الرقمي هي أيسروأمتع منها على السند الورقي كما أنها تتيح للقارئ التعليق على الخبروالإدلاء برأيه وبالتالي تصيرالعشرات من تعاليق القراء جزءأ أساسيا في إمتدادات الخبرباعتبارها خلاصات للرأي العام الذي تنهض على تراكماته إستراتيجية سياسة الدولة في تدبيرمشاكل الشأن العام ...
كل هذا كان له إلى حد ما أثر (مؤلم ) على جسم الصحافة الورقية التي ظل يمشي إليها القراء على نفس الجسرمنذ أكثرمن نصف قرن تقريبا في المغرب مما بدأ يشعرهم ببعض الملل بعد ظهوروسائط إعلامية حديثة ومغرية بتنوعها وجاذبية تبويبات واجهاتها الإلكترونية ...
لقد بات إذن الحل الأنجع للصحافة الورقية هوالرحيل إلى نصف الطريق من دون التفريط في المكتسبات السابقة  والإرث الكبيروالذاكرة الإعلامية الثرية حيث عمدت العديد من الجرائد الوطنية الحزبية والمستقلة بالخصوص إلى إصدارنسخها الإلكترونية التي لم تنفلت من جبة النسخة الورقية التي يتم تحيينها مساء كل يوم لكن بشكل سيء على مستوى الشكل والمضمون وبواجهة صفحة رئيسية تطفح تقتيرا وبخلا على القارئ وتنم عن سياسة إعلامية تعلن بالمكشوف أنها ليست مستعدة في الوقت الراهن للتفريط في القيمة المادية للخبرالذي تذره عليها النسخة الورقية وجعله معلومة مجانية بين يدي المتلقين .
ومع مرورالسنوات وتوالي هجرة العديد من الصحفيين المستقلين إلى إنشاء مواقعهم الإلكترونية الإخبارية (كود ـ لكم ـ فبرايركم ـ كيفاش .. إلخ ) وارتفاع عائدات الإعلانات على الإنترنت مقارنة بإعلانات الصحف الورقية وأخيرا مرونة وسرعة وصول المعلومة بشكل موجزوخفيف وانخراط المتلقي في التعليق عليها ما أدى إلى تراجع العديد من المنابرالورقية وإصابتها بعدوى الصحف الأمريكية التي أغلقت بعضها نسخها الورقية وإنتقلت بشكل نهائي إلى النسخة الإلكترونية ..
كان آخرهذه الجرائد المغربية الهابطة على كوكب الرقمية جريدة "أخباراليوم" الجريدة المغربية التي تتقاسم المراتب الريادية في الإعلام الورقي المغربي إلى جانب أخواتها المساء والصباح والأحداث والنهارالمغربية والخبروبيان اليوم والإتحاد الإشتراكي والعلم .. إلخ هذه الجرائد التي سبقتها إلى إرتياد عالم النشرالإلكتروني منذ سنوات خصوصا جريدة المساء التي كانت سباقة إلى هذا السند الرقمي منذ حوالي خمس سنوات والصباح التي كانت تصدرفي صيغة صفحات ب يدي إيف PDF ..
لقد جاء إصدارالنسخة الإلكترونية لجريدة "أخباراليوم " تحت شعار(أخباراليوم على مدارالساعة) بلوغو(LOGO ) يتكون من دائرة يتوسطها رقم 24 تقوم على كلمة "اليوم" وتحتها العنوان الإلكتروني للجريدة(www.alyaoum24.com ) مايعني أن هذه النسخة الإلكترونية وبشعارها هذا قد تجاوزت على مستوى تحيين المعلومة في شتى مجالاتها النسخة الورقية التي كما هي عادتها كل يوم تنطفئ شمعة  عمرها مع طلوع النسخة الورقية الجديدة صباح كل يوم .. فهل إصدارالنسخة الرقمية هو أخيرا إقرارمن إدارة وطاقم هذه المؤسسة أنه لامفرمن مواكبة عصرصحافة الإنترنيت ، ثم دعونا نتساءل عماهوشعورطاقم تحريرهذه الجريدة الرائدة وهي تفقد بعضا من رمزية الورق وهيبته الوازنة في ذاكرة المتلقي المغربي المتعلم منذ ولادة الصحافة الورقية الحزبية المناضلة إلى ولادة الصحافة الورقية المستقلة التي برزت اواسط التسعينات مع طلوع نجم "الصحيفة" و"الأيام"ثم "المشعل" وغيرها من الصحف الفرنكفونية أيضا .. وللحقيقة التاريخية فإن جريدة "أخباراليوم " الإلكترونية قد رفعت تحدي الرقمية بكل مهنية وتجاوزت في (وجبتها) الخبرية جل المواقع الإلكترونية الخاصة بالجرائد المغربية من حيث التبويبات والبراوزالجانبية والسلايد الرئيسي المتحرك عموديا هذا فضلا عن قسم (تلفزة الأخبار) وهي مجموعة من الفيديوات المنقولة عن وكالة المغرب العربي للأنباء ونافذة خاصة باستطلاعات الرأي ذات التصويت المباشروالأعمدة اليومية والأسبوعية لكل من الصحفيين المتألقين فاطمة الإفريقي وتوفيق بوعشرين الثابتة والتي لايمكن أن توفرها النسخة الورقية مهما تعاظمت مهنيتها الإعلامية...
إنها بحق مغامرة لا مفر منها على كل حال في حرب إعلامية كونية ضروس تتصارع اليوم في ساحتها جميع الأسانيد المقروءة والمسموعة والمرئية وكلها تلهث خلف هدف واحد هوالإرتقاء بالمؤسسة الإعلامية ماليا وإعلاميا عبرحشد أكبرعدد من المتلقين سواء على مستوى الإستماع أوالمشاهدة او النقرعلى الروابط التشعبية ...
وأخيرا بعد "اخباراليوم" على من سيأتي الدورفي الجرائد الورقية المغربية العنيدة والمتنطعة الرافضة للإذعان للهجرة إلى عالم الرقمية المحتوم ؟ ألا يتبدى للمتتبعين أن قدم كل جريدة ورقية هي أيضا باتت على عتبة الإيباد والتابليتات الذكية ؟ سؤال نتركه معلقا إلى أن تقلع مركبتها في الإتجاه المحتوم .

*أزمة الصحافة المكتوبة جريدة لوموند نموذجا عبده حقي الموقع السابق

الثلاثاء، أبريل 03، 2018

كيف عملت شبكات التواصل الاجتماعي على صناعة الرأي العام؟


محمد نجيم (الرباط) صدر مؤخراً عن دار روافد للنشر والتوزيع بالقاهرة، بالشراكة مع مجلة باحثون للعلوم الاجتماعية والإنسانية بالمغرب، كتاب جماعي بعنوان «شبكات التواصل الاجتماعي وصناعة الرأي العام في العالم العربي» وقد أعده ونسق مواده الباحث المغربي عياد أبلال.
وشكلت شبكات التواصل الاجتماعي، منذ مطلع الألفية الثالثة، إحدى أهم الوسائط الاجتماعية للتواصل ذات الاستقطاب الجماهيري المفتوح، وباتت صناعة القرارات السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية تعتمد بشكل كبير على ما يروج عبر هذه الشبكات، لتتحول بالتالي من مجرد وسيط تواصلي افتراضي إلى شبكات معقدة بامتياز، عملت على محو الفواصل والحواجز بين الدول والشعوب بشكل غير مسبوق، مما جعلها بحق إحدى آليات تكريس العولمة، التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، خاصة بعد أن انتقلت هذه الشبكات إلى وسيط للإخبار وتداول المعلومة، مما جعل الإعلام، حسب مقدمة الكتاب، ينتقل من البعد المؤسسي إلى البعد الشعبي والجماهيري، وتحول من ثم كل مبحر افتراضي في الشبكة العنكبوتية إلى صحفي وإعلامي يشارك بشكل أو بآخر في الصناعة الإعلامية نقداً وتحليلاً، إنتاجاً للمعلومة واستهلاكاً لها في الآن نفسه، بعد أن تحولت هذه الشبكات بدورها إلى وسائط لنشر المعلومة وتداولها.
في السياق نفسه، بدت صناعة الرأي، بحسب أبلال، مرتبطة بشكل كبير بهذه الشبكات التي وجدت في تعطش الشباب، وكافة الفئات المحرومة في العالم العربي من التعبير والمشاركة السياسية والاجتماعية، للديموقراطية وحقوق الإنسان، بشكل أصبحت معه هذه الوسائط مؤسسات افتراضية انصهرت فيها كافة السلطات المؤسسة للاجتماع والعمران البشريين. وهكذا بتنا نشهد انتقادات لأحكام قضائية، ورفض أخرى، مطالبات بفتح تحقيقات قضائية، نقد مراسيم ونصوص تشريعية، انتقاد السلطوية والاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي. مما جعل هذه الشبكات تتحول إلى منصات لتوجيه النقد والاحتجاج إلى مختلف السلطات: القضائية، التشريعية، والتنفيذية... وهو ما يمكن أن نستدل عليه بما يروج على صفحات الفيس بوك والتويتر، أو عبر الواتساب كناقل للمعلومة صورة وصوتاً، بشكل يجعلنا نشهد ميلاد سلطة تفكيكية تعتمد الهدم والبناء، للثقافة، والفن، والسياسة، والدين... ولكافة مجالات الحياة اليومية.
ويحاول الكتاب الرد على أسئلة منها: كيف باتت هذه الشبكات تلعب دوراً محورياً في صناعة الرأي العام وتوجيه النخب والجماهير نحو الفعل الاجتماعي والسياسي في سياق تجديد البراديغمات المؤسسة للاجتماع والإجماع؟ وما طبيعة هذا الرأي العام؟ وكيف يشتغل تفكيكياً على المستوى القيمي، بشكل يجعل هذه الشبكات أحياناً (فيسبوك، واتساب...) آلية من آليات التشهير بالحياة الخاصة ونشر الضغينة والانتقام؟ وما أهم ملامح وخصوصيات أنماط الهوية الجديدة التي تعمل هذه الشبكات على بلورتها وصياغتها في صفوف شعوب العالم العربي ؟
وشارك في هذا الكتاب كل من: غمشي الزهرة، سلمى بنعسيد، مطرف عمر، عبد الرزاق أبلال، خديجة قاوقو، منتصر حمادة، بوجمعة العوفي، عبده حقي، محمد مرشد، وإبراهيم حجري

ماهي الميديولوجيا ؟ ترجمة عبده حقي

الميديولوجيا علم أسسه روجيه ديبري وهوعلم خاص بدراسة الوظائف الإجتماعية السامية (الدين ، الفن ، السياسة ، الإيديولوجيا) والعقليات أيضا في علاقاتها مع المنظمات الإنسانية وبنيات التحول التي ترتبط بالتطورالتكنولوجي (الشبكت لإجتماعية ، السرعة أنواع الذاكرة المحافظة).
إن هذا العلم يدرس إذن العلاقات بين الأشكال النبيلة للوجود الإجتماعي الذي به يعتقد أي إنسان والمجال الأدنى أي المؤسسات اليومية .
إن عالم الميديولوجيا ليس إختزاليا أوماديا بالضرورة لكنه يفضل أن يختبرالأفكار في مقارنتها مع الحقائق المبتذلة التي تمكنه من الإنتصارلها قبل تجزيئها .
وعكس وسائل الإعلام (الميديا) فالميديولوجيا تهتم بوسائل التنقل ، بالتقنيات مثل الحاسوب والمدياع أوبأشكال التنظيمات مثل (الحزب ، المدرسة ، الكنيسة ) التي تنقل وتروج للدعاية ، بمعنى بالوسائط التي تنقل الأفكارالمجردة إلى حقائق إجتماعية صرفة وهذا يقودنا إلى ثلاث طرق أساسية لمقاربة هذا الموضوع .
1 ــ على مستوى التفكيرفي التقنيات ، حيث نجد بعض النتائج المنطقية منها ظهورالورق ، الدراجة الهوائية أوالشبكة العنكبوتية . فمالذي حصل في هذا المستوى ؟ ماهي تأثيراته الإجتماعية والمعنوية ؟ مالذي أصبح مفكرا فيه والذي أصبح غيرمفكرا فيه ؟ مؤرخا أومتجاوزا ؟ ذو قيمة عالية أومبتذلا ؟ أية رؤية تكونها التكنولوجيات الحديثة في أذهاننا عن هذا العالم الضمني ؟ كيف نتفاعل مع التكنولوجيا السابقة ؟ ماهي المقومات والتحريفات التي تنتج عنها ؟ كيف تنظم الوسط الإيكولوجي المدني الذي تتمظهرفيه ؟ إدراك الزمن والفضاء والذاكرة ؟ وأخيرا ماهو تأثيرالآلة في روح الإنسان ؟
ـــ على مستوى التفكيرالإديولوجي ، لماذا وكيف أصبحنا متعلمين وتقنيين تلقائيا ؟ كيف أصبحنا مرتبطين ببعض الأشياء المستعملة ؟ كيف أصبحنا إنتاجا لما أنتجناه ؟ الآلات التي تمدد أجسامنا ، أحاسيسنا أوعقولنا والمجموعات التي ننتمي إليها ، إننا من دون شك نصنع المركبات التي تضاعف من قوتنا ، أحاسيسنا وذاكراتنا .
ـــ على مستوى الإيمان والمعتقدات . الوسائل ونجاعة البروباغاندا . البحث عن شروط الإقناع .. أي نوع من الإنخراط والتنظيم وتشخيص الرسالة (الميساج) تجعله فعالا وذا جدوى ؟ ماهي الوسائل التي ستساعد على إنتشاره واستمراره ؟
في المقابل ، هل يمكن أن تصيرترتيبا ميديولوجيا ؟ أية أحكام قيمة صادرة وأية أنظمة معنوية وأية خطابات يروج لها أو لايروج ؟ ولنكن أكثردقة ولنفكرفي التلاحم المنتج بين الوسائطية والميساج ليس على مستوى المفاهيم الثنائية (فعالغيرفعال) وإنما على غرارإعادة تنظيم التراتبية بل نمط الأفكار: إلى ما تشبه الإعلانات المتداولة والمنتشرة بيننا ؟

بمعنى آخر، إن الميديولوجيا تهتم بنظم الإكراهات المادية والتوجيهات التقنية التي بواسطتها يمرالخطاب وتهتم أيضا بنظم الإعتقاد وتحولاتها في المستقبل وأخيرا إنها تهتم أيضا بالأفكارالعامة باعتبارها علاقات بين وسائل التواصل وبين السلطة .

الاثنين، أبريل 02، 2018

قصة قصيرة ( السكتة الشعرية !!) كتبها عبده حقي


من ذا الذي منكم أيها الشعراء قد يمنعني من أن أكون شاعرا مثلكم ويحرمني من أن تعلق صورتي بدبابيس النخوة وبوجهي الفولاذي مشوبا بدخان السيكارعلى صفحتي الزرقاء !؟ طالما أن بطن هذه الفوضى بات يلفظ كل يوم عشرات الشعراء مثلما تلفظ الفأرات أبناءها بين سقط المتاع أوحيثما داهمها وجع المخاض الأليم .
أنا شاعر وكفى .. بالموضة أم بضربة حظ أو لعبة رند لا يهمكم في شيء كيف أتيت إلى الشعر.. لكم أن تلتمسوا لي أحد الأسباب والأعذارفحسب .. أعرف كما تعرفون أنني لاأكتب الشعر وأقبض على جمرته بحرقة وإنما أتزيى بقميصه النيساني المشجر مثل آخر تقليعة ربيعية .. أتطاوس فيه مثلما يتطاوس كثيرمن الشعراء الشباب الذين نشروا من الدواوين ما لم ينجزه شيخ الشعراء طيلة ستة عقود .
إن أزمة قصيدتي ليست من أزمة الشعر لديكم .. إنها فقط أزمة إلقاء قصيدة بصوتي الرخيم على منصة مهرجان حتى لو كنت في ذيل قائمة شاعر المليون .
وأما أسمى شهادة اعتراف بتجربتي فلن تتحقق لي إلا بعرض صورتي يوما ما على شاشة التلفاز وأنا أتلوا آخر قصائدي في مهرجان وطني .. هذا قصارى ما أحلم به وأطمح إليه .!! بل لو تحققت تلك المعجزة فلن أتردد لحظة في توقيع مغادرتي الطوعية للعبة الشعر هاته إلى الأبد .
ها قد حل موعد المهرجان .. لم يكن نجم هذه الدورة شاعر طاعن في الشعر سئم من الحلم بإقامة باذخة في بستان الاستعارات والمجازات وبات يحلم فقط بإقامة هادئة وسكينة صوفية على شفير قبرمعلوم .. بل كان نجم هذه الدورة الكاميرامان الذي كان يطارده حشد غفير من الشواعر والشعراء المغمورين القادمين من عوالم الفضاء الأزرق .. يتحينون الفرصة معه ويتوددون إليه بالإبتسامات الصفراء لعله يزووم عليهم ولو برمشة لقطة يكون صداها مدويا في حومتهم وأجرها عند الله مثل صدقة جارية .
أخيرا حدثت المعجزة بعد أن التفت إليه خصومه من الإخوة الأعداء الشعراء وأقحموا إسمه إشفاقا عليه حيث أن أخشى ما كانوا يخشونه أن يصاب بانهيار عصبي أو هيستريا قد تطوح به إلى قسم الإنعاش .
ها شاعرنا في يومه المشهود يعتلي منصة المهرجان .. إن ما كان يشغله أكثرفي تلك اللحظة ليست عيون الشعراء والجمهور المسددة نحوه مثل الرصاص المطاطي بل عين الكاميرا التي كان هو من يزووم عليها بعينيه أكثر مما كانت هي تزووم على وجهه الفولاذي الصقيل البارد .
لم يشك لحظة بعد نزوله من المنصة وخروجه إلى حال سبيله أنه قد أصبح نجم عائلته وجيرانه في قريته النائية ، ولذلك قرر أن يقيم حفل عشاء باهظ الثمن وباذخ المائدة يليق بإنجازه الشعري .. حفل عشاء يحتفي فيه بنفسه لنفسه محفوفا بأقارب زوجته لكي يشاهدوا بأم عينهم على شاشة التلفاز صهرهم الشاعر مزهوا منتشيا أيما انتشاء بإلقاء قصيدته الأخيرة بين باقات الورد والأضواء الكاشفة ومكبرات الصوت وغمرة تصفيقات الشعراء والجمهور.
ذات ليلة انطلق بث البرنامج الثقافي التلفزي وانطلق معه خفقان قلبه ودهشة
أقربائه ..
إنها السهرة العائلية الكبرى وسهرة السهرات .
كان الشعراء والشواعر يمرون الواحد تلو الآخر تباعا وكان هو في كل مرة ينزل فيها شاعر من المنصة ويصعدها آخر تقصفه نظرات أقاربه متسائلة في سر وحيرة إن كان هو من سيأتي عليه الدور القادم ، وكان هو من جهته يرد على نظراتهم الملحة بإشارة من يده بألا يستعجلوه في الطلوع على الشاشة فدوره قادم لامحالة .
أخيرا يا للنكبة والفاجعة !! هاوجه الصحفية الجميلة مقدمة البرنامج ببصمة ابتسامتها الأسبوعية المعهودة وتسريحة شعرها التشكيلية النادرة تعلن عن إسدال ستار المهرجان وتتمنى للمشاهدين بقية سهرة جميلة .!!
ثم طفق شريط الجينيريك ذي الخلفية البيضاء يصاعد بتوأدة رويدا رويدا ، وكانت مع صعوده تعرج روح الشاعر أيضا في كفن الجينيريك إلى مثواها الأخير في مقبرة الخذلان  .

الجمعة، مارس 30، 2018

مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة تعود إلى الصدورمن جديد

في طلعة جديدة .. هاهي مجلتكم اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة مثل طائر الفينق تنبعث من رماد توقفها الإضطراري لمدة سبعة شهورأي منذ تنزيل مقتضيات مدونة الصحافة والنشرفي 17 غشت 2017 .. هاهي تطل عليكم في حلة أبهى وبتصميم أكثر تنويعا ورشاقة رقمية تلبية لتطلعات وحاجات جميع المهتمين بحركية الثقافة والفن والنشر الرقمي مقارنة بتصميمها السابق مع احتفاظها على كل أرشيفها ورصيدها الثقافي الذي راكمته منذ تسع سنوات أي منذ 8 أكتوبر2008 وهي تستشرف أفقها الواعد بكل تفاؤل كبير لتحتفي بالذكرى العاشرة لإطلاقها في 8 من أكتوبر2018 القادم إنشاء الله .
وكما يقول المثل العربي " رب ضارة نافعة " إذ ما كنا لنخطو لهذه الإنعطافة النيرة في مسار مجلتنا الاكترونية وبهذا النفس الجديد لولا هذه الوقفة الإضطرارية لأكثر من نصف سنة والتي منحتنا بكل تأكيد فرصة سانحة للتأمل والبحث عن الحلول القمينة بالاشتغال انسجاما مع ما شهده الحقل الإعلامي الإلكتروني من مستجدات وتحولات حاسمة في تاريخ الصحافة والنشر بالمغرب .
لهذا لم يكن هناك من بد سوى التخلي عن امتداد إسم النطاق السابق للمجلة ueimag.co.vu
واعتماد إسم نطاق مجاني جديد على منصة مدونات بلوغر العالمية التي توفرها شركة غوغل  .ueimag.blogspot.com
شكرا لكل الأوفياء وبشرى لنا ولكم ولكن جميعا وألف مرحى بمشاركاتكم وآرائكم وإبداعاتكم وأخباركم الثقافية .

الجمعة، مارس 23، 2018

حوارمع عبده حقي في برنامج (عطيني رأيك ) مع الإعلامية فاطمة يهدي

برنامج (عطيني رأيك) الذي تعده وتقدمه الإعلامية فاطمة يهدي على أمواج الإذاعة الوطنية بالرباط يستضيف الكاتب والإعلامي الرقمي المغربي عبده حقي لمناقشة عديد من القضايا والإشكاليات التي تتعلق بمستجدات الصحافة الإلكترونية والإصدارت بين الكتب الورقية والكتب الإلكترونية وغيرها من المحاور المرتبطة بعالم الإنترنت ووسائط التواصل الجديدة .

الاثنين، فبراير 19، 2018

حوارمع الكاتب عبده حقي لجريدة بيان اليوم على هامش معرض النشروالكتاب 2018

أنجزالحوارعبدالعالي بركات
حوار للنشر مع جريدة بيان اليوم بمناسبة الدورة 24  للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، الذي سيعقد ما بين 8 و 18 فبراير 2018
****
ـــ ماذا يشكل بالنسبة إليك هذا الحدث، وكيف تفضل أن يكون، من حيث التنظيم والإعداد والبرمجة ؟
في رأيي المتواضع يشكل هذا الحدث السنوي المؤشر القوي على تطور أو تراجع التقاليد والقيم الثقافية والحداثية للمجتمع المغربي بكل فئاته العمرية وشرائحه الطبقية إذا كانت ماتزال هناك في بنية المجتمع المغربي طبقات تقليدية هرمية تسهم أنشطتها الفكرية والإنتاجية في تقدمه وتطوره وتحديثه ... غير أنه ما يحز في نفسي باعتباري مثقفا وكاتبا ورقيا ورقميا مفترضا مهتما بشأن النشروالكتاب في زمن الثورة الرقمية والتكنولوجية هو أن هذا المعرض الدولي للنشروالكتاب في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء لاتخرج علاقة جمهورالزوار به عدا كونه ملتقى للترويح عن النفس والتنفيس عن ستريس همومها اليومية والسياحة المكانية وتنويع الفرجة وترتيب المواعيد بين الأصدقاء والصديقات وعقد الصفقات السرية والتقاط الصورالتذكارية للتباهي بها في مواقع التواصل الاجتماعي ..إلخ ويبقى الشغف بالقراءة واقتناء الكتب بنهم وشراهة وتقييم الحصيلة السنوية لحركية النشر بالمغرب في ندوات المعرض آخر البرامج التي قد تجلب الزوار لمواكبتها .. فما الفائدة الأساسية إذن من معرض دولي للكتاب يتجول فيه عشرات الآلاف من الزوار كبارا وصغارا بأيادي فارغة إلا من هواتفهم الذكية وبعض المطويات والملصقات أو في أحسن الأحوال بعض كتب الطبخ والكتب الصفراء التي ما يزال يروج لها في كل دورة ومازل يغتني على تجارتها لوبيات المطابع السلفية على مرأى ومسمع من الجهات المسؤولة والوزارة الوصية على قطاع الثقافة والنشر ببلادنا.. أيضا كيف سيرتفع الإقبال على اقتناء الكتاب في هذه الدورة في ظل ارتفاع أسعار المواد اليومية الاستهلاكية الأساسية وبالتالي أعتقد أن كل هذه الإكراهات الإجتماعية والسياسية ستؤثر سلبا على حركية هذه الدورة .  
من جهة أخرى يبدو لي أن موعد انعقاد المعرض في شهر فبرايرغير ملائم زمنيا بعلاقته مع منظومة القراءة بشكل عام وخصوصا مع القطاع التعليمي بمختلف مستوياته وأسلاكه على اعتبار أن الفئة العريضة المستهدفة والمعنية بفعل القراءة والإقراء تكون في فترة دراسة وبالتالي فجل طالبي العلم والمعرفة لايتوفرون على فائض من الوقت الثالث للاستفادة من الفرص التي يقدمها المعرض على مستوى التواصل مع الكتاب والمثقفين والناشرين أوالتفاعل مع الندوات واللقاءات وأيضا على مستوى اقتناء الكتب بأسعار تفضيلية وفي مستوى القدرة الشرائية للجميع .
وأخيرا وبهذه المناسبة أدعو إدارة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء لاستثمار مختلف الوسائط السمعية البصرية والرقمية للتواصل مع الجمهور داخل المغرب وخارجه كإنشاء صفحة على الفيسبوك وإطلاق قناة يوتيوب ومحطة إذاعية تبث أنشطة المعرض على مدى ثماني ساعات يوميا من 12 زوالا إلى الثامنة ليلا .    
ـــ ما هي طبيعة مشاركتك في هذه الدورة؟
أكيد أنني أفضل أن أكون زائرا وفق أجندة شخصية مضبوطة يجتمع في مواعيدها التجوال الهادف بين دور النشر واقتناء الكتب التي وصلتنا أصداؤها على مدار السنة الماضية 2017 وأيضا التواصل مع الأصدقاء الكتاب والناشرين والإعلاميين
ـــ ما هو أحدث إصداراتك، وحول أي شيء يتمحور؟
أحدث إصداراتي سيرتي الذاتية الموسومة ب (عودة الروح لابن عربي ــ عن ذكريات مكناس فاس الجميلة ) التي صدرت في مايو من سنة 2017 وهي سيرة ذاتية من 280 صفحة أصدرتها على نفقتي الخاصة وليس بدعم من أي جهة ما .
ـــ هل تتصور استمرارية وجود الكتاب الورقي في ظل هيمنة الثقافة الرقمية، وعلى أي أساس تبني تصورك؟
طبعا كل المؤشرات الراهنة في مجالي النشر الورقي والإلكتروني تؤكد بما لايدع مجالا للشك أننا نعيش بكل يقين عصرأفول السند الورقي يوما بعد يوم بمختلف أغراضه وغاياته الثقافية والعلمية والإعلامية والتوثيقية ... فعلى مستوى الكتاب الورقي فعديد من دور النشر الغربية والعربية قد بادرت قبل عقد من الزمن إلى إعادة إصدارعديد من الكتب في نسخ إلكترونية ، كما أن الكتاب الإلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا قد عرف في السنوات الأخيرة رواجا تجاريا مغريا وتداولا افتراضيا مرنا أكثر مقارنة مع تراجع لافت للكتاب الورقي . كما أن آليات نشر وتداول وتحميل وقراءة الكتاب الإلكتروني متعددة الوسائط والحوامل (حواسيب ـ هواتف ذكية ـ لوحات إلكترونية ) ويمكن تصفحها في جميع الوضعيات الزمكانية ... مما حفز المئات من دورالنشر العربية على إصدار الآلاف من الأعمال الأدبية والفكرية لأشهرالأدباء والمفكرين مثل روايات نجيب محفوظ ودواوين إلكترونية ومسموعة لمحمود درويش ونزار قباني وسميح القاسم وغيرهم ويكفي بهذه المناسبة السانحة أن أعرض لتجربتي في مجال نشرالكتاب الإلكتروني والمسموع والتي كنت سباقا إليها في المغرب وقد امتدت لأكثر من ثماني سنوات نشرت خلالها مايناهز ستين كتابا إلكترونيا في الشعروالقصة والرواية والدراسات النقدية والفلسفية لكل من الشاعرالفلسطيني عزالدين المناصرة والعراقي سعدي يوسف والمغربي محمد أديب السلاوي وأحمد بنميمون وأحمد زنيبر والفلسطيني سليمان دغش والدكتور إدريس كثير والأردني محمد سناجلة وأحمد بلحاج آيت وارهام والكاتبة ليلى الشافعي وغيرهم .
أما على المستوى الإعلامي فمن كان يصدق من الزملاء الصحفيين المغاربة بالأمس القريب أنه في ظرف عشر سنوات فقط وليس قرون سيحدث كل هذا الانقلاب في الأسانيد والمنصات الإعلامية مما جعل السند الورقي يعاني اليوم بشكل ملموس من تراجع مهول في عدد مبيعات الصحف الورقية يوما بعد آخرسواء في المغرب أوفي العالم قاطبة حيث عمدت جل الصحف العالمية العملاقة إلى إصدار نسخها الإلكترونية وعديد منها أقفلت نسخها الورقية إلى الأبد واكتفت فقط بالنسخة الرقمية .. كما باتت الأخبار والمعلومات تزدحم وتتقاطر كل دقيقة وعلى مدى 24 ساعة على الحواسب والهواتف الذكية قبل أن تنشرعلى صفحة الجريدة الورقية في اليوم التالي ... لقد أضحينا اليوم نتحدث عن محدودية السند الورقي باعتباره لم يعد يفي بحاجة المواطن الإعلامية بعد أن انبرى هذا الأخير للبحث عن المعلومة في المواقع الإخبارية الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب ورسائل المايل ومحركات البحث وغيرها وبالتالي كل هذا أدى إلى التفكيرفرض الأمرالواقع للحد من مد الإعلام الإلكتروني وتغوله وانزلاقاته ومغالطاته في بعض الأحيان مما دفع بالإطارات المهنية الإعلامية وخصوصا النقابة الوطنية للصحافة المغربية وبعض مدراء المواقع الإلكترونية القادمين من الصحافة الورقية المستقلة إلى جانب وزارة الاتصال ووزارة العدل إلى تنزيل مدونة الصحافة والنشرالتي هي في كل الأحوال إقرارعلني على إخفاقات السند الورقي أمام تعاظم دورالإعلام الرقمي وسهولة نشره وتداوله وديموقراطيته وتعاظم استحواذه على فرص الإشهار والإعلانات .
ـــ مديرموقع الثقافة المغربية
ـــ مديرمجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة سابقا
ـــ رئيس لجنة الإنترنت والعلاقات الرقمية باتحاد كتاب الإنترنت العرب


السبت، فبراير 10، 2018

رسالة ودية من كاتب إلى حاسوبه : عبده حقي

لعلك تدري وحدك من دون جميع القراء في هذا العالم أنها ستكون أول رسالة ودية ووجدانية في تاريخ البشرية يحملها جناح النت من كاتب عربي إلى حاسوبه الأنيس الوحيد.. رسالة عنك وإليك يشهر فيها علانية هذا الكاتب عن درجة محبتك له ومحبته لك ..عن طاعتك اللامشروطة لأوامره وعن صبرك ورحابة صدرك لحماقاته الطفولية أحيانا وهو يقيم بين أحضانك المشعة أنوارا وتنويرا والمشبعة حرارة ودفئا..
منذ عقد من الزمن لا يذكر يوما أنك عزيزي الحاسوب خذلته ولو مرة واحدة بينما خذله هؤلاء البشر ألف مرات ومرات ..! ولم يذكر مرة أنك أخلفت مواعيدك معه كلما شوش عليك راحة رقدتك في الهزيع الأخير من الليل وأيقظك لتسهد إلى جانبه مثل أم رؤوم أو والد حنون لتصغي للواعجه أو تجيب عن أسئلة أحلامه المعلقة وتفسر بعض كوابيسه السوريالية المزعجة ...
يتساءل هذا الكاتب في أحايين كثيرة إن كان قد أكثر عليك أو بالأحرى أهانك حين توهم أنه يرفع من قدرك الوازن إلى مراتب الآدمية الوضيعة، أو إن كنت أنت من رفع من قدر بنات أفكاره حتى أضحين سائحات منتشيات في مسالك المعرفة والتواصل وناسكات في غار الحكمة الرقمية شبيهات بالفلاسفة والأنبياء .
ولعلك تذكر عزيزي الحاسوب أول لقاء كان بينكما قبل عقد من الزمن على كوكب هذا البياض .. كنت قريبا منه .. بعيدا عنه.. وهو يتوجس في مراودتك أو ملامسة أزرار معطفك.. لكنه كان يشعر أن المسافة بينكما كانت أطول من المسافة بين الأرض والقمر.. وفي لحظة تاريخية لن ينساها يذكر أنه سرى بينكما ذبيب مغناطيسي لم يدر إن كان خذرتماسه الطفيف واللذيذ انطلق منك أومنه حتى ألفى نفسه بعد أيام يلملم كتبه ودفاتره ومخطوطاته الورقية في حقيبة جده القديمة ويودعها على رفوف الماضي ثم يرحل معك إلى متاهات كوكبك المبهم والغامض وحيدا وأعزل إلا من بعض الأبجديات القليلة التي كان قد اذخرها من صحائف رواد المعلوماتية البدائية .
عندما حللت يا عزيزي ضيفا في صدر بيتهم .. صاروا يتهافتون للجلوس إلى جانبك لتحيتك والحديث إليك والنبش كالأطفال في جيوب معطفك الأسود باحثين عن هداياك الجديدة : (ألعاب افتراضية .. موسيقى .. صور.. قصص ثلاثية الأبعاد 3D رسوم متحركة .. إلخ) وكنت تغذق عليهم من ذخائر معلومياتك وتجول بهم في حدائق رقميتك المدهشة وتفتح لهم بوابات مكتباتك وموسوعاتك العربية والعالمية ... صاروا يلجونها كالغرباء أو كالأطفال المسكونين بدهشة الوجود وفتنة الكون أو كالبشر النازحين ، الجوعى لرغيف المعرفة أو مثل بشر معزولين في جزر قصية يتطلعون إلى من يمدهم بجسور التواصل وفاكهة المعرفة ...
لقد باتت علامات الاستفهام هي نقودهم التي يقايضون بها أجوبتك .. وأسلاك الكهرباء والربط الشبكي هي أمصال لنجيع العلاقات الوثقى والحرارة بينكم..
من كان يفترض يا عزيزي الحاسوب..يا أنيسهم في وحدتهم وأسفارهم الافتراضية والواقعية أيضا .. ياخير جليس في هذا العصر المجنون .. من كان يدري أنك بعد بضع سنوات فقط وليس قرون مثلما دأب تطور البشرية على ذلك أنك ستصير عيونهم التي يرون بها العالم وآذانهم التي يتسمعون بها إلى لغات الكون .. أن تصير المعلم والطبيب والمستشار والأنيس والصديق والجليس الذي لا يكل ولا يسأم من أسئلتهم وأحيانا من ثرثراتهم المملة .. هكذا أمسيت ملاذهم في لحظات الفرح والسأم .. في الحرب والسلام وعليك من أستاذك الكتاب ألف تحية وسلام ...

الأحد، يناير 28، 2018

قاص مغمور .. سيء الحظ .. !: عبده حقي

كان هذا القاص المغمور متشبثا بالمقبض الأفقي .. الأوتوبيس يتأرجح براكبيه مثل مركب حراكة في بحرمتلاطم .. يهتز فتهتز معه الأجساد وتتلامس تلقائيا أوعمدا فتضطرم شحنات التماس الكهربائي مع التورمات الكهروـ شبقية...

الثلاثاء، ديسمبر 26، 2017

قصة قصيرة بعنوان ( البحث عن لحظة قصصية ..!) عبده حقي

أمضى هذا القاص المغمور في كتابة قصة قصيرة عنيدة ثلاثة أعوام .. ونفس المدة أوأكثر بقليل أمضاها في غيبوبة وشلل تام عاجزا عن كتابة ولو سطر قصصي واحد

الأربعاء، ديسمبر 20، 2017

خيالنا السياسي .. ذلك الممكن في واقع المستحيل عبده حقي

إلى أي حد قد يسعفنا الخيال السياسي في إبداع حياة الكرامة وتجاوزواقع مثخن بالهشاشة والخسارات ؟ وهل تمتلك نخبنا العربية القائدة خيالا سياسيا لتدبيرشؤون أمتنا من المحيط إلى الخليج ؟ تلك هي أهم الأسئلة الشائكة التي طرحها كتاب "الخيال السياسي "لمؤلفه عمارعلي حسن الصادرعن سلسلة عالم المعرفة في شهر أكتوبر2017 .
يعرض بحث هذا الكتاب القيم لدور الخيال السياسي في النهوض بالدول والمجتمعات على مستوى تجويد حياة الأفراد والرقي بها إلى مدارج التطور والحداثة والديموقراطية . ويعزو الكاتب انفجار الربيع العربي إلى القصور الكبير في المخيلة السياسية في جل الدول العربية وبالتالي فإن الدراسات المستقبلية باتت ضرورة ملحة قد تفتح الطريق للإيمان بأن المستقبل ليس دائما قدرا محتوما بل هناك بدائل أفضل من أخرى.
كثيرمن الدراسات الأجنبية وضعت عناوين عريضة حول الخيال السياسي مثل كتاب "المجتمع المدني والخيال السياسي في إفريقيا، وجهة نظر "وكتاب" الصين في الخيال السياسي الأمريكي"
إن علاقة السياسة بالخيال علاقة مؤكدة والخيال باعتباره جوهر الإبداع الأدبي جعل المؤلف يطرح سؤالا أساسيا حول علاقة السياسة بالأدب، منطلقا من اعتبار نظرية الأدب الحديثة جزءا من التاريخ السياسي والإديولوجي لعصرنا الراهن ويلاحظ أيضا أنه ليس للخيال السياسي معنى واحدا بل إنه يتماهى مع النبوءة تارة وتارة مع الإلهام الإلهي وتارة أخرى مع الفكر الأسطوري ..إلخ
ويرى المؤلف عمار علي حسن أن الخيال السياسي من جانب آخر يتعارض والاستبداد لأن الخيال بشكل عام يتغذى على حرية التفكير والتأمل وتصريف التصورات على أرض الواقع . فعلى مستوى التحليلات السياسية كثيرا ما يجد المحللون أنفسهم في حاجة ماسة إلى استعمال خيالهم في التخمين والتكهن واستكناه ما وراء المعاني الظاهرة ، كما أن الصحافيين أيضا يطلقون العنان لخيالهم السياسي حتى يوحوا بل ويقنعوا جمهور القراء بأن لهم دورا ما في المشاركة إن لم يكن التأثير أيضا في صنع القرار السياسي .
من أين إذن يستقي الخيال السياسي دعاماته الأساسية؟ ذلك هو محور الفصل الثالث الموسوم ب "منابع الخيال السياسي" حيث يطرح المؤلف بعضا منها كاستقراء التاريخ والوعي بالمستقبل والدراسات عبر النوعية وتوظيف الخيال الإبداعي إذ أن عديدا من الأعمال الأدبية تعد في بعض جوانبها أو كلها أحيانا ابتكارات لعوالم اجتماعية بديلة للعالم الاجتماعي الواقعي وتخضع لعوالم خيالية في الأحجام وأنماط السلوك والقيم والمثل العليا والأخلاق ..إلخ ولكنها في الحقيقة تكون نقدا غير مباشر للعالم الحقيقي .
ولم يفت المؤلف أن يعطي أمثلة على بعض الأعمال الأدبية الأجنبية والعربية التي تبرهن على وظيفة الأدب في إثراء الخيال السياسي مثل خماسية الأديب الفرنسي رابليه "غارغانتوا " و"بانتاغرويل" ورواية الأديب البريطاني جوناتان سويفت "رحلات غاليفر" ومسرحيتي شيكسبير" الليلة الثانية عشرة " و"حلم ليلة صيف " ومسرحية توفيق الحكيم "رحلة إلى الغذ " ورواية نجيب محفوظ "ابن فطومة" ومسرحية يوسف إدريس "الفرافير" و"الجنس الثالث" و"المهزلة الكبرى".
لكن إذا كان الخيال السياسي هو الملهم للخلق وابتكار الآليات والحلول السياسية لمختلف المعضلات ، فماهي إذن سبل تنميته وما هي معوقاته ؟
يقترح المؤلف في الفصل الرابع الموسوم ب"سبل تنمية الخيال السياسي ومعوقاته " عديدا من الطرق التي لا يفصلها عن سبل تنمية ملكات الإبداع بشكل عام حيث يقول "إن علينا أن نستفيد من كل ما تتيحه ينابيع التخيل في استقراء التاريخ وتراكم المعرفة والاستبطان والعمل بروح الفريق ..إلخ
وإذا كانت هذه هي بعض محفزات ومنشطات الخيال السياسي فماهي إذن في المقابل معوقاته؟
في تصور الكاتب هناك عديد من المعوقات التي تقف حجر عثرة أمام الخيال السياسي وتحد من جموحه لتحقيق طموحات المجتمعات وأحلامها منها "الوقوعية" ويعني بها الكاتب قلة الطموح والتحكم البيروقراطي ونقص المعلومات والاستهانة بدورها أو الاستسلام لها والجهل بدور التاريخ في تشكيل ملامح المستقبل.
هذه الترسانة من الآليات التي تساعد على تطور الخيال السياسي ما الجدوى من التسلح بها بل والتفكير العميق والمرهق في تطويرها تساوقا مع متغيرات المحيط.
في الفصل الخامس الذي وسمه ب " مجالات توظيف الخيال السياسي" يرى الكاتب أن الهدف البراغماتي من كل ذلك يبقى هو مواجهة الفساد بشتى مستوياته وبؤره تعششه كالفساد السياسي والإداري والمالي وضرورة الارتقاء بالحس الأمني بين أفراد المجتمع.
ولم يغب عن ذهن المؤلف تدعيما لكل تصوراته وفرضياته السابقة أن يسرد بعض النماذج الناجحة في مجال التخيل السياسي منها مثلا ما قدمه بريجينسكي في كتابه "الاختيار" والذي يصفه بأنه "تنبؤي من جهة وتوجيهي من جهة أخرى فيما يصف صمويل هنتنغتون الكتاب بأنه "تحليل ألمعي موجز ولكن ثاقب البصيرة للسياسة العالمية المعاصرة والدور الأمريكي فيها " ويقول كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة "إن بريجينسكي" يقدم حجة بارعة لمصلحة التعددية بتفكيره الواضح المألوف وسعة بصيرته ويكشف لماذا يجب أن نسعى إلى بناء مجتمع عالمي ذي مصالح مشتركة وكيف يمكن أن تساعد الولايات المتحدة الأمريكية في قيادة هذا المسعى أيضا " وقدم الكاتب من بين المحاولات المؤسسية الخاصة والمقتعدة على فطنة الخيال السياسي ذلك المشروع الذي أخذه على عاتقه أحد الناشرين في بريطانيا خلال عشرينات القرن الماضي حيث تبنى مشروعا طموحا لاستكشاف المستقبل فطلب من مئة عالم وخبير وباحث وأديب أن ينتجوا عدة كتب يتصورون فيها حياة الناس بعد نصف قرن .
أما على مستوى العالم العربي فقد قام مركز الوحدة العربية خلال النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي بتنفيذ مشروع حول " استشراف مستقبل الوطن العربي ليضع ثلاث سيناريوهات استنادا إلى الواقع المعيش آنذاك هي "مشهد التجزئة" و"مشهد التنسيق" و"مشهد الوحدة العربية" وهناك محاولات أخرى لا يسع المقام لسردها هنا قامت بها مراكز دراسات عربية أخرى لا تقل أهمية عن مثيلاتها لكن بأهداف واستراتيجيات مختلفة.
ختاما لقد سعى هذا الكتاب إلى الإجابة عن التساؤلات الأساسية حول "الخيال السياسي" من حيث تعريفه وأهدافه ومجالات توظيفه ومنابع استبطانه وسبل تنميته أو تعزيزه ، ثم قدم بعض التطبيقات العملية عليه، من خلال استعراض تجارب عديدة فردية وجماعية خاصة ورسمية وهو بذلك يضع تصورا أوليا حول هذا الموضوع الذي لم يحظ على أهميته بانشغال الباحثين العرب كما جاء في خاتمة هذا المؤلف القيم .
ومن خلال منصة هذا الكتاب أتساءل من وجهة نظري الخاصة حول ما إذا كانت نخبنا السياسية الحزبية والنقابية ومراكز الدراسات الاستراتيجية السياسية التي تناسلت كالفطر في المغرب في الآونة الأخيرة حول ما إذا كانت تمتلك خيالا سياسيا لبلورة تصوراتها لاستشراف مستقبل المغرب بغية تحقيق برامج سياسية وسوسيوـ اقتصادية ناجعة تكون قادرة على تجاوز معيقات التنمية الاجتماعية وأتساءل أيضا إلى أي حد تستطيع هذه النخب السياسية أن تطلق العنان لخيالها السياسي ووفق أي سقف تفكير سياسي محتمل قد يمنحها الحرية للتعبير عن ذلك من دون مراهنتها الواهية على ركوب الخيال الشعبوي ودغدغة مشاعر الطبقات الكادحة في الحملات الانتخابية ليس من أجل انتشالها من حضيض الهشاشة الاجتماعية وإنما من أجل تحقيق الحد الأقصى من الامتيازات الشخصية لممثلي الأمة.

الخميس، نوفمبر 30، 2017

قراءة في كتاب "تاريخ علوم الموسيقى عند العرب وعند العجم " للدكتور أحمد رباع أنجزها : عبده حقي

عبارة "علوم الموسيقى " كما جاء في ظهرغلاف هذا المؤلف القيم " تشير إلى القواعد العلمية التي تتعلق بالإصغاء أوالسمعيات Acoustique والتي تشرح نظرية ومبادئ الموسيقى كالسلم

الخميس، نوفمبر 23، 2017

أغنيتنا المغربية .. إلى أين!؟ أغنيتنا المغربية .. إلى أين!؟ عبده حقي

الفنون جميعها هي الشكل الرمزي واللامادي لروح الشعوب والأمم منذ الحضارات القديمة الفرعونية واليونانية والإغريقية و الرومانية وأخيرا الحضارة الإسلامية التي

السبت، نوفمبر 04، 2017

بورتريه بابلونيرودا ترجمة عبده حقي

إسمه الرسمي ( Neftali Recardo Reyes Bas Salta ) شاعر من بلاد الشيلي . ولد في 16 يوليوز
1904 في مدينة( بارال) وتوفي يوم 23 سبتمبر 1973 بسانتياغو ، وتوفيت والدته بشهر واحد على مولده .

الثلاثاء، أكتوبر 24، 2017

ماذا غير الويب في مهنة المتاعب ؟ عبده حقي

حقا .. إنها مهنة المتاعب سواء قبل الانشغال بأي مقال سيرى النور على صفحة جريدة ورقية أو موقع إلكتروني أو حتى بعد نشره وبشكل أخطر. لافرق إذن بين صداع

السبت، أكتوبر 07، 2017

احتفاء بلون البياض ومرارة الإجهاض عبده حقي

في مثل هذا اليوم 8 أكتوبر الأول من سنة 2008 هبطت مركبة من مجرة الرقمية على سطح كوكب النشر بالمغرب. هيكلها زجاجي شفاف وليس بقمرة سياقتها سوى