تتهيأ مدينة الرباط، عاصمة الثقافة والفنون المغربية، لاحتضان دورة تاريخية من مهرجان «موازين إيقاعات العالم»، الذي يعود هذا العام في نسخته العشرين، خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 28 يونيو 2025، وسط ترقب كبير من الجمهور المغربي والعالمي، ووسط وعود بموسم فني استثنائي يحتفي بعقدين من التلاقح الموسيقي والتنوع الثقافي.
منذ انطلاقه لم يكن مهرجان موازين مجرد تظاهرة موسيقية عابرة، بل تحوّل إلى واجهة حضارية للمغرب، ومنصة دولية للقاء الحضارات، حيث أصبح يجذب كبار الفنانين من مختلف القارات، ويؤسس لحوار موسيقي مفتوح بين الشرق والغرب، بين المحلي والعالمي، وبين التراث والحداثة.
في دورة هذه السنة،
يحتفي المهرجان بـ25 حفلاً موسيقياً تُوزع على أربع منصات كبرى: المسرح الوطني محمد
الخامس، منصة النهضة، منصة السويسي، وساحة بورقراق، مع توزيع متوازن بين الفنانين المحليين
والعرب والدوليين، في مشهدية فنية تنبض بالتنوع والانفتاح.
البرنامج العربي ينطلق
من بوابة المسرح الوطني بحفل للفنانة المصرية كارمن سليمان، التي تعود إلى الساحة بعد
فترة أمومة، لتقدم أغانيها الجديدة أمام الجمهور المغربي. ويليها في اليوم الموالي
حفل مزدوج يجمع الفنان اللبناني وائل جسار والمصرية روبي، التي تشارك لأول مرة في موازين.
النجمة نانسي عجرم
ستحيي حفلاً في 22 يونيو، ثم الفنان راغب علامة في 24 يونيو، وتليه في اليوم الموالي
الفنانة ديانا حداد. أما المفاجأة المنتظرة، فهي عودة ميريام فارس إلى المهرجان بعد
غياب دام ست سنوات، لتلتقي بجمهورها يوم 26 يونيو، قبل أن تُختتم الفعاليات العربية
بحفل زياد برجي يوم 27 من الشهر ذاته.
وإذا كانت البرمجة
العربية غنية بالأسماء الكبيرة، فإن البعد الدولي للمهرجان يتجلى بوضوح في قائمة الفنانين
العالميين المشاركين، الذين يمثلون قارات العالم الخمس. المغني والدي جي الهولندي «أفرو
جاك» سيكون أول من يفتتح الفعاليات العالمية يوم 20 يونيو على منصة السويسي، إلى جانب
الفنان الجامايكي "بيرنيغ سبير" المرشح لجائزة الغرامي.
في 21 يونيو، سيكون
الموعد مع المغنية النيجيرية «يامي ألادي»، بينما يشهد اليوم التالي حضور «بيكي جي»
من الولايات المتحدة، و»مايكل كيوانوكا» من المملكة المتحدة، إضافة إلى عرض إفريقي
للسنغالي شيخ لو.
الحدث الأبرز عربياً
وإفريقياً سيكون يوم 24 يونيو مع الحفل الأول للفرقة النسائية الكورية الجنوبية
"إيسبا" في القارة السمراء، في أمسية سيتقاسمونها مع فرقة الهيب هوب الأميركية
"دي لا سول".
أما الحدث الأكبر والأكثر
انتظاراً، فهو بلا شك عودة النجم الأميركي «ويل سميث» إلى الغناء، حيث سيقدم حفلاً
استثنائياً يوم 25 يونيو، بعد إطلاقه ألبومه الجديد "مقتبس من قصة واقعية"
في مارس الماضي. وتُعد هذه المشاركة سابقةً في تاريخ المهرجان.
ويستمر الحضور الإفريقي
القوي بحفل مزدوج يوم 26 يونيو يجمع النيجيريين «ويز كيد» و»ليكان»، فيما يُسدل الستار
على دورة 2025 بحفلين متتاليين: الأول للموسيقي البريطاني «جوليان مارلي»، ابن الأسطورة
بوب مارلي، والثاني يجمع نجم الراب الأميركي «ليل بيبي» والفنان المغربي «الڭراندي
طوطو»، في توليفة تعكس انصهار المشهد الحضري المحلي والعالمي.
في دورته السابقة،
استقطب موازين أكثر من 2.5 مليون زائر، محققا رقماً قياسياً على مستوى الحضور الجماهيري،
ما يبرهن على مكانته كأحد أضخم المهرجانات الموسيقية في العالم، ومركز إشعاع ثقافي
للرباط والمغرب عموماً.
ومع هذه الدورة العشرين،
يبدو أن موازين لا يكتفي بإحياء الذاكرة الفنية للسنوات الماضية، بل يراهن على المستقبل
من خلال برمجة متجددة، وجمهور أكثر تنوعاً، وفن لا يعترف بالحدود. فهو مهرجان لا يحتفل
فقط بالموسيقى، بل يحتفي بروح التعايش والجمال والانفتاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق