الجمعة، يونيو 20، 2025

مهارات الذكاء الاصطناعي: جواز العبور إلى رواتب أعلى

 


في ظل الثورة الرقمية المتسارعة، تكشف دراسة حديثة لشركة PwC تحت عنوان "مؤشر وظائف الذكاء الاصطناعي العالمي 2025" عن تأثير حاسم لتعلم مهارات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل العالمي. أبرز ما توصلت إليه الدراسة هو أن امتلاك هذه المهارات قد يرفع الرواتب بنسبة تصل إلى 56%، مع تزايد في فرص العمل بدلًا من تقلصها، حتى في المهن المعرضة للأتمتة.

اعتمدت الدراسة على تحليل مليار إعلان وظيفي وتقارير من ست قارات، لتصنيف الوظائف إلى قابلة للتعزيز (التي يدعم فيها الذكاء الاصطناعي أداء البشر)، وقابلة للأتمتة (التي يمكن للأدوات الذكية تنفيذها). وخلصت إلى أن المهن المعززة بالتقنيات تشهد نموًا أسرع، وأن القطاعات الأكثر تبنيًا للذكاء الاصطناعي، كالصناعة المالية وتطوير البرمجيات، تضاعف فيها نمو الإنتاجية أربع مرات مقارنة بالقطاعات المتأخرة مثل التعدين والسياحة.

ورغم المخاوف من فقدان الوظائف، تؤكد الدراسة أن سوق العمل ما زال ينمو، بل إن الطلب على المهارات الذكية يتزايد مع انخفاض أهمية الشهادات الجامعية التقليدية، ما يدل على تحول جوهري في معايير الكفاءة. وتبرز النساء بوصفهن الفئة الأكثر تمثيلًا في المهن التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناعي، مما قد يزيد من حدة المنافسة والضغط عليهن.

الدراسة ترسم صورة واضحة: الذكاء الاصطناعي ليس خصمًا بل حليفًا للعاملين الطموحين. لكن النجاح مرهون بالقدرة على التكيف السريع مع متطلبات سوق متحول، حيث المهارة أهم من الشهادة، والذكاء الاصطناعي أداة للتمكين لا الإقصاء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق