ضرورة الحوار بين الحضارات في عالم متغير
في ظل الأزمات المتشابكة التي يواجهها العالم، مثل اتساع الفجوات في مجالات السلام والتنمية والثقة والحوكمة، تقف البشرية عند مفترق طرق تاريخي، حيث يزداد عدم الاستقرار والتحولات العميقة. ولم تكن الحاجة إلى التضامن والحوار والتعاون أشد إلحاحًا مما هي عليه اليوم.
ويُعد الحوار بين الحضارات الوسيلة الأنجع للقضاء على التمييز والتحيز، وتعزيز التفاهم والثقة المتبادلين، وتقوية العلاقات بين الدول، وتعزيز التضامن العالمي.لا يقتصر الحوار بين الحضارات على إذكاء الوعي بالقيم العالمية المشتركة وتقديرها، بل يسهم كذلك في ترسيخ التعايش السلمي القائم على الاحترام المتبادل. كما أنه يشكل جسرًا لإيجاد أرضية مشتركة لمواجهة التحديات الملحة في عصرنا، مما يسهم في تحقيق السلام العالمي، وتحسين رفاه الإنسان، وتعزيز التنمية والتقدم.
يُشكل اليوم الدولي للحوار بين الحضارات فرصة لتعزيز الوعي بقيمة تنوع الحضارات، وترسيخ ثقافة الحوار، وتعزيز الاحترام المتبادل والتضامن العالمي، بما يسهم في بناء عالم أكثر انسجامًا وترابطًا.
في 7 حَزيران/يونيه 2024، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 78/286، الذي أُقرّ يوم 10 حَزيران/يونيه بوصفه اليوم الدولي للحوار بين الحضارات.
بمبادرة من الصين وبدعم من أكثر من 80 دولة، يؤكد القرار أن جميع الإنجازات الحضارية تُعد "الإرث الجماعي للبشرية". كما يشدد على أهمية احترام التنوع الحضاري، ويسلط الضوء على "الدور الحاسم للحوار" في صون السلام العالمي، وتعزيز التنمية المشتركة، وتحسين رفاه الإنسان، وتحقيق التقدم الجماعي.
ويقر القرار بالدور الأساسي للحوار في إذكاء الوعي بالقيم العالمية وفهمها، كما هو موضح في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مؤكداً أن الإنجازات الحضارية تُعد جزءًا من الإرث المشترك للبشرية.
"لا يمكن أن تُعزى النزاعات الدولية حصريًا إلى الدين أو الثقافة أو الحضارات. ومن الضروري القول بصراحة: لا يوجد صراع بين الحضارات، بل هناك صراع بين المصالح وصراع ناجم عن الجهل."
ميغيل أنخيل موراتينوس، وكيل الأمين العام والممثل الأعلى لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة
0 التعليقات:
إرسال تعليق