الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات أخبار ثقافية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أخبار ثقافية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، ديسمبر 12، 2025

دعوات مفتوحة لحفل موسيقي وعرض شعري راقص للفنانة الفرنسية ـ التونسية نوال بن كريم

 


يواصل معهد العالم العربي في باريس برنامجه الاحتفالي ضمن تظاهرة "IMA fait son festival" عبر استضافة الفنانة الفرنسية ـ التونسية نوال بن كريم في أمسيتين فنيتين استثنائيتين تستعيد فيهما عشر سنوات من مسيرتها الإبداعية، الغنائية والشعرية.

في الأمسية الأولى تقدّم بن كريم حفلاً موسيقيًا بعنوان "Il était une fois dans mon chœur" يعود بالجمهور إلى أبرز المحطات التي شكّلت عالمها الشعري والموسيقي، وقد أعدّت لهذه المناسبة عرضًا فريدًا ترافقها فيه مجموعة من الضيوف المتميزين، من بينهم النجمة أنياس جاوِي والموسيقي أكسيل باوِر. الحفل يُقام يوم الجمعة 12 ديسمبر على الساعة السابعة مساءً داخل فضاءات المعهد.

أما ختام المهرجان فسيكون بلمسة فنية مختلفة، إذ تقدّم نوال بن كريم عرضًا شعريًا راقصًا مستوحى من نصّها "Le Corps don" الصادر عن منشورات Bruno Doucey في يونيو 2024. وتشاركها الأداء الراقصة كارميل لوانغا في أمسية تمزج بين الكلمة والجسد والحركة، وذلك يوم الأحد 14 ديسمبر على الساعة الثالثة بعد الظهر.

ويؤكد معهد العالم العربي أن الدعوة إلى الفعاليتين مجانية، مع ضرورة الحجز المسبق عبر موقعه الرسمي.

الخميس، ديسمبر 11، 2025

خرائط الإصدارات الجديدة من الرباط إلى بيروت»

 


يبدو المشهد العربي للكتاب، للوهلة الأولى، محاصَراً بالأزمات: تضخّم، حروب، أزمات توزيع، وتراجع مؤشّرات القراءة في أكثر من بلد. لكن نظرةً أدقّ إلى ما تنشره اليوم دور النشر العربية، وما ترصده منصّات ثقافية مثل «ضفّة ثالثة» وملحق «ثقافة» في القدس

أضواء 2025 على السينما — من المغرب إلى العالم: إعداد عبده حقي


أولاً — المغرب: رهان على الانفتاح والإبداع

  • اختير المغرب «دولة محطّ تركيز» (Country in Focus) في European Film Market (EFM) المرتبط بـ Berlin International Film Festival لعام 2026. هذا يضع السينما المغربية في قلب صناعة السينما الأوروبية، ويُبرز كمركز للتلاقي بين أفريقيا، العالم العربي، وأوروبا. 

كوكب الموسيقى اليوم: من دفوف فاس إلى أضواء الجينغل بول: إعداد عبده حقي

 


في المغرب، يبدو أن سنة 2025 قررت أن تختم عامها على إيقاع موسيقي أكثر هدوءاً وعمقاً من مجرد مواسم صيفية صاخبة. فخلال الأيام الأخيرة عاد اسم فاس ليتردد بقوة في الأخبار، ليس فقط كعاصمة روحية، بل كمنصة موسيقية دولية؛ إذ حصد حفل

أجندة ثقافيّة عابرة للمدن من الرباط إلى أمستردام : عبده حقي

 


أوّلًا: المغرب – نَبْضُ الرِّباط

في الرباط، يلتقط المسرح الوطني محمد الخامس مساء اليوم خيط الموسيقى من عمق الذاكرة المغاربية مع حفل لفرقة «غناوة ديفيزيون»، حيث تمتزج تيمة الغناوة الروحية بإيقاعات الروك والريغي في خليط يجعل القاعة تبدو كمنصة حرة بين الصحراء

المغرب: بين ضوء البحر المتوسط وأنفاس الأندلس: إعداد عبده حقي

 


في هذا اليوم، 11 دجنبر 2025، يمكن للقارئ المتخيَّل أن يفتح خريطة العالم كما لو كانت برنامجًا ثقافيًّا واسعًا: من مدن الأطلسي المغربية إلى العواصم الأوروبية والإفريقية، تتجاور المعارض مع الحفلات، والمؤتمرات مع المهرجانات، في شبكة واحدة من الضوء

رادارُ الثَّقافَةِ العالَمِيَّةِ فِي يَوْمٍ واحِدٍ: فُنونٌ مُغْرِبِيَّةٌ نابِضَةٌ: عبده حقي

 


فِي يَوْمٍ ثَقافِيٍّ مُكْثَفٍ، يَبْدُو أَنَّ مَغْرِبَ الْيَوْمِ يَقِفُ فِي صَدَارَةِ مَشْهَدٍ عالَمِيٍّ يَتَشَابَكُ فِيهِ الْفَنُّ وَالتِّقْنِيَّةُ وَالْأَدَبُ الرَّقْمِيُّ فِي نَسِيجٍ واحِدٍ. فَقَدِ اخْتَتَمَ «مَهْرَجانُ الْفُنُونِ الرَّقْمِيَّةِ» بِجَامِعَةِ مُحَمَّدِ السَّادِسِ الْـمُتَعَدِّدَةِ التَّخَصُّصاتِ فِي بِنْگِرِير، بَعْدَ أُسْبُوعٍ تَحَوَّلَتْ فِيهِ حَرَمَا بِنْگِرِير

الاثنين، ديسمبر 08، 2025

جديد في عالم نشر الكتاب الإلكترونية إعداد عبده حقي

 


نمو متواصل لسوق الإصدارات الرقمية: تشير تقديرات حديثة إلى أن سوق الكتب الإلكترونية سيشهد بين 2025 و2029 زيادة كبيرة في القيمة — بـ 14.52 مليار دولار إضافية، مع نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ نحو 10.7٪. 

المشهد السينمائي العالمي في لحظته الأكثر توتّرًا وابتكارًا

 


تبدو خريطةُ السينما هذه الأيّام وكأنّها شاشةٌ واسعة تمتدّ من مراكش إلى جدّة، ومن قاعات أوروبا الفنيّة إلى صالات هوليوود المكتظّة بالجماهير. في كلّ زاوية من العالم تتحرّك الكاميرا في اتّجاه مختلف، لكنّها ترسم في النهاية صورةً واحدة لعالم مضطرب يبحث عن معنى، وعن جمهور، وعن نموذجٍ اقتصادي جديد يحفظ للسينما حياتها.

جديد عالم الموسيقى والطرب في العالم إعداد عبده حقي


المغرب — دينامية متجددة في 2025

  • حسب بيانات Spotify عن عام 2025 في المغرب، يواصل ElGrandeToto تصدّر قائمة الفنانين الأكثر استماعاً، ما يدل على استمرار سيطرة “الراب/التراب” على ذوق شريحة واسعة من الجمهور. 

الرادار الثقافي والفني العالمي من إعداد عبده حقي


مهرجان مراكش للقهوة والشاي – اليوم الختامي

تعيش مراكش اليوم يومها الأخير من مهرجان مراكش للقهوة والشاي 2025، الممتد من 6 إلى 8 دجنبر، في فضاء موسلّة سيدي عمارة على مشارف الأطلس. يجتمع في هذا الموعد عارضون وخبراء من المغرب وإفريقيا والعالم، لتذوّق أنواع البن والشاي، وعقد

إيقاع ثقافي جديد يتصاعد في المغرب: عبده حقي

 


في ما اعتُبر مؤشرًا حيًّا على تحوّل المشهد الثقافي المغربي إلى فضاء مفعم بالحركة والتجريب والإشعاع، ظهرت في الآونة الأخيرة عدة مبادرات وفعاليات — تحمل في طيّاتها رغبة في إعادة العمل الثقافي إلى صلب الحياة الجماعية، وتوسيع مفهوم “الثقافة” إلى ما

مِنَ المَغربِ إلى العالَم: خَريطةُ الثَّقافَةِ وَالرَّقْمَنَةِ فِي يَومٍ واحِدٍ: عبده حقي

 


يَشهَدُ الْمَشهَدُ الثَّقافِيُّ وَالْفَنِّيُّ وَالْإِعْلامِيُّ فِي هٰذِهِ الْأَيَّامِ حَراكًا مُتَسارِعًا يَعكِسُ تَقَاطُعَ الْإِبْداعِ مَعَ التِّقْنِيَّةِ وَتَحَوُّلاتِ الذَّكاءِ الْاِصْطِناعِيِّ، مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى الْعالَمِ كُلِّهِ. فِي الْمَمْلَكَةِ الْمَغْرِبِيَّةِ تَتَجاوَرُ نَبْضاتُ الْمَقاهي وَأَهازيجُ الْمَهْرَجاناتِ مَعَ نُقاشاتٍ حادَّةٍ حَوْلَ مُسْتَقْبَلِ الْإِعْلامِ وَحُقوقِ الْمُبْدِعينَ، وَفِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ تَتَشَكَّلُ عَلَى مُسْتَوى الْعالَمِ خَريطَةٌ جَدِيدَةٌ لِلْأَدَبِ الرَّقْمِيِّ وَصِناعَةِ الْمُحْتَوَى.

السبت، ديسمبر 06، 2025

قراءة في التحولات الثقافية المحلية والعالمية لسنة 2025: عبده حقي

 


شهدت سنة 2025 تبايناً لافتاً في الخريطة القرائية على مستوى العالم، سواء داخل البلدان العربية أو في الأسواق الأوروبية والأمريكية، حيث عكست قوائم الكتب الأكثر مبيعاً خلال السنة مسارات ثقافية واجتماعية متباينة، ترتبط في جزء كبير منها بتحولات الفكر العام، والظروف السياسية، والبحث عن المعنى، إضافة إلى تأثيرات التكنولوجيا وانتشار المنصّات الرقمية المخصّصة للقراءة.

الخميس، ديسمبر 04، 2025

جديد المكتبة والمنشورات العربية : إعداد عبده حقي


في كلِّ مرةٍ نُلقي فيها نظرةً على خارطة الكتاب العربي اليوم، نشعر أن المشهد لا يزال ينبض بحيويةٍ هادئة، كأن دور النشر تُعيد ترتيب رفوف الذاكرة العربية كي لا تسقط في هوّة النسيان. ومن يتابع ما تنشره منصّات ثقافية مثل «ضفة ثالثة» و«القدس العربي»،

جديد عالم الموسيقى والطرب في العالم إعداد عبده حقي

 


يشهد عالم الغناء والموسيقى خلال الفترة الأخيرة دينامية متسارعة وتحولات لافتة، تمتد من الساحة المغربية إلى الفضاء العربي والإفريقي، ثم إلى المنصات الأوروبية والأمريكية التي لا تزال تحافظ على ريادتها الإبداعية رغم التحديات. هذا الحراك المتعدد

الرادار الثقافي والفني العالمي من إعداد عبده حقي

 أ


ولا: المغرب : في مراكش يتواصل اليوم البرنامج الثقافي الموازي لـ مؤتمر “الماء في عالم متغيّر – World Water Congress 2025”؛ حيث تُقام في مساء اليوم سهرة عشاء رسمية في فضاء Palm Event Marrakech تتخللها عروض

«الثقافةُ في زمنِ السّيولِ الإعلاميّة» عبده حقي

 


ما إن أفتح نافذة الأخبار الثقافية والفنية في هذا الصباح، حتى أشعر بأنني أقف أمام فسيفساء تتناثر قطعها في كل اتجاه. عناوين تتوالد، فنون تتقاطع، مبادرات تُعلن عن نفسها مثل شرارات في ليل طويل؛ ومع ذلك، لا يكاد القارئ يلتقط خيطاً ناظماً بينها، لأن الإيقاع أسرع من قدرة العين على المتابعة، وأقرب إلى سيولٍ إعلامية تجرف كل شيء في طريقها. لكن هذه الكثافة ليست مجرد ضوضاء، بل هي علامة على أن الثقافة ــ على الرغم من كل شيء ــ ما تزال حيّة، تتنفس، وتبحث عن أشكال جديدة لتعيد تعريف ذاتها في عالم يتبدّل كل ثانية.

من بين المشاهد اللافتة التي تتكرر في الآونة الأخيرة، تقاطع الفن التقليدي مع الذكاء الاصطناعي. لم يعد الإبداع يعيش في برجٍ عاجي، ولا يعود إلى الماضي بوصفه مادة جامدة، بل يرسم جسوراً جديدة بين الذاكرة والآلة، بين الحرفة والبرمجة، بين الوجدان الإنساني والدقة الرقمية. أعمال فنية كثيرة تُعرض اليوم بوصفها تجارب هجينة: قفطان مغربي مرسوم بخوارزميات، لوحة زيتية تتدخل فيها يد برنامج ذكي، قصيدة تُعاد صياغتها عبر مولّد لغوي يعيد ترتيب الإيقاع والصور، وموسيقى إلكترونية تتكئ على جذور إفريقية وأندلسية في آن.

هذه الموجة ليست مجرد موضة عابرة؛ إنها تؤسس لمشهد ثقافي جديد يضع الإبداع في قلب التحول التكنولوجي. لكن السؤال الذي يبدأ في التشكّل داخل ذهن القارئ والكاتب معاً هو: هل ما يزال الفن فنّاً حين يصبح جزءاً من معادلاتٍ ومعالجات رقمية؟ وهل تفقد الهوية الثقافية وزنها حين ترتدي ثوباً افتراضياً قد يُعاد تشكيله بعدد لا حصر له من الاحتمالات؟

ربما لا تكمن الإجابة في رفض التقنية أو تبنّيها، بل في القدرة على ترويضها، على جعلها امتداداً للإنسان لا بديلاً عنه. الإبداع ــ في جوهره ــ حاجة روحية قبل أن يكون مهارة أو مهنة. وما دامت الروح تتدخل في اختيار اللون، في تركيب الصورة، في رسم الحركة، فإن التقنية ستبقى أداة، مهما بلغت قوتها.

وفي الجانب الآخر من هذا المشهد المحموم، تبرز لحظات احتفاء بالكلمة المكتوبة. أمسية شعرية هنا، تكريم لكاتبة هناك، صدور ديوان أو مجموعة قصصية أو سيرة ذاتية. هذه المناسبات تبدو صغيرة في ظاهرها، لكنها تحمل رسالة واضحة: الأدب ما يزال يُشعل المصابيح في طريقٍ يزداد عتمة. الكلمات لا تزال قادرة على مقاومة الزمن، على ترميم ما تكسّره صدمة الأخبار السريعة.

تكريم شاعر أو شاعرة اليوم ليس مجرّد احتفال بروح فردية، بل هو دفاع عن الكتابة ذاتها؛ دفاع عن الفعل الهادئ في مواجهة الضجيج، وعن القدرة على ترتيب الفوضى في جملة، وعن تلك المسافة التي يقطعها الكاتب بين الفكرة ولغتها، بين الصمت وصوته.

ولعلّ ما يزيد هذه الاحتفالات جمالاً هو أنها تُذكّرنا بأن الثقافة ليست صناعة آلية، بل تراكم تاريخي، وأن الشاعر الذي تُضاء لأجله القاعة هو امتداد لسلسلة طويلة حملت القصيدة من الفم إلى الرقّ، ومن الرقّ إلى الورق، ومن الورق إلى الشاشة.

لكن أمام هذا الغنى الظاهر، يتسرّب قلقٌ صامت. هل تحوّلت الثقافة إلى مجرد «عناوين» تنجرف سريعاً عبر موجات التواصل؟ هل ما نقرؤه اليوم يشبه ما نعيشه حقاً؟ أم أننا أصبحنا أسرى “التلخيص” المستمر: عنوانٌ يُتداول، خبرٌ يُنسى، مادةٌ تختفي خلف موجة أحدث؟

المشهد الثقافي في العالم العربي، كما في المغرب وإفريقيا والغرب، يشهد انفجاراً في عدد الفعاليات والإصدارات والمشاريع الفنية، لكنه يشهد في الوقت نفسه تقلصاً في مساحة القراءة العميقة. إنها مفارقة الزمن الرقمي: وفرةٌ في المواد، ندرة في التأمل.

وهذا يفرض سؤالاً على المثقف: هل يكتفي بأن يكون "مستهلكاً" لهذه العناوين؟ أم أنه مطالب بأن يكون قارئاً فاحصاً يحفر وراء السطح؟ وهل تكون الكتابة اليوم نوعاً من المقاومة، مقاومة للسرعة، للفوضى، للتشظي؟

تتقاطع أيضاً، في خريطة الواقع الثقافي، المبادرات الاجتماعية والفنية التي تنبثق من الهوامش. مهرجانات صغيرة في مدن بعيدة عن المركز، ورش للفنون الرقمية في أحياء شبابية، عروض مسرحية تجريبية بلا دعم مؤسسي، فنانات شابات يُدخلن فنون الفيديو والرسم التوليدي إلى فضاءات لم تكن تعرفها من قبل.

هذا التنوع ليس مجرد ترف، بل هو دليل على أن الثقافة لم تعد محصورة في المركز، وأن الهامش صار ينتج، يبتكر، ويضغط نحو تجديد الخطاب الثقافي. فكل تجربة صغيرة تُعلن أن الفن ليس حكراً على العاصمة ولا على الصالات الكبرى، بل يمكن أن يولد في مدرسة عمومية، أو مقهى شعبي، أو فضاء افتراضي مفتوح.

وفي ظل هذه التحولات، يتغير كذلك دور الفن: فلم يعد مجرد تمثيل للجمال، بل أصبح سؤالاً حول المستقبل. الأعمال الفنية الجديدة تحمل قلقاً وجودياً: إلى أين نتجه؟ ماذا يعني أن تكون إنساناً في عالم تحكمه الخوارزميات؟ هل تتلاشى الذاكرة أم تعيد التقنية تركيبها؟ وهل ينقذ الفن الإنسان من غربته أم يضاعفها؟

في القلب من هذه الأسئلة، يتقدّم الكاتب والمثقف ليعيد تشكيل دوره. لم يعد مطلوباً منه أن يصف الواقع فحسب، بل صار مطالباً بأن يقرأه، يحلله، يكشف طبقاته العميقة. الكتابة اليوم ليست تعليقاً على حدث، بل محاولة لفهمه في سياقه الأوسع: سياق الهوية، التاريخ، الجغرافيا، الاقتصاد، وتكنولوجيا المستقبل.

ولأن الثقافة تسير فوق أرضٍ تهتز باستمرار، فإن الكاتب مدعو إلى بناء جسور بين الأزمنة: أن يحمل الماضي دون أن يتحوّل إلى وزن، وأن يستقبل المستقبل دون أن يتحوّل إلى فوضى.

وربما هنا تكمن خصوصية اللحظة الراهنة: نحن نعيش في زمن تذوب فيه الحدود بين الأنواع الفنية، بين الواقعي والافتراضي، بين النص والصورة، بين الفنان والجمهور. أصبحت التجربة الفنية أكثر تشاركية، وأكثر هشاشة، وأكثر مخاطرة.

لكن هذه الهشاشة هي نفسها التي تمنح الثقافة قوتها: فالكتابة التي تنشأ في هذا الزمن، إن كانت صادقة، تصبح قادرة على الإمساك بالعابر، بتسجيل التحولات، وبصنع ذاكرة جماعية لا تستطيع الخوارزميات وحدها تسجيلها.

يستمر المشهد الثقافي اليوم في طرح الأسئلة أكثر مما يقدم الأجوبة. وسواء تعلق الأمر بتجارب توظف الذكاء الاصطناعي، أو باحتفالات شعرية تقليدية، أو بمبادرات فنية شبابية، أو بإصدارات نقدية جديدة، تبقى الحقيقة الأعمق أن الثقافة تتحرك في فضاء تتسارع فيه كل المتغيرات.

ورغم ذلك، ما تزال قادرة على أن تصنع "نَفَساً" خاصاً بها؛ نَفَساً يعيد التوازن وسط العاصفة. فالثقافة ليست مجرد أخبار، وليست ديكوراً اجتماعياً، بل هي الشكل الذي نحاول به أن نفهم أنفسنا، أن نعيد ترتيب العالم، وأن نمنح لحياتنا معنى يتجاوز اليومي والعابر.

في النهاية، يبدو المشهد الثقافي وكأنه نهرٌ هائج: تتقاطع فيه العواصف والتجارب، الأصوات القديمة والجديدة، المخاوف والآمال. لكن وسط هذا التدفق، يظل هناك خيط واحد لا ينقطع: حاجة الإنسان إلى أن يروي حكايته.

ما دامت هذه الحاجة قائمة، فالثقافة بخير.
وما دام الكاتب قادراً على تحويل الفوضى إلى معنى، فإن المستقبل — مهما بدا غامضاً — سيجد لغته، وصورته، وصوته.


يومية أخبار الثقافة والفنون والإعلام والتكنولوجيا والأدب الرقمي: إعداد عبده حقي


حَراكٌ ثَقافِيٌّ وَفَنِّيٌّ مِن مَراكِشَ إِلى أَبيدجانَ وَلُندُن : فِي ٱلمَغرِبِ، يَتَابَعُ ٱلمَشهَدُ ٱلثَّقافِيُّ ٱتِّجاهَهُ نَحوَ جَعلِ ٱلبلادِ مَحَجًّا فَنِّيًّا وَسِيَاحِيًّا فِي آنٍ وَاحِدٍ؛ فَمَدِينَةُ مَراكِشَ تَستَعِدُّ لِإِطلاقِ أَوَّلِ دَورَةٍ لِمِهرجانِ «مَراكِش كوفي وَتِّي فِستيفال»، وَهُوَ تَظاهُرَةٌ تَحتَفِي بِثَقافَةِ ٱلقَهوَةِ وَٱلشَّايِ

الاثنين، ديسمبر 01، 2025

خريطة الإصدارات العربية الجديدة : عبده حقي

 


يتحرّكُ مشهدُ النَّشر العربي في السنوات الأخيرة كما لو أنّه يُعيد ترتيبَ نفسه من جديد؛ فالعناوين تتكاثر، ودور النشر تتوسّع، ومعارض الكتاب تتحوّل إلى مختبرٍ حيٍّ للأفكار واللغات والرهانات الثقافيّة. وفي قلب هذا الحراك، يبرز المغرب من جهة، والعالم العربي بمشرقه