الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الخميس، ديسمبر 18، 2025

قراءة في أحدث الإصدارات ودور النشر العربية : إعداد عبده حقي

 


يتصدر المشهد الثقافي العربي «معرض جدة الدولي للكتاب 2025» كحدث محوري يجمع دور النشر العربية والعالمية في منصة عريضة تنشط فيها حركة الإصدارات وتلتقي فيها المشاريع الثقافية الكبرى، مما يجعل هذا الحدث نافذة حقيقية لمتابعة جديد النشر والإبداع في العالم العربي. 

معرض جدة الدولي للكتاب: منصة للنشر والمعرفة

انطلقت فعاليات معرض جدة للكتاب 2025 تحت شعار «جدة تقرأ» في مركز جدة سوبر دوم، بمشاركة تجاوزت 1000 دار نشر ووكالة محلية ودولية من 24 دولة موزعة على نحو 400 جناح، في حدث يعدّ من أبرز المنصات التي تجمع الناشرين والمبدعين وصنّاع المعرفة مع جمهور القرّاء. 

ويُظهر المعرض اتساعاً في الحركة الثقافية والنشر، ليس فقط من حيث الكمّ، ولكن أيضًا في تنوع الفعاليات والأنشطة المصاحبة، التي شملت منطقة للكتب المخفضة شهدت إقبالاً واسعاً من الزوار، مما ساهم في تيسير الوصول إلى الكتاب الورقي في ظل تحولات القراءة الرقمية المتسارعة. 

هذا التجمع الكبير يعكس التطور في بنية سوق النشر العربي، حيث لا يقتصر الدور على عرض الكتب فحسب، بل يصبح معرض الكتاب منصة للتواصل بين دور النشر والمؤلفين والقراء، فضلاً عن تبادل التجارب والأفكار بين العاملين في القطاع.

دور النشر والإصدارات الحديثة في قلب الحدث

ضمن أجنحة المعرض، بدأت دور نشر عربية عديدة عرض إصدارات حديثة تمثل مختلف مجالات المعرفة والثقافة، من الأدب والمراجعات التاريخية إلى الدراسات المتخصصة والكتابات الفكرية. من بين هذه الإصدارات كتب تناقش قضايا تاريخية ودينية وفكرية، كما ظهرت كتب جديدة تحمل رؤى نقدية في ميدان السرد والتحليل التاريخي. 

ومن بين الإصدارات المعلن عنها كتاب بعنوان «أثر التشييع على الروايات في بعض الأحداث التاريخية في القرن الأول الهجري»، وهو أحد العناوين التي تم الإعلان عن توفرها ضمن فعاليات المعرض، مما يدل على ثراء الإنتاج الفكري واتساع أفقه في الحقل العربي. 

كما أُعلن عن إصدار آخر تحت عنوان «حين عادت الخطوات» لفيصل بن فهد، مما يعكس تواصل حركة النشر والإبداع وسط حشود المعرض وتفاعل القرّاء معها مباشرةً.

الدور العربية الكبرى: حضور قوي ورؤى متجددة

على الرغم من أن هذا المقال يعتمد بشكل أساسي على تغطية الحدث الحالي، إلا أن المشهد العربي العام للنشر يشهد تفاعلًا واسعًا من قبل دور النشر التقليدية والعريقة مثل دار الساقي ودار الأدب وغيرها من دور النشر التي تساهم بشكل دائم في إثراء المكتبة العربية، من خلال تقديم كتب في مجالات الفلسفة والتاريخ والسياسة والفكر والترجمة، وهو ما ظهر في جولات مرصد كتب «المجلة» (رغم أن آخر تحديث كبير لها في أكتوبر 2025) في استعراض أحدث الإصدارات المتنوعة من عدة دور نشر عربية. 

كما تستمر العديد من دور النشر العربية في تأكيد حضورها في الفضاء الثقافي العربي من خلال المشاركة في معارض سابقة مثل معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث كان للكتاب المغربي حضور مميز في الإصدارات المعروضة والمشاركة في برامج ثقافية متعددة. 

تحديات وآفاق مستقبلية

لا تزال صناعة النشر العربية تواجه تحديات توزيع وأحيانًا إنتاجيّة في بعض الأسواق، كما يشير عدد من التقارير والتحليلات السابقة لأوضاع النشر في المنطقة، لكنها في الوقت ذاته تشهد دينامية جديدة مدفوعة بتوسع المعارض ودعم الهيئات الثقافية الحكومية وتقوية البنية التنظيمية لتسهيل عمليات النشر والترجمة والترويج. 

في هذا السياق، يعد معرض جدة للكتاب نموذجا حياً للتحول في صناعة الكتاب العربي، إذ يشكل فرصة لتقريب المؤلف من القارئ، والناشر من السوق، والمثقف من جمهور المعرفة، في محاولة مستمرة لإعادة الاعتبار للكتاب كوثيقة ثقافية أساسية وتأكيد دور النشر كركائز أساسية في صناعة الثقافة في العالم العربي.


0 التعليقات: