المغرب: قوة سينمائية صاعدة ومركز جذب عالمي
في عام 2025/2026، يتبوأ السينما المغربية مكانة استراتيجية وثقافية كبيرة، ليس فقط كمنتِج للأفلام، وإنما كمنصة عالمية للحوار السينمائي والتبادل المهني.
على الصعيد الوطني، يشهد العام سلسلة نجاحات ومظاهر حيوية في الحياة السينمائية، من بينها:
-
النجاح الجماهيري اللافت لمهرجان السينما 2025 في المغرب، الذي جذب نحو 60 ألف متفرج في دورته الأخيرة، مع ارتفاع واضح في تفاعل الجمهور المحلي مع الإنتاج الوطني.
-
استمرار دعم المواهب الصاعدة عبر مبادرات مثل «آتللس ورش العمل» في مهرجان مراكش، حيث قدم 28 مشروعاً سينمائياً جديداً احتضاناً دولياً ومحلياً، بقيادة مخرجين عالميين في التدريب والإشراف.
-
تعزيز منصة مهرجان فيلم المرأة الدولي بسلا لدور المرأة في السينما، ما يعكس نهضة متسارعة في تمثيل المرأة كمبدعة وقوة إبداعية.
هذا الزخم يعكس نموذجاً ديناميكياً للسينما المغربية التي توائم بين الجذور الثقافية والاندماج في الفضاء السينمائي العالمي.
العالم العربي: قفزات نوعية وقصص ترتقي بمكانة السينما
في المشهد العربي، تظهر مجموعة من الأفلام التي تجذب الانتباه على الساحة الدولية، من بينها:
-
الفيلم المصري/السوداني «عائشة لم تعد قادرة على الطيران» الذي لفت الانتباه في مهرجان كان 2025 ضمن مسابقة “Un Certain Regard”.
-
الإنتاج الفلسطيني «كان يا ما كان في غزة» الذي حقق جائزة أفضل إخراج ضمن نفس المهرجان، مؤكدًا أن السرد العربي للواقع المعاصر يلقى تقديراً متزايداً.
-
الفيلم السعودي «هجـرة» للمخرجة شهد أمين الذي اختير ليمثل السعودية في سباق الأوسكار 2026، مما يدل على بروز صناعة سينمائية قوية في الخليج.
وفي السعودية أيضاً تتسارع نهضة الإنتاج السينمائي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، ما يشير إلى دعم مؤسساتي متنامٍ واستثمار متزايد في السينما كقطاع ثقافي واقتصادي.
أوروبا: رعاية للسينما العالمية وتجارب فنية مغايرة
على الساحة الأوروبية، تستمر المهرجانات الكبرى في احتضان الصوت السينمائي العالمي والاختيارات المتنوعة، فالعديد من المشاريع الجديدة تتلاقى في بنية السرد والتجريب:
-
عروض قوية في مهرجان البندقية/البحر الأحمر والقائمة الأوروبية للأفلام تجذب أنظار النقاد والجمهور، كما تتكشف أفلام تحاكي قضايا اجتماعية وثقافية متعددة.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد قطاع السينما الأوروبي والأمريكي تكاملاً بين التمويل والمؤسسات عبر دعم المشروعات المستقبلية في بيرنلي وأماكن دولية أخرى، مما يعزز التعاون الفني والعابر للحدود.
أمريكا وهوليوود: استمرارية الصناعات الكبرى وتحوّلات سردية
في قلب هوليوود، تستمر صناعة الاستوديوات الكبرى في إنتاج مشاريع ضخمة ومتنوعة، مع توقع تقديم أفلام تجارية تجذب جماهير العالم. لكن هذا العام لا يخلو من علامات استفهام حول الموقع الأخلاقي للفن وسياسته، كما ظهرت جدليات حول تصوير أفلام في مناطق حساسة سياسياً، مثل الجدل حول تصوير فيلم للمخرج كريستوفر نولان في مناطق متنازع عليها، مما أثار نقاشاً واسعاً بين النقاد والفعاليات الإنسانية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تشير التوقعات إلى انخفاض نسبي في حصة الاستوديوهات الكبرى في السوق العالمية، بينما ترتفع الإيرادات العامة لصناعة السينما مع دعم المحتوى المحلي والجماهير الجديد، وهو مؤشر مهم لتغيرات في نماذج الإنتاج والتوزيع.
خاتمة: السينما كمرآة للعالم — من المغرب إلى العالمية
في خضم هذا الزخم السينمائي، يتضح أن السينما اليوم ليست فقط ترفيهاً بل بوابة للتفاهم الثقافي، تجارة عالمية، وأداة نقد اجتماعي.
من مراكش إلى كان، ومن جدة إلى هوليوود، يحتفل العالم بقصص تنبع من هويات مختلفة، لكنها تتلاقى في لغة فنية واحدة: السينما.








0 التعليقات:
إرسال تعليق