شهدت الساحة السينمائية حركة ديناميكية في المغرب والعالم العربي وأوروبا وأمريكا، تجمع بين مهرجانات كبرى، عروض أولى لأفلام منتظرة، وترشيحات قوية في أهم الجوائز العالمية — مما يعكس تنوع تجارب السينما وتوسع حضورها عبر خطوط جغرافية وثقافية متعددة.
المغرب: منابر جديدة وتعزيز للحضور العالمي
1. انطلاق الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية:
افتتحت فعاليات أيام قرطاج السينمائية في تونس بحضور واسع من صناع السينما من الوطن العربي وأوروبا وأمريكا اللاتينية، مبرزاً منصة للحوار الثقافي والإبداع السينمائي الجماعي، مع عروض مقتطفات وتناغم بين الموسيقى والسينما في افتتاحية رسمية متميزة.
2. المغرب في اهتمامات السوق الأوروبية للأفلام:
اختار السوق السينمائي الأوروبي المغرب كـ “Country in Focus” في نسخة 2026 من السوق المقامة ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائي، ما يعكس الاعتراف المتنامي بالدور الثقافي والفني للمغرب كحلقة وصل بين السينما الأفريقية والعربية والأوروبية.
3. مهرجانات محلية تضيء على الإنتاج الوطني:
تستمر مهرجانات مثل مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف في دعم السينما الفنية، مع حضور قوي للأفلام العالمية والمغربية التي تناقش قضايا متنوعة وتجمع تجارب سينمائية من مختلف القارات.
4. مبادرات سينمائية جديدة في قلب الصناعة:
انطلاق أيام قرطاج يأتي بالتزامن مع أسعار التذاكر والمشاركة الاحتفالية للجمهور وصناع الأفلام، مما يوسع دائرة الاحتفاء بالهوية السينمائية العربية في سياق دولي أوسع.
العالم العربي: أفلام أثرية وصوت معاصر
1. رهان على الحضور في الجوائز الكبرى:
دخلت أربعة أفلام عربية ضمن قائمة الأفلام المختارة للدورة الـ98 من جوائز الأوسكار للأفضل فيلم دولي، من بينها أعمال من العراق وتونس وفلسطين والأردن، ومن بينها فيلم “Sirāt” الذي تم تصويره جزئياً في المغرب.
2. عمل تونسي يفرض حضوره ويثير الجدل الإنساني:
فيلم “The Voice of Hind Rajab” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية يتصدر حديث الصحافة السينمائية العالمية بفضل رؤيته الإنسانية والعميقة في معالجة صورة الحرب ومعاناة المدنيين، بعد عرضه الأول في مهرجان فينيسيا ونيله جوائز نقدية مهمة.
أوروبا: بين المهرجانات الكبرى والإبداع التجريبي
1. تكريم وتأمل عبر القارات:
يستمر مهرجان فينيسيا وبرلين وكان كمنصات لمشاهدة الأعمال التي تشكل صورة أوروبا السينمائية الحالية؛ فنياً وسياسياً، من بينها أفلام ترتكز على الذاكرة والنزاعات والحياة اليومية، مما يعكس اهتماماً بالظواهر الإنسانية والأزمات العالمية.
2. تسليط الضوء على مخرجين معاصرين:
مثال ذلك لقاء مع صوفيا علاوي (مخرجة فرنسية-مغربية) التي تحدثت مؤخراً عن فيلمها Animalia، الذي يتناول أسئلة وجودية وعلاقات بين الروح والمجتمع — وهو توجّه سينمائي قوي في الإنتاج الأوروبي المعاصر.
أمريكا: صناعة وإرث وثأر هوية
1. دور أوسكار وتأثيره العالمي:
مع اقتراب جوائز الأوسكار 2026، تبرز مجموعة من الأفلام الأجنبية المختارة التي لم تكتف بالترشح بل حسّنت من حضور السينما العربية والعالمية في الإعلام السينمائي الأمريكي، ما يعكس توافق الذوق العالمي مع أعمال تسعى للكشف عن تفاصيل ثقافية وسياسية معاصرة.
2. السينما تتحدّى التوقعات الأميركية:
في مهرجانات مثل تورنتو وفنادق هوليوود، لا يزال النقاش حول استثمار الأفلام ذات الرسائل الإنسانية في الأسواق الأميركية محل تركيز، مما يبيّن تحولاً في علاقة المنتجين الأمريكيين مع السرديات العالمية.
خلاصة السينما العالمية اليوم
خلال الساحتين العربية والأوروبية والأميركية، يتقاطع الفن السينمائي مع قضايا إنسانية، ويعمل كمنصة للحوار الثقافي بين الشمال والجنوب، بين الهويات الوطنية والتجارب العابرة للحدود. السينما ليست مجرد عرض؛ بل تجربة تفاعل بين الجمهور والواقع والأحلام المشتركة — من مهرجانات مراكش إلى سباق الأوسكار، ومن تونس إلى قلب أوروبا السينمائي.







0 التعليقات:
إرسال تعليق