إن قيامة لعازر، المذكورة فقط في إنجيل يوحنا، هي حدث رئيسي في حياة يسوع العامة. حدثت هذه المعجزة قبل أيام فقط من دخول يسوع المنتصر إلى أورشليم وموته على الصليب. لقد كان ذلك بمثابة نقطة تحول في معارضة السلطات اليهودية ليسوع، مما عجل باعتقاله ومحاكمته.
ولكن بالإضافة إلى أهميتها التاريخية، فإن قيامة لعازر لها أهمية لاهوتية عميقة. إنه يردد قيامة المسيح ويعلن الحياة الأبدية الموعودة للمؤمنين.. يقدم يسوع نفسه على أنه "القيامة والحياة" ويؤكد أن "من آمن بي ولو مات فسيحيا". وإيمان مرثا بهذا الوعد هو نموذج لجميع التلاميذ.
يعلم يسوع أن
صديقه لعازر مريض للغاية. لكنه ينتظر يومين قبل أن يذهب إلى بيت عنيا، حيث يعيش
لعازر مع أختيه مرثا ومريم. عندما وصل يسوع، كان لعازر قد مات ودُفن منذ أربعة
أيام.
ذهبت مرثا للقاء
يسوع وقالت له: "يا سيد، لو كنت ههنا، لم يمت أخي". يسوع يعزّيها بكشفها
لها أنه "القيامة والحياة". ثم تعترف مرثا بإيمانها بيسوع بصفته «المسيح
ابن الله».
ثم ذهب يسوع إلى
القبر، حيث حزن مريم واليهود على لعازر. تأثر يسوع بشدة وبكى أيضًا. وأمام القبر
يصلي إلى أبيه ويأمر لعازر بالخروج. قام لعازر من الموت وخرج من القبر وهو لا يزال
مربوطًا بالأغلفة.
إن قيامة لعازر
هي علامة على قوة يسوع على الموت. تعلن قيامتها والحياة الأبدية الموعودة
للمؤمنين. وكما يكتب القديس غريغوريوس الكبير، فإن كلمات يسوع "لعازر هلم
خارجاً!". و"حله" تشير إلى الغفران ومغفرة الخطايا.
ولكن هذه
المعجزة تسبب الانقسام أيضًا. يؤمن الكثيرون بيسوع، لكن السلطات اليهودية قررت
قتله. ومن المفارقات أنه من خلال هذه المعجزة عجّل يسوع بموته، الذي حدث ليجعل
قيامته وقيامة جميع المؤمنين ممكنة..
لذلك فإن قيامة
لعازر هي حدث محوري في إنجيل يوحنا. إنه يكشف عن ألوهية يسوع، وتعاطفه مع المعاناة
الإنسانية، وانتصاره النهائي على الموت. وهي تدعو كل تلميذ إلى الإيمان به
باعتباره "القيامة والحياة"..
0 التعليقات:
إرسال تعليق