الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأحد، يونيو 15، 2025

15 يونيه اليوم العالمي للمسنين


على الرغم من اتساع نطاق الوعي بقضية إساءة معاملة كبار السن، لا تزال الفجوات شاسعة بين ما يُفترض وما هو قائم، إذ تفتقر بلدان عديدة إلى بيانات دقيقة ومُفصّلة، فيما تُفاقم أوجه القصور في عدد العاملين والتأهيل المهني المخاطرَ المحدقة بالمقيمين. وقد كشفت دراسة أيدتها منظمة الصحة العالمية أن ما يقارب ثلثي العاملين في المرافق المؤسسية أقرّوا بممارسة سلوكيات مسيئة خلال العام الماضي، في مؤشر صارخ إلى حاجة مُلحّة لإصلاح منهجي شامل.

وفي هذا السياق، يسلّط يوم التوعية العالمي بإساءة معاملة كبار السن 2025 الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها كبار السن في مرافق الرعاية طويلة الأمد، وهي مسألة آخذة في التفاقم مع تزايد الاعتماد على هذا النمط من الرعاية في ظل تسارع شيخوخة المجتمعات. ورغم أن الغالبية العظمى من كبار السن يواصلون العيش في كنف أسرهم ومجتمعاتهم، فإن الرعاية المؤسسية تُشكّل ملاذًا ضروريًّا لكثيرين، مما يفرض واجبًا أخلاقيًّا وإنسانيًّا بصون كرامة المقيمين وسلامتهم وحقوقهم.

ومع اتساع رقعة التقدّم في العمر، يزداد الإلحاح على بناء نظم رعاية تصون الإنسان في ضعفه، وتحفظ له احترامه حين تذبل قواه.

في هذا اللقاء العالمي، تُعرض الممارسات الناجحة وتُكشف مكامن القصور، تمهيدًا لبناء منظومة تحمي كبار السن وتُعلي من شأنهم. يشارك نخبة من الخبراء الدوليين رؤاهم وشواهدهم ويقترحون حلولًا عملية من شأنها أن تفتح الباب أمام إصلاح جذري.

مواجهة إساءة معاملة كبار السن: مسؤولية مشتركة في عالم يشيخ سريعًا

من المنتظر أن يرتفع عدد المسنّين في العالم من مليار نسمة في عام 2019 إلى مليار وأربعمئة مليون نسمة بحلول عام 2030، متجاوزين بذلك عدد الشباب. وسيتجلّى هذا النمو بأكثر صوره تسارعًا في البلدان النامية، الأمر الذي يُحتّم التصدّي لتحديات الشيخوخة بمنظور حقوقي وإنساني متكامل.

ورغم شيوع هذه الظاهرة في المجتمعات كافة، فإن إساءة معاملة كبار السن تظلّ من المسائل المسكوت عنها. فالتقديرات المتوفرة – التي تتراوح بين 1% و10% – مقتصرة على دول متقدمة، ولا تعكس حقيقة الواقع في باقي أنحاء العالم. غير أن عمق الأثر الاجتماعي والأخلاقي لتلك الانتهاكات لا يحتاج إلى إحصاء لإثباته. فالحاجة إلى استجابة عالمية متعددة الأبعاد باتت أمرًا لا يحتمل التأجيل، استجابة تُعلي من كرامة الإنسان وتُرسّخ حقوقه في كبره.

كما ينبغي أن تُفهم إساءة المعاملة في سياقها الثقافي والاجتماعي، إذ تختلف تجلياتها من بيئة إلى أخرى. ففي بعض المجتمعات التقليدية، تُجبَر الأرامل المسنات على الزواج القسري، وفي أخرى تُتَّهم النساء المسنات بالسحر، في ممارسة لا تقلّ عنفًا عن أي انتهاك صريح. وإن عجزت الرعاية الصحية الأولية والخدمات الاجتماعية عن رصد هذه الانتهاكات ومعالجتها، فلن تكون إلا طيفًا غائبًا عن عين الرقيب.

0 التعليقات: