فى يوم 18 مايو من عام 1892 كان أول فكرة منفذة من إيجاد مجمع للغة العربية فى القاهرة، وذلك فى بيت محمد توفيق البكرى.
وقعت مصر تحت الاحتلال البريطانى فى عام 1882، وبدأ الهجوم على اللغة العربية يكون منظما، خاصة بعد إصرار المحتل على أن تكون لغة العلم فى المدارس هى اللغة الإنجليزية، وارتفاع أصوات مشبوهة تدعو إلى الكتابة باللغة العامية.
وفى المقابل ارتفعت أصواتهم مع بداية عهد الخديوى عباس حلمى سنة 1892م تنادى بضرورة إنشاء مجمع لغوى، يصون اللغة، ويعمل على إثرائها بما يضعه من ألفاظ جديدة، ولقيت هذه الدعوة استجابة من رجالات العلم والأدب والفكر، فاجتمعوا فى قصر "توفيق البكرى" للنظر فى قيام هذا العمل، وضمَّ الاجتماع الشيخ "الشنقيطى الكبير، أحد جهابذة اللغة الأعلام، والشيخ "محمد عبده، رائد الإصلاح فى مصر، وحمزة فتح الله، وحفنى ناصف وحسن الطويل ومحمد بيرم ومحمد المويلحى ومحمد عثمان جلال، ومحمد كمال".
وفى هذا الاجتماع، الذى تم فى 18 من مايو 1892م، ناقش الحاضرون الأخطار التى تهدد اللغة العربية، وضرورة إنشاء مجمع يؤدى للعربية ما تؤديه الأكاديمية الفرنسية للغتها، وانتخب الحاضرون محمد توفيق البكرى، رئيسًا لهذا المجمع، ومحمد بيرم، سكرتيرًا له، وبهذا أنشئ أول مجمع للغة العربية.
لم يعقد هذا المجمع سوى سبع جلسات ألقيت فيها بعض البحوث، ومن الكلمات التى وضعها المجمع وبقيت حتى الآن نستعملها فى الخطابة والكتابة فهى (شرطى فى مقابل بوليس، وبهو فى مقابل صالون، ومعطف فى مقابل بالطو، وقفاز فى مقابل جوانتى). ثم توقف المجمع عن الاجتماع وظل الأمر فكرة معلقة حتى عادت أكثر قوة فى عام 1932.
0 التعليقات:
إرسال تعليق