في موقف دبلوماسي واضح لا لبس فيه، جدد الاتحاد الأوروبي تأكيده على عدم اعترافه بما يسمى "الجمهورية الصحراوية" التي تزعمها جبهة البوليساريو، مشددًا على أن التعامل الأوروبي يظل مقتصرًا على الدول ذات السيادة المعترف بها دوليًا.
المتحدث الرسمي باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي أوضح، في تصريح رسمي، أن جميع مؤسسات الاتحاد ودوله الأعضاء ملتزمة بعدم الاعتراف بهذا الكيان. وأضاف أن الاجتماعات الوزارية بين الاتحادين الأوروبي والإفريقي تُنظم برئاسة مشتركة، وأن أي مشاركة لكيانات غير معترف بها تقع ضمن مسؤولية الجانب الإفريقي حصراً، نافياً وجود أي دعوة أوروبية مباشرة لجبهة البوليساريو لحضور الاجتماع المرتقب.
وجاء هذا التوضيح في سياق سؤال صحفي طُرح على هامش التحضيرات لاجتماع وزاري مرتقب بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، المقرر عقده الأسبوع المقبل في العاصمة البلجيكية بروكسيل. وقد شكّل هذا الموقف صفعة قوية لدعاية البوليساريو، التي دأبت على تضخيم أي حضور رمزي في المحافل الدولية كإقرار بشرعية مزعومة لا تجد لها موطئ قدم في القانون الدولي.
وفي سياق ميداني متصل، نفذت القوات المسلحة الملكية المغربية عملية دقيقة باستخدام طائرة مسيّرة استهدفت عربة تابعة لعناصر البوليساريو كانت تحمل قذائف من طراز "غراد". العملية جرت في المنطقة العازلة قرب المحبس، وأسفرت عن تدمير السيارة ومقتل جميع المسلحين الذين كانوا على متنها، وفق ما أكدته مصادر مطلعة.
وتأتي هذه الضربة النوعية ضمن استراتيجية الردع الوقائي التي تعتمدها المملكة المغربية لحماية استقرارها ووحدة ترابها الوطني، لا سيما في مواجهة أي محاولات تسلل أو تهديدات أمنية صادرة عن ميليشيات انفصالية مدعومة من جهات معادية.
هذا التصدي الحاسم يُبرز جاهزية القوات المسلحة المغربية وكفاءتها في التعامل مع التهديدات الأمنية، ويعكس في الوقت ذاته الالتزام المستمر بحماية حدود المملكة وضمان السلم في المناطق الجنوبية، في إطار احترام تام للقانون الدولي والاتفاقات الأممية ذات الصلة.
المشهد السياسي والميداني معاً يرسم ملامح عزلة متزايدة لجبهة البوليساريو على المستوى الدولي، وسط ترسيخ متواصل لشرعية المقترح المغربي للحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية، يحظى بدعم متصاعد من قِبَل القوى العالمية والإقليمية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق