الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الخميس، مايو 22، 2025

الطاهر الطويل يعيد فتح أبواب مكتبة القرويين في مؤلف جديد


في خطوة توثق لذاكرة حضارية فريدة، أصدر الإعلامي والكاتب المغربي الطاهر الطويل كتابًا جديدًا بعنوان «مكتبة القرويين في مدينة فاس»، يسلّط فيه الضوء على تاريخ سبعة قرون من الإسهام العلمي والثقافي لإحدى أعرق مكتبات العالم الإسلامي. العمل الصادر عن منشورات معهد الشارقة للتراث في دولة الإمارات العربية المتحدة، يقع في 96 صفحة من القطع المتوسط، ويُعد منعطفًا لافتًا في المسار الإبداعي للمؤلف، الذي يُعرف لدى قرائه بأسلوبه الساخر وأعماله النقدية.

في هذا المؤلف، يبتعد الطاهر الطويل عن نبرته الساخرة التي طغت على كتابه «لسان الحال»، ويتجاوز الطابع النقدي الذي ميّز دراساته في «مرايا النفس المهشمة» و«المسرح الفردي في الوطن العربي»، لينتقل إلى فضاء التوثيق الثقافي والمعرفي، مستعرضًا التحولات التي عرفتها مكتبة القرويين منذ تأسيسها، كأحد رموز العقل العربي الإسلامي في مدينة فاس.

ولا يكتفي الطويل بسرد تاريخ المكتبة، بل يعيد تقديمها كفضاء حي للبحث العلمي، احتضن عبر العصور كنوزًا معرفية نادرة من مخطوطات وكتب في شتى العلوم، معززًا بذلك دورها بوصفها منارة للعلم لم تغلق أبوابها أمام طلاب المعرفة من مختلف المشارب والانتماءات.

الكتاب يُقرأ بوصفه شهادة توثيقية، ولكن أيضًا كتحية مخلصة لمؤسسة ظلت تقاوم النسيان والزوال، محتفظة بجذوة الفكر متقدة في زمن تتعالى فيه أصوات النسيان الرقمي والتفاهة الثقافية. بهذه الروح، يضع الطاهر الطويل عمله الجديد في مصاف الكتب المرجعية التي تحاول ترميم الذاكرة الثقافية واستعادة مكانة المؤسسات العلمية في المشهد المعرفي العربي.


0 التعليقات: