عن منشورات المتوسط- إيطاليا، صدرت حديثًا الترجمة العربية لكتاب "أن تكون فلسطينيًا"، وهو عبارة عن أنطولوجيا شعرية مختارة لشاعرات وشعراء فلسطينيين معاصرين.جمع قصائد الأنطولوجيا الشاعر ياسين عدنان، وصدرت في آذار/ مارس الماضي باللغة الفرنسية، بترجمة الشاعر عبد اللطيف اللعبي، عن منشورات "بوينتس".
وقال ياسين عدنان: "حينما اقترح عليّ الشاعر عبد اللطيف اللعبي فكرة الاشتغال على أنطولوجيا جديدة للشعر الفلسطيني تهيّبتُ إلى حد كبير، ذاك أن من دعاني إلى مرافقته شاعر خبِر الشعر الفلسطيني الراهن، فهو أوّل من قدّمه إلى القارئ الفرنسي في أنطولوجيا (شعر المقاومة الفلسطيني) عام 1970. واليوم في هذه الأنطولوجيا تم الانفتاح على جيل أحدث". وأضاف: "هذا الانفتاح كانت حصيلته هذه الباقة التي تُشكّل أصواتها ما يمكن المجازفة بتسميته جيل الألفية الجديدة. وتضم شعراء لهم صيت عربي، وحضور دولي، بينهم أصوات ما زالت قيد التخلق، وأخرى لا يتجاوز حضورها الشعري صفحات فيسبوك، إنما العبرة بطراوة التجربة وقدرتها على فتح الشعرية الفلسطينية على أفق جديد، قد يبدو للبعض ملتبسًا مشوشًا، لكن الخطو باتجاهه حُرّ جريء". وختم: إن هذا العمل الشعري الجديد هو هدية من المغرب الأدبي للشعرية الفلسطينية المتميزة، والمتجددة باستمرار.
وقال عبد اللطيف اللعبي: "يكفي أن يُنطق اسم فلسطين (التاريخ، الأرض، البلد، عدالة القضية، الكفاح من أجل الحياة، والآن الكفاح من أجل البقاء) ليحضر الشعر كضيف من تلقاء نفسه. ونادرًا ما نجد في تاريخ الأدب اسم بلد، والأمر يتعلق هنا بفلسطين تحديدًا، يستحيل في حد ذاته شعرية. ويجب الإقرار هنا بأن هذه المكانة تعود في جزء كبير منها لشعراء فلسطين الرواد الذين طفقوا في بداية القرن الماضي يُدرجون في ذاكرة شعوب الشرق الأدنى ذاكرة خاصة قيد التّكون، ذاكرة السكان الفلسطينيين الرازحين تحت الهيمنة البريطانية، وجيل الستينيات، والسبعينيات، الذي كان مهندس النشأة بوضعه العناصر المكوِنة للهوية الفلسطينية الوطنية والثقافية. وبعد ذلك، تعاقبت الأجيال لِتغني هذه الشعرية وتحتك بالنزعات الجديدة للشعر المعاصر وتحمي وتبرز ديمومة القضية الفلسطينية، هذه الشوكة التي تسعى قوى الموت إلى نزعها من الضمير العام".
ويذكر اللعبي أن ما دعا لإصدار هذه الأنطولوجيا رغبته في وضع حد لهذا الصمت، والتنديد عاليًا بإنكار الحق وبتنظيم فقدان الذاكرة، بمنحِ الصوت من جديد للاتي وللذين يعيشون اليوم في ظلمة الطريق المسدود، وهم غير مرئيين تقريبًا ولا يُسمعون على أيّ حال، وهنا يقرؤون ويكتبون ويحبون ويحلمون ويسافرون بعيدًا، ويفكرون بحرية. ففي اللحظات الأشد صعوبة في تاريخ شعب ما يكون الشعراء في الموعد ويُقدّمون أحسن ما لديهم.







0 التعليقات:
إرسال تعليق