الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، يوليو 07، 2021

حوارمع الروائي والسيناريست المغربي عبدالإله الحمدوشي أنجزالحوار: عبده حقي


خاص

تقديم

مامن شك في أن الروائي والسيناريست المغربي عبدالإله الحمدوشي يعتبرمن الرواد الكتاب الذين إنخرطوا في مغامرة الكتابة الروائية في سن شبابي مبكرجدا وذلك بإصداره أواسط الثمانينات لروايته الأولى الموسومة ب (الحالم) وهو في مقام ثان أيضا من الروائيين

المغاربة القلائل جدا الذين آصروا بين الرواية وكتابة السيناريو الذين حقق فيهما ضيفنا إنجازات عالمية سنتعرف على تفاصيلها في هذا الحوارالخاص .

خاص بمجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة الإلكترونية .

س: لكل كتابة بدايات ولكل كاتب لحظة ولادة إبداعية ، كيف تورط الكاتب المغربي عبدالإله الحمدوشي في مغامرة الكتابة ؟

ج: البداية كانت عبارة عن حلم برواية صغيرة عنوانها (الحالم) صدرت في أواسط الثمانينيات على نفقتي المتواضعة ، ماأدهشني وورطني في الكتابة هو أن الألفين نسخة من الرواية بيعت تقريبا كاملة في ظرف ستة أشهر واسترجعت نفقتي مع ربح جيد ، الشيء الذي لن يتكرر أبدا في المستقبل

س: ماهي المنابرالثقافية الورقية أوالإذاعية أو غيرها من الوسائط التي شجعتك وحفزتك على إختيارهذا الطريق الصعب ؟

ج: قبل نشر روايتي الأولى جربت نشر بعض القصص القصيرة في الصحف ولكنها لم تنشر ، فقلت لماذا أضيع وقتي في انتظار أن تنشر لي قصة  قصيرة ، عوض ذلك بدأت في كتابة الرواية مباشرة فكانت رواية الحالم ، بعدها نشرت بعض القصص القصيرة في جرائد مغربية

س ــــ قبل الحديث عن إصدارك الروائي البكر(الحالم) الذي صدرسنة 1986 ، هل لك أن تعرفنا على بعض عناوين مخطوطاتك وكتاباتك التي سبقت رواية (الحالم) إلى الوجود مثلا هل جربت كتابة القصة القصيرة أوالقصيدة أوغيرهما من الأجناس السردية القصيرة ؟

ج: من البداية اهتممت بالسينما وكتابة السيناريو، ويمكن القول أن تجاربي كلها كانت في هذا الاتجاه ، لم تستهويني كثيرا القصة القصيرة ، لكن في البداية كتبت الشعر ، ليس بهدف نشره ولكن لأتغنى بأول تجربة حب ..

س: يبقى الإصدارالأول هوحلم وأقصى غايات كل كاتب مبتدئ كيف أولا عنت لك فكرة المغامرة الروائية في سن مبكرجدا ؟

ج: كما قلت ، كان النشر صعبا في الصحف ، خصوصا وهي تابعة لأحزاب ولا تنشر الا لزبائنها ومريديها أو بتوصيات ، أدرت ظهري لكل هذا وكتبت الروايات وأخذت سلفة لنشرها وبذلك اعتمدت على نفسي ومازلت الى الآن ، ويمكن القول أن التجربة كانت ناجحة وهاهي رواياتي تترجم الى اللغة الانجليزية وتدرس في عدة جامعات أمريكية

س: كيف كان شعورك وأنت تعانق إصدارك الأول وماهي الأصداء التي خلفها بين أقرانك من الأصدقاء وفي الوسط الثقافي الثمانيني ؟

ج: كان الأمر بمثابة كابوس مخيف ،فروايتي الأولى لم يقرأها أحد قبل نشرها سواي ،اذ كنت منعزلا وبعيدا عن أي تواصل مع الكتاب والمهتمين ، لكن دهشتي كانت عظيمة اذ كتب عنها في ذلك الوقت في مجلة ' العربي' الشهيرة ، رفقة الكاتب محمد زفاف وبلمليح ، حيث صدرت لنا أعمال في نفس السنة ، وكان المقال عن روايتي جد مشجع

س: للأمكنة سحرها وللفضاءات تأثيرها في المعمارالمكاني لكل رواية هل كان لمدينة مكناس وحارتها العتيقة حظها الأوفرفي رواية الحالم ؟

ج: روايتي التسليم التي لم تأخذ لسوء حظها مكانة مرموقة في الرواية المغربية والتي أعتبرها أحسن ماكتبت ، هي رواية عن مدينة مكناس واحتفاء بالمدينة القديمة وأولياء مكناس وأنوي أن أعيد نشر هذه الرواية التي كتبتها في أواسط التسعينيات ولم توزع الا بأعداد قليلة

س: بعد رواية(الحالم )واصلت بكل إصرارومشاكسة الكتابة الروائية فأصدرت بعدها "بيت الريح" ثم (التسليم)كيف حدث هذا الإنعطاف في مسارك من الرواية إلى التجريب في كتابة

 

السيناريو؟ وهل كان( الباب الأوتوماتيكي) هوأول سيناريوكتبته ؟

ج: تجربتي الروائية صارت جنبا الى جنب مع تجربتي في كتابة السيناريو ، فيلم الباب الأتوماتيكي ترك صدى كبيرا في حينه واعتبر نموذجا لمايجب أن تكون عليه الأفلام المغربية ، هذا برغم ضعف الامكانيات وخضوع التلفزة أنذاك الى رقابة الداخلية التي غير النهاية ، أما أول أفلامي فكان بعنوان بيت الريح

س: كتابة السيناريو تحيل مباشرة إلى الفيلم التلفزي أوالسينمائي ، كيف إستهوتك السينما بعوالمها التقنية والمركبة لولوج مغامرة كتابة الرواية البوليسية بتعاون مع كاتب متخصص هوالميلودي الحمدوشي ، هل هي لعبة الأسماء أم غواية الكتبة فقط ؟

ج: لعبة الأسماء ، لكن بعد سنوات الرصاص وصدور الكثير من الكتب حولها من طرف معتقلين سياسيين حكوا عن تجربتهم وماتعرضوا له من تعذيب ..كان المغرب يطمح الى دخول عهد التناوب ، ففكرت أننا في حاجة الى نوع أدبي جديد ، وكانت الرواية البوليسية لأن أسلوبها قريب من أسلوب روايات الاعتقال ، لكن الفرق هو أنني أردت أن أكتب عن بوليسي المستقبل الذي ينزع الاعترافات بالمنطق وليس بالعنف ، وطبعا هذه الروايات ، تنطوي على دور توعوي وتربوي ينشر الفكر المنطقي والوعي بالحقوق

س: لكل جنس سردي مختبره الخاص من أين يستقي الروائي والسيناريست عبد الإله الحمدوشي مستحضراته الإبداعية للكتابة الروائية والسيناريو؟

ج: من القراءة أولا ومن السينما ثانيا ، ومن التفاصيل الصغيرة لليومي التي تحفل به قضايا الناس في الصحافة المغربية ، أقتات على هذه الأشياء ولكن انطلاقا من رؤيتي الخاصة لنفسي وللواقع وللعالم ، وأطمح لأكون مشوقا ومثيرا لفضول القاريء أو المتفرج ، كما أنني أعتبر أن الكثير من المجالات الثقافية في المغرب مازالت عذراء ، فالمغرب لم يكتب بعد روائيا ولم يصور بعد سينمائيا

س: تمت ترجمة روايتيك الأخيرتين (الرهان) و(المستنزفون) إلى الأنجليزية من طرف جواتان سمولن وهو أستاذا للآداب المقارن بجامعة دارتموت الأمريكية ، هل حققت الترجمة غايتها ووفاءها للروايتين الأصليتين معا ثم هل هذه الترجمة مؤشر واضح على أن عبدالإله الحمدوشي قد لامس سقف العالمية مثل محمد شكري ومحمد زفزاف وليلى أبوزيد وغيرهم ؟

ج: هناك رواية الذبابة البيضاء أيضا قد تمت ترجمتها وستصدر في غضون الخريف المقبل في أمريكا ..والواقع أنني لم أحس بنفسي كاتبا الا بعد أن ترجمت الى الانجليزية وصدرت رواياتي في طبعات فاخرة وكتب عنها في صحف عالمية ..لا أكتب الآن الا لأكون مترجما الى لغات أخرى لأن القراءة ماتت في المغرب والوطن العربي

س: ماذا يشكل بالنسبة لك فوز فيلم "خلف الأبواب " الذي كتبت له السيناريو وحازعلى جائزة أحسن سيناريو في مهرجان كاليفورنيا العالمي ؟

ج: أفتخر كثيرا بهذه الجائزة لأن حجم الأفلام الأخرى المشاركة كان كبيرا والمنافسة قوية ونحن الممثلين الوحيدين للعرب وافريقيا في هذا المهرجان ، وكان فوزي بجائزة السيناريو اعترافا عالميا قويا ، الشيء الذي لم يحصل في المغرب

س: هل قدرالكتاب والفنانين المغاربة أن ينتظروا دائما الإعتراف بهم من الخارج حتى ينصفهم وطنهم في الداخل فيما بعد ؟

ج: مع الأسف  الفساد يعم الميدان الثقافي والفني في المغرب والطفيليون والمثقفون والكتاب  الوهميون هم من يتصدرون الكراسي العالية والمنصات

س: لاأحد ينكرأن هناك دينامية سينمائية على مستوى المهرجانات من طنجة إلى الداخلة جنوبا وفي المقابل هناك عوز في الإنتاج السينمائي والنقدي مع تزايد إغلاق القاعات العريقة خصوصا التي خلفها الإستعمارالفرنسي فمثلا بمدينة مكناس التي ننحدرمنها معا تم إغلاق جل القاعات وبعضها تحول إلى مقاهي هذا فضلا عن آفة القرصنة وأنتشارالإنترنت كيف تنظرإلى مستقبل السينما المغربية من خلال هذه الشاشة السوداء الحالية ؟

ج: ان بقي الأمر على حاله ستموت السينما المغربية وهي لم تولد بعد ، المشكل ليس في القاعات ولكن في الأفلام الشاردة والركيكة والبعيدة عن هموم الناس والخالية من الرؤية الفنية واللمسة السحرية ...

س: على ذكرالإنترنت كيف تنظرإلى تجربة النشرالإلكتروني والصحافة الرقمية بشكل خاص وهل بدأ عصرأفول الورق ؟

ج: سينتهي قريبا عصر الورق ، لكن الكتابة الجيدة والابداع الأصيل سيبقى دائما حيا ومتواجدا وسيزدهر أكثر مع الوسائط الجديدة 

 

0 التعليقات: