الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، ديسمبر 20، 2023

أفضل 100 كتاب في التاريخ اليوم (رواية العمى ) 42 إعداد عبده حقي


رواية العمى

هي رواية للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو وتعتبر من أبرز أعماله الأدبية. تتحدث الرواية عن وباء غامض يصيب إحدى المدن، حيث يصاب أهل هده المدينة بالعمى فجأة، مما يخلق موجة من الذعر والفوضى العارمة التي تؤدي إلى تدخل الجيش من أجل

السيطرة على الأوضاع، ولكن الوضع يزداد مأساوية حين يتخلى الجيش على الحشود العاجزة والواهنة، ما يؤدي ذلك إلى سيطرة العصابات على ما تبقى من طعام ودواء. يبدأ الناس في الاقتتال فيما بينهم. تلقى القصة الضوء أيضاً على الجانب الإنساني المتمثل في الطبيب وزوجته وعائلته الذين بقوا متماسكين حتى اندثار المرض فجأة كما ظهر. تتحدث الرواية عن العمى الفكري حيث قالت زوجة الطبيب في نهاية الرواية «لا أعتقد أننا عمينا بل أعتقد أننا عميان يرون، بشر عميان يستطيعون أن يروا لكنهم لا يرون» في إشارة أيضاً أن الأخلاق البشرية والمبادئ الإنسانية هشة أمام العوز البشري.

هذه الرواية تحكي قصة تفشي وباء غير معلوم الأسباب، العمى يُصيب تقريباً كل السكان في مدينة مجهولة الأسم، ومايترتب على ذلك من تفكك المجتمع بشكل سريع. نتابع مأساة مجموعة من الأشخاص الذين كانوا أوائل المصابين بالوباء وتركز الرواية بشكل خاص على «زوجة الطبيب» وزوجها، حيث أن العديد من مرضى الطبيب وأشخاص آخرون يتم احتجازهم سوياً بمحض الصدفة. بعد قضائهم فترة طويلة وصعبة في الحجر الصحي، يترابط أفراد المجموعة ويصبحون كعائلة واحدة تقاوم وتدافع وتحاول النجاة ويخدمهم الحظ بوجود زوجة الطبيب التي لم يصبها الوباء ومازالت قادرة على الرؤية في مجموعتهم. كون هذا الوباء ظهر فجأةً وعدم معرفة سبب حدوثه وطبيعة العمى كل هذه الأمور تؤدي لانتشار ذعراً واسع النطاق، ويُكشف النقاب عن النظام الاجتماعي سريعاً عندما تحاول الجهات الحكومية أن تُسيطر على الأوضاع وتحتوي العدوى عن طريق إتخاذ تدابير قمعية وحمقاء بشكل متزايد.

الجزء الأول من الرواية يتتبع تجربة الشخصيات الأساسية عندما يتم احتجازهم في مبنى قذر، مزدحم مع بقية المصابين بالوباء. النظافة، الظروف المعيشية، وتدني المعايير الأخلاقية بشكل مروع خلال فترة فصيرة، كل ذلك يعكس طبيعة المجتمع في الخارج.

القلق على مدى توفر الغذاء، الناجم عن سوء تنظيم طرق التسليم، بالإضافة لمحاولات زعزعة النظام وخلق أجواء النزاع؛ وعدم وجود نظام يكفل تساوي الأفراد في حصص الغذاء والمهام المطالبين بتنفيذها. كما أن الجنود الذين تم تكليفهم بحراسة المبنى والحرص على سلامة المحتجزين يصبحون عدائيين بشكل كبير عندما يصيبهم المرض واحداً تلو الآخر. يرفض الجيش السماح للمحتجزين بالحصول على أبسط الأدوية، مما يجعل أبسط الأصابات تصبح مميتة. حذراً من إي محاولة هروب، يقوم الجنود بإطلاق النار على حشد من المحتجزين الذين كانوا ينتظرون أثناء وقت تسليم المؤن الغذائية.

تتفاقم الأوضاع، عقب فرض جماعة مسلحة السيطرة على المؤن الغذائية، للتحكم بمصائر المحتجزين الآخرين وتعريضهم للاغتصاب والتجويع. لمواجهة المجاعة، يقوم المحتجزين بحرق المبنى، ليكتشفوا بأن الجيش قد تركهم ورحل، عندها يقوم أبطال الرواية بالانضمام لحشودالعميان في الخارج الذين لاحول لهم يتجولون في المدينة المدمرة ويحاربون بعضهم للنجاة.

ثم تتابع الرواية مسيرة زوجة الطبيب أثناء مرافقة زوجها، وعائلتها (المرتجلة) ومحاولاتهم للنجاة خارج أسوار المبنى، حيث تقوم زوجة الطبيب بالدور الأعظم في رعايتهم جميعاً، حيث أنها ماتزال قادرة على الرؤية (تُخفي هذه الحقيقة في بداية الأمر). ينهار المجتمع بشكل شبه كامل. القانون والنظام، الخدمات الاجتماعية، الحكومة، المدارس، الخ. كل هذه الأمور تصبح غير ذات أهمية. العوائل تفرقت ولا يستطيعون إيجاد بعضهم البعض. تراكمت الحشود في المباني وأصبحت تختلس الأغذية. أصبح التكيف البشري مستحيل في ظل المرض، العنف واليأس. الطبيب وزوجته وعائلتهم الجديدة يتمكنون في نهاية المطاف من المكوث في منزل الطبيب وجعله مسكناً لهم وإقامة نظام جديد لحياتهم تزامناً رحيل الوباء عن المدينة بنفس الطريقة الغامضة التي حدث بها.

يتبع


0 التعليقات: