الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الجمعة، فبراير 07، 2025

"فراشة الذهبية في بطن الأرض" عبدو حقي


هارون  الصبي ، الابن العاطل لإبرة الخياط،

غرزة غير مخيطة من نسيج الشمس،

ترقص مع الظلال على قفص صدر الشارع،

بينما تهتف عظام مصطفى بترانيم منسية تحت الحجارة.

غريب، سراب، رجل مصنوع من الهمسات،

يطوي الريح في كمّه ويناديه،

يضغط شفتيه على الجبين مثل شمع الختم،

يسكب الأعمام من السماء مثل الحبر المسكوب.

 

عند العشاء، يكون الخمر معادلة، والفواكه تعويذة،

تبكي الأم في دوائر، وهي تسترخي دائمًا،

وعندما يكسر الفجر بيضته الذهبية،

يرتدي هارون  الصبي  حريرًا تفوح منه رائحة الطيور المنسيّة.

 

عبر الحدائق حيث تبكي الزهور بمقاطع زرقاء،

عبر النوافير حيث يروي الماء الألغاز في الهواء،

يقوده الساحر، الصبي، الحلم، الأحمق،

إلى باب في سرة الأرض، محاط بالنحاس والنفس.

 

تتثاءب الأرض - أسنان من حجر،

درج ملتف مثل العمود الفقري لمدينة غارقة.

انزل، يا فتى الدخان،

لكن لا تلمس شيئًا، ولا حتى ضحك الأشباح.

في قاعة حيث تنبض الفاكهة مثل قلوب النجوم،

لا يأخذ ذهبًا، ولا لآلئ، بل نارًا ملفوفة بالنحاس،

مصباح، رئة، عين تنين نائم،

شيء هامس لا ينام.

 

يد ممدودة، طلب ساحر،

أعطني الضوء، عظم الشمس،

لكن هارون  الصبي  يحمله كسر في صدره،

والباب مغلق مثل غطاء على جرة من الأقمار.

 

يومان من الظلام، يومان من الصمت،

ثم تغني الحلقة، نغمة مثل مرآة متصدعة،

وتتشقق الأرض عند اللحامات،

ويرتفع جني مثل قارة من الأنفاس.

 

"ماذا تريد مني؟"

وليمة، ثروة، مملكة من نخاع العالم،

مدينة مرصوفة في صمت الزمرد،

أميرة لمحت من خلال حجاب شهيق،

حب ولد في غياب المعرفة.

 

ومع ذلك ترقص الظلال، ويتحرك ساحر،

غريب بجيوب مليئة بالوعود الفارغة،

مصابيح جديدة للقديمة، وأكاذيب جديدة للحقيقة،

وتضحك الأميرة، ويرتجف العالم.

 

قصر غير مرسى، وسماء مبتلعه،

صحراء حيث كان هناك حلم ذات يوم.

يمشي هارون  الصبي  على حافة النهر،

يحسب الحصى مثل الندم.

 

يفرك جرح العالم، الخاتم،

ويتنهد الجني، نفسًا كثيفًا مثل الوقت.

"خذني حيث دفن قلبي."

 

نافذة، همسة، عودة عاشق،

طاولة، نخب، كأس من النجوم،

وفي أعماقها موت ساحر،

خدعة انكشفت، تعويذة انحلت.

 

يزهر القصر مرة أخرى حيث انتُزِع،

ريشة عادت إلى جناح الطائر.

وأسفل القبة، في أنفاس ألف شمعة،

لا يتم التحدث عن آخر أمنية.

 

يطوى الليل حول العشاق،

يومض المصباح، وفي مكان ما،

ينام الجني في منحنى ابتسامة منسية.

0 التعليقات: