(1)
الموتُ يضعُ قبعتهُ
على رأسي،
وأنا أضحكُ مثلَ حصانٍ
من طين،
السماءُ تسيلُ من أصابعي،
والزمنُ يلتهمُ نفسه
كأفعى بلا جسد.
(2)
في جيبِ موتي وردةٌ
بلا رائحة،
وفي عينيهِ بحيرةٌ
من رمادٍ ،
أمدُّ يدي فأجدها مقطوعة،
ومع ذلك ألوّح بها
لمن لا يجيء.
(3)
الموتُ لا يمشي… بل
يتبخّر،
يتساقطُ كفتات ملحٍ
على الذاكرة،
أحياناً يطرق البابَ
وهو نائم،
وأحياناً يقتلعُ البابَ
ليضعه على كتفي.
(4)
شربتُ كأساً من غيابٍ
أسود،
فرأيتُ موتي واقفاً
في المِرآة،
يبتسمُ بأسنانٍ من
حروفٍ متكسّرة،
ويُصفّر لظلّي كي يتبعه.
(5)
الموتُ ليسَ موتاً،
إنه سلّمٌ يتدلّى من
سحابةٍ معطوبة،
كلُّ خطوةٍ عليه تؤدّي
إلى حفرة،
والحفرُ نفسها تصفقُ
فرحاً بي.
(6)
نام الموتُ على صدري
مثلَ قطة،
وبقيَ يُخرخر حتى تحوّلتُ
دخاناً،
كنتُ أبحث عني في رئتي،
فلم أجد غيرَ أغنيةٍ
تئنّ بلا حنجرة.
(7)
الموتُ يضعُ قدميه
في ماءٍ،
ويُصفّق لطيورٍ من
عظم،
الليلُ يركضُ بلا ساقين،
وأنا أبتسمُ لأنني
آخر من لا يبتسم.
(8)
فتحتُ نافذةً على قبرٍ،
فدخلتْ رائحةُ الخلود
كريحٍ ساخرة،
الموتُ يرتدي معطفاً
من عيونٍ وحش،
ويبيعها في السوق كخضارٍ
فاسد.
(9)
كلُّ موتٍ له لحنٌ
خاص،
لحني يشبهُ سقوطَ حجرٍ
في فراغٍ أعمى،
أحاولُ الغناء، لكن
صوتي يعودُ متعفّناً،
كأنّه عاشَ قبلي ألفَ
مرة.
(10)
الموتُ يمشي حافياً
فوق ذاكرتي،
يتركُ آثارَ أقدامٍ
من أسئلة،
أحاولُ محوها بدموعي،
فتنبتُ مكانها مقابرُ
من زهورٍ بيضاء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق