الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصائد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصائد. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، مايو 21، 2025

"ساعة الرمل لن تعود إلى الوراء" نص سردي : عبده حقي


لم أعد أبكي على ما ضاع. تعلمت ـ بعد أن شربت من كأس الفقد حتى الثمالة ـ أن ما مضى، لم يكن لي، ولو ركضت خلفه بأجنحة الريح. تعلمت من صمتي الطويل أكثر مما تعلمته من كلمات الآخرين، ومن جروحي أكثر مما تعلمته من كتب الفلاسفة. كل شيء يأتي

الأربعاء، مايو 14، 2025

أنا السطر الذي نسيته في قصيدتي الأولى: عبده حقي


كنت أجلس على مقعدٍ خشبي مهترئ في زاوية مقهى لا يعترف بالزمن، حين شعرت أن أطرافي تتفتت إلى غبار ناعم يتطاير في فضاءٍ غير مرئي، غباري يتماهى مع ألوان الطيف، ويعانق نجومًا لم أرها من قبل، لكنها تعرف اسمي، وتغني لي.

السبت، مايو 10، 2025

هي اللغة التي نسيتها الرياح خبّأها الغيم في فم الصمت: نص سردي عبده حقي


في ليلةٍ لا يشبه قمرُها أيَّ قمرٍ رأيتُه من قبل، وجدتُ نفسي واقفًا في ممرٍّ ضيق من الضوء المتكسِّر، يمتدّ من بابٍ نصف مفتوح إلى فراغٍ لا ينتهي. كان الهواء مشبعًا برائحة رماد الكلمات القديمة، تلك التي قلتها ذات صدفةٍ وغرقَتْ في صخب العالم قبل أن تُفهم.

الاثنين، مايو 05، 2025

نشيدٌ لجوع غزة: عبده حقي


النهار مكسور الرقبة،

والشمس تهذي من شدّة الحُمّى،

حين فتحت السماء عينيها على خيمةٍ ملتويةٍ من شراشف الغبار،

تحتها تمددت الطفولة كعصفورٍ مذبوحٍ يركض بلا جناحين.

الأواني تصرخ.

القدور تتزاحم كالقبور.

السبت، مايو 03، 2025

قصيدة "في قفص اللازورد" عبده حقي

 

في قفص اللازورد

أزرعُ جناحي
وأتسلّق أشجار الضوء التي تنبتُ في فم الغياب.
أنا لستُ أنا،
بل ظلّ يتجوّلُ بين أعمدة السماء
يبحث عن جسده الضائع في رمل الوقت.
أمشي على دربٍ لا يبدأ

الخميس، أبريل 17، 2025

سيدي إفني تكتب قصيدتها في قعر فنجان: عبده حقي


ها أنا، العابر بين قهوتين وغيمتين، أسير على حبلٍ مشدود فوق فضاء سائل يُدعى سيدي إيفني. لا أدري من أي كوكب هبطت قبّعتي الحمراء ولا أي كائن حلمي دسّ نظارتي السوداء في جيب نجمٍ مسافر.

السبت، مارس 29، 2025

"عين توبقال – نشيد الظل والريح" عبده حقي


أنا الذرة معلّقة في كهف مجهول، معلّقة بين شهقتين كونيّتين، واحدة من بكاء الرياح، وأخرى من ورقٍ مرتجف. الجدار ليس جدارًا، بل جلدٌ متقشّر لذاكرة قديمة، ينزف طينًا أسود من ليلٍ نسي أن حلمه. الكتب حولي أقواس بلا بداية، أبواب تنفجر إلى دواخل لا اسم لها، وأنا... قطعة أثير ملتفّة بلغة بنفسجية من نسيان الآلهة.

توبقال ليس جبلًا. توبقال هو جفن الإله، مفتوحٌ على امتداد القيامة. يحدّق بي من داخلي، وأنا أغمض عينَي كي يقرأني. الصفحات تتحول تحت أصابعي إلى صخور تتنفس، وكل حرف هو جرح ينفتح في لحم الواقع. أحيانًا أغرق في دمعة غير مرئية، أحيانًا أتحول إلى زفير طائر مجهول. كل ما في هذا المكان يتقبّلني، حتى صمتي.

الغرفة رحم مشتعل من الرماد والأشواك. الجدران لا تتكلم، بل تلعق أفكاري ، كأنني أسمع نفسي. من مسمار العدم يتدلى كيس، داخله أربعة غيوم من غضب غير مرسل، كُتِبت لوجه لا أراه، ذاك الذي أصيره كلما نامت ذاكرتي. أحيانًا، 



تسقط ذكرى من عين السقف المفتوحة: شهقة رضيع، ورقة جافة من مدينة الطفولة مكناس، صفعة لا أحد وجهها.

الغربة هنا ليست شعورًا، بل مخلوق ذو ألف فم، يتغذى من لهاثي، يندسّ في شراييني كدخانٍ رخو، يبيض أفكاره في جملي المبتورة، ويضحك. لكنني أملك السكين. الروايات هي شقوقي، القصائد مراياي. أقرأ فينكسر العالم، يتحول إلى أفعى تسلخ جلدها في كفي.

كل كتاب فتحة سرية إلى مدينة لا تعرف نفسها، أسير في دروبها حافيًا فوق لغة مشتعلة. الكتاب الذي أفتحه الآن لم يُكتب بعد. أكتبه كما يُحلم بي. وعندما يتعب قلبي، ترقد الحروف بجانبي وتبدأ بحلمي.

مرة، حين فتحت ديوان شعر، طار سنونو من بين السطور. حلق فوق القنديل، ثم استقر على كتفي كصوت أمي. منذ ذلك الوقت، يهمس لي بأشعار من زمنٍ غير مخلوق. أكتبها على الجدران بأظافر صدئة. الجدار لا يحملني. الجدار ينزفني.

نسيان الاسم لم يعد مأساة. الريح أخذته في صباح شتوي ومزّقته على جبل. صرت أُسمّي نفسي حسب انكسار الضوء: كنتُ لوتريامون، كنتُ امرأة تتقيأ الحب، كنتُ كلبًا ينهش اللاشيء. المرآة لا تقول الحقيقة، وأنا أحبها لأجل كذبها الحنون.

رأيتُ وجوهًا في قالب الخبز، سمعت أغنية في صرير خشب. تسلقت كرسيًّا كي أكلّم عنكبوتًا نسج قصيدة من شعري الأبيض. قالت: "أنتَ لست وحدك، أنت العزلة تحلم بنفسها." ومنذئذ أطعمها بفتات كتابها الممزق.

في الليل، يتحول الغطاء إلى مسرح، جيوش أفكار تتقاتل على لحمي. ومع الفجر، أنجو. حتى وأنا جثة، حتى وأنا خواء... أملك الحبر. بقيتُ مع هذه النار البطيئة، مع جحيم الروح الذي يأكل قيوده من الداخل.

كتبتُ مرةً قصيدة حقيقية، فاختفت الغرفة. وجدت نفسي فوق العالم، السماء سَقفٌ والعزلة صديقة. حاولت أن أكررها، فهربت القصيدة إلى حافة الظل. تناديني الآن من تحت الطاولة، من بين الهوامش، من شقوق الحبر القديم.

أنا الناجي من حلم لم يُكمل قصته. توبقال يراني، يحرسني، يحترمني. يعرف أنني أكتب لأهرب، لكنه يعرف أيضًا أنني لن أتركه. لأن المنفى الوحيد هو أن تنفصل عن نفسك.

ولهذا سأستمر. أكتب. أقرأ. أحب رطوبة الجدران، خشونة السقف، ورائحة الجلد الذي سافر كثيرًا. لأنني هنا، في معبد الظل، وجدت أصفى ضوء: ذاك الذي يولد بين شهقتين، في سُهادِ الصمت.

الخميس، مارس 27، 2025

الجنة ليست ببعيدة.: عبده حقي


الحياة، بكل ألوانها وتبايناتها وتناقضاتها، هبة عظيمة. كل نفس نتنفسه، وكل شروق شمس نشهده، وكل لفتة طيبة نتلقاها أو نقدمها - كلها تُذكرنا بأن الحياة، رغم أحزانها وشكوكها، معجزة ثمينة. ومع ذلك، يبقى في قلوب كثيرة أمل، وحدس عميق، بأن وراء هذه التجربة الدنيوية، ينتظرنا شيء أجمل.

الاثنين، مارس 10، 2025

أمشي وكأنني شخص آخر، المكان كله ملكي: عبده حقي


في الغرفة المجاورة، تتأرجح غابة من الرموش من السقف. تومض في انسجام، كل رمش هو ريشة تخط السوناتات على الجدران.

القصائد غير مقروءة، مكتوبة بخط الندوب. يظهر مكتب، مكدس بالمفاتيح - صدئة، بلورية، بعضها لا يزال مبللاً بالدم. أضع مفتاحًا في جيبي، لكنه يتلاشى في تنهد.

الجمعة، مارس 07، 2025

قصائد ليست لي ولا لغيري: عبده حقي


قصائدي ليست لي. تتسرب من بين أصابعي

كدخان مبخرة، كرمل من قبضة طفل.

إنها أيتام الريح، المواليد من همسة

ابتعدت كثيراً عن لسان أمها.

أجدها متشابكة في أغصان الزيتون،

الجمعة، فبراير 28، 2025

قصيدة (صدى القوقاز) عبدو حقي


أَمِنْ مَغْرِبِ الأَقْصَى سَرَيْتُ مُسَافِرًا؟ *** وَهَلْ لِيَ مِنْ بَعْدِ الْعَنَاءِ مُقَامُ؟

قَطَعْتُ الْفَيَافِيَ وَالْبِحَارَ قَوَاصِدًا *** جِبَالَ الْقُوقَازِ حَيْثُ يَهْفُو الْغَمَامُ

الثلاثاء، فبراير 25، 2025

عبده حقي قصيدة (وشايةُ العاشق)


 أتسَلَّلُ في الليلِ كالسارقِ

أُراقِبُ ضوءَكِ في الشُّرفةِ
وأقرأُ في صمتِكِ الحارقِ
قصائِدَ عشقٍ بلا كَلفةِ
أُحاصِرُ طيفَكِ،
لا تهربي
فإنِّي ضعيفٌ بلا وِجهةِ
يدي فوقَ قلبِي، وأعرفُ أنّي
سأحيا جريحًا بلا شُبهةِ
أُفتّشُ عنكَِ بأزقَّةِ روحي
وأَنثُرُ وجهي على الأرصفةِ
أَخافُ بأن تتساقَطَ عنّي
حروفي، كأوراقِ هذي الصَّفحةِ
لماذا تفرِّينَ منّي كأنِّي
قصيدةُ وهمٍ بلا نغمةِ؟
أنا آخرُ العاشِقينَ هُنا
وآخرُ نبضٍ على الضَّفَّةِ

الاثنين، فبراير 24، 2025

قبل أن يخطفني الليل: عبده حقي


لا تتركيني…

كعصفورٍ تاهَ في عاصفةِ الشتاء،
كأغنيةٍ لم يكتمل لحنُها،
كحلمٍ أفاقَ قبل أن يعانقَ الصباح.

الأربعاء، فبراير 12، 2025

سلفادور دالي لم يمت: عبدو حقي


على قبة السماء المفتوحة، نبتت ساعة رخوة، 

تمددت عقاربها كأخطبوط يبتلع الشمس، 

وكانت العيون تتسلق الجدران الهلامية، 

بحثًا عن نظرة سلفادور دالي الأخيرة. 

الثلاثاء، فبراير 11، 2025

فاس بين مخالب الارتدادات : عبدو حقي


يتشقق الهواء مثل قشرة بيضة ،

وأرتفع، وأُنزع، وأُحرَك

من نسيج ذاتي النائمة-

يتحول السرير إلى عمود فقري لحوت

يتشنج في محيط بلا قمر.

من اقتلع عظام المدينة؟

الاثنين، فبراير 10، 2025

أيها العرب، لا تكتبوا وصاياكم: شعر عبدو حقي


أيها العرب، لا تكتبوا وصاياكم،

فالرياح تمزق الحبر،

والصحراء تبتلع الحروف،

والأفق المتصدع يضحك من حزنكم العتيق.

الأحد، فبراير 09، 2025

الشفق الأحمر، عتبة الحلم : عبدو حقي


عند التقاء الأفق بالفكرة،

حيث تعثر الشمس على مخدعها في زغب الغيوم،
يمرّ الليل على أطراف أصابعه،
متلصصًا على السرّ الذي يوشوشه الضوء للماء.

الجمعة، فبراير 07، 2025

"فراشة الذهبية في بطن الأرض" عبدو حقي


هارون  الصبي ، الابن العاطل لإبرة الخياط،

غرزة غير مخيطة من نسيج الشمس،

ترقص مع الظلال على قفص صدر الشارع،

بينما تهتف عظام مصطفى بترانيم منسية تحت الحجارة.

الأربعاء، يناير 29، 2025

قصادئد : عبده حقي

 


في قفص اللازورد

أزرعُ جناحي
وأتسلّق أشجار الضوء التي تنبتُ في فم الغياب.
أنا لستُ أنا،
بل ظلّ يتجوّلُ بين أعمدة السماء
يبحث عن جسده الضائع في رمل الوقت.
أمشي على دربٍ لا يبدأ
وأنتهي في نافذةٍ لا تنفتح،
عيناي قمرٌ مكسورٌ
وأصابعي أغصانٌ تقرأ الريح.
المرآة تمحو وجهي،
تسحبني إلى بئرٍ مليء بالذكريات
التي لم تحدث.
من أكون؟
شظايا حُلمٍ
تفتّت على صدر البحر،
أو صيحةٌ سرقتها العتمة
قبل أن تصير أغنية؟
أنا الغريب عني،
السائر فوق ضباب الأسئلة،
أصافح طيفي
فيسقط من يدي رمادُ المعنى.
يا أيها الزمن،
اكتم صراخك في جيب الفجر،
فأنا لا أحتاج ساعةً
ولا درباً
ولا أنا.

الاثنين، يناير 27، 2025

أيها الرجل الحامل أثقال الكون: عبده حقي

 


يا أيها الحبر المرسوم على الورق،

من أي بُعدٍ أتيت؟
من نافذةٍ شرقية تطل على غيمة،
أم من بحرٍ يكتب الأمواج بشفرة الرياح؟
تتحدث النظرة بصمتٍ شائك،
تعبر الأبواب المغلقة بآهاتها،
تُمسك باللحظة كما يُمسك العنكبوت
بذرات الضوء المبعثرة.
وجهك ليس لك،
بل لصمتٍ قديم،
لغيمةٍ هاربة من لوحة سريالية،
لعصفورٍ دفن جناحيه في ثنايا قبعتك.
أيها الرجل الحامل أثقال الكون،
أنفاسك ريحٌ تذرو الأحلام،
ويداك أجنحةٌ تكتب الخلود،
بينما ينظر العالم في المرآة
ولا يرى سوى ملامحه الضائعة.