الفلسفة عبر الفضاء الرقمي: رحلة في عوالم المعرفة

لم تعد دراسة الفلسفة حكرًا على قاعات الجامعات التقليدية أو المراكز الأكاديمية المغلقة. فقد فتحت المنصات الجامعية الإلكترونية أبوابًا جديدة أمام الراغبين في التعمق في الفكر الفلسفي، ومن أبرز هذه المبادرات تجربة  Domuni Universitas، التي تقدم تكوينات شاملة في الفلسفة بشكل كامل عبر الإنترنت.

تتيح الجامعة الافتراضية للطالب أن يختار الطريق الذي يناسب طموحاته ومستواه العلمي. فمن يرغب في بناء قاعدة صلبة يمكنه الالتحاق ببرنامج البكالوريوس في الفلسفة الذي يمتد لثلاث سنوات، حيث يتم التمرس على قراءة النصوص الأصلية وممارسة التفكير النقدي. أما من يسعى إلى مستويات أعمق من البحث، فهناك الماستر الذي يفتح المجال أمام التخصصات الدقيقة، بل وحتى الانتقال لاحقًا نحو الدكتوراه لمن يطمح إلى البحث الفلسفي المتقدم.

ولا تقتصر الخيارات على المسارات الطويلة، إذ يمكن للمهتمين بموضوع معين الاكتفاء بالحصول على شهادات جامعية متخصصة في مجالات مثل تاريخ الفلسفة أو الفلسفة النسقية، أو حتى متابعة مقررات منفصلة بشكل مرن دون الحاجة إلى التزامات طويلة الأمد.

الميزة الأساسية لهذه التجربة تكمن في المرونة، حيث يستطيع الطالب أن يزاوج بين التزاماته الشخصية والمهنية وبين مساره الدراسي. كل ما يحتاج إليه هو انفتاح فكري، اتصال بالإنترنت، ورغبة صادقة في الغوص في بحار الفكر الفلسفي.

ورغم هذا الانفتاح، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى الاعتراف بالشهادات التي تمنحها هذه المؤسسة في مختلف البلدان، ومنها المغرب. كما أن التكاليف، وآليات التسجيل، وإمكانية الاستفادة من هذه التكوينات في سوق العمل المحلي أو الأكاديمي، كلها أمور تتطلب تدقيقًا من الطالب قبل الالتحاق.

تجربة Domuni Universitas تمثل نموذجًا لما يمكن أن تكون عليه الفلسفة في العصر الرقمي: علم لا تحده الجغرافيا، ورحلة فكرية تتجاوز الجدران لتصل إلى أي باحث عن الحقيقة أينما كان. إنها فرصة لإعادة اكتشاف الفلسفة كمساحة حوار وتأمل حر، بعيدًا عن القيود التقليدية، وكمجال يظل دائمًا مفتوحًا أمام كل من يجرؤ على طرح السؤال.

Posted in: مقالاتـ ـ نقد