هل
تم اختطافنا وعينا وانتباهنا ؟ في مواجهة الشركات التي تستغل هشاشة مستخدمي الهواتف
الذكية ، هناك في المقابل من يدافع عن ضرورة التفكير في وضع
أخلاقيات
للرقمية ، خلال عملية تصميم التطبيقات
.
كل
يوم نقضي عديدا من الساعات على شاشاتنا. حوالي 82 مرة استخداما للهواتف الذكية في اليوم
بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا . أصبحنا نجد صعوبة أكثر فأكثر
في مراقبة أنفسنا . باختصار شديد ، لقد أصبنا بالإدمان . هل لأننا بتنا مرتهنين .. مشتتين
ومعلقين بالرقمية ؟ هل حالات ضعفنا هذه أمام الهواتف الذكية ، هي كل ما حققه نجاح
المهندسين والمصممين وعلماء الكمبيوتر في وادي السليكون ؟ إنهم يصممون خدمات وتطبيقات تدفعنا إلى هدر أكبر قدر من وقتنا . والهدف أيضا هو اقتناص
بياناتنا الشخصية النادرة بل أكثر من ذلك سلب وعينا وانتباهنا .
إذا
كنا نريد من شخص ما فتح بريد إلكتروني أو ملء نموذج بيانات ، فكيف يمكن لهذا الشخص
تحقيق ذلك لينجزه كما هو مطلوب ؟ إن من سيجيبون على هذه الأسئلة هم التقنيين المطورين
والمصممين للتطبيقات . يعني ما يمكن تسميته
"هندسة الاهتمام".
في
الولايات المتحدة الأمريكية ، هناك أساتذة روحيين في هذا المجال بل لقد صار يدرس كمادة
مثلما هو الشأن في "مختبر التقنية " في جامعة ستانفورد.
جميع
الخدمات الرقمية التي تشغل هواتفنا الذكية هي مصممة بشكل تجعلنا خاضعين لها في ممارساتنا
اليومية وتؤثر أيضا على خياراتنا . وهذا المنطق يؤثر أيضًا على بيئات جديدة للعمل .
كيف
نقاوم هذا الإدمان؟
إيقاف
تشغيل الهاتف الذكي ، والبحث عن بلسم بدون
إنترنت : تلك هي النصيحة الملحة على إقفال الربط الشبكي (
Deconnexion) وبتعبير آخر، على الجميع أن يكون حذرا ومنتبها . لكن هذه الوصفة التي تهم
السلوك الشخصي للإنسان تثير عديدا من المشاكل
: بداية إن القدرة على السيطرة على السلوك ليست متساوية بين البشر. ثم ما حيلة أي شخص في التعامل مع أنظمة صممتها منظمات
عملاقة قائمة بذاتها ؟ فلا مسؤولية هناك على عاتق المصممين ؟ أخيراً ، إن اعتماد منطق
الكل أولا شيء هو خيار ليس أحاديا . وعلى أي حال ، هذا ما يؤكده " تريستان هاريس"
هذا المهندس الأمريكي المعروف بكونه واحدا من الذين سئموا من "وادي السليكون"
و هجر جوجل كما يقول في مقالات طويلة واهتم أساسا بالتركيز على بيان أصدره بعنوان
( مضى وقت جميل Time well spent) كانت فكرته الرئيسية هي تسمية لمعايير تصور لا يستند
على استغلال ارتباطنا بالإنترنت. وبعبارة أخرى ، تشجيع تصور أخلاقي ، أو الأخلاق
" بالديزاين ".
ترجمة بتصرف
0 التعليقات:
إرسال تعليق