ولد عجنون في 1888م في مدينة بوتشاتش (Buczacz) بمحافظة غاليتسيا جنوبي أوكرانيا وكان
اسم عائلته الأصلي تشاتشكس (باليديشية:
טשאַטשקעס، بالبولندية:
Czaczkes). أبوه كان مؤهلا لمنصب حاخام ولكنه تنازل عن هذا المنصب واشتغل كتاجر
فراء. اقتنى عجنون التعليم الأساسي من أهله ولم يسجل في أية مدرسة. عندما كان في
الثامنة من عمره تمكن من الكتابة بلغتي اليديشية والعبرية. في ال15 من عمره نشر
أول قصيدة له باليديشية، وفي السنة اللاحقة نشر أول قصيدة بالعبرية.
بين 1906م و1907م عمل مساعدا لمحرر الصحيفة
اليهودية البولندية باللغة اليديشية "الموقظ اليهودي" ("דער יודישע וועקער") حيث نشر بعض أعماله الأدبية الأولى.
تأثر عجنون من أفكار الحركة الصهيونية التي
شاعت في المجتمعات اليهودية الأوروبية في بداية القرن ال20، فهاجر إلى فلسطين في
1907. عاش عجنون في يافا والقدس حيث غير أسلوب حياته وصار علمانيا لفترة معينة،
ولكنه اعتنق أسلوب الحياة الديني من جديد في فترة لاحقة. في 1908 نشر قصة
"عجونوت" ("النساء المخذولات") باللغة العبرية واستخدم اسم
عجنون لأول مرة نسبة إلى عنوان القصة. كان هذا الاسم يرافقه كاسم مستعار منذ نشر
هذه القصة، أما في 1924 فجعله اسمه الرسمي. ترجمت قصة "عجونوت" إلى
اللغة الألمانية في 1910م. في 1912م نشر عجنون أول رواية له بعنوان "ويصير
المعوج مستقيما" (عنوان الكتب مأخوذة من سفر إشعيا 40، 4).
في 1913م هاجر عجنون إلى ألمانيا حيث تعرف إلى
السيدة إستير ماركس وتزوج منها في 1920م. في ألمانيا التقى عجنون رجل الأعمال
اليهودي زلمان شوكن الذي أصبح وليّا له. كان شوكن يملك دارا للنشر، وفي 1939م
اشترى صحيفة هآرتس الصادرة في تل أبيب، فكان يعيل عجنون وينشر كتبه وقصصه.
في ألمانيا تعاون عجنون مع الفيلسوف اليهودي
النمساوي (الذي هاجر إلى القدس في 1938) مارتين بوبر في جمع ونشر حكايات شعبية من
الطوائف اليهودية الحسيدية.
في 1924م فقد عجنون مخطوطاته في حريق اشتعل في
منزله الألماني. في نفس السنة قرر العودة إلى القدس حيث استقر وأمضى سائر حياته.
عاش عجنون في حارة تلبيوت المقدسية الواقعة في الجزء الجنوبي من المدينة. في 1929
اندلعت اشتباكات عنيفة بين اليهود والعرب، ففي هجوم من قبل عرب مقدسيين على حارة
تلبيوت دمرت مكتبة عجنون وفقد ثانية الكثير من مخطوطاته.
مؤلفاته
بين 1931م و1945م نشر عجنون أشهر رواياته وهي:
"طلعة العروس" (הכנסת כלה بالنسخة
العبرية الأصلية، أو The Bridal Canopy في الترجمة إلى الإنكليزية) الذي يتناول رجل يهودي في محافظة غاليتسيا البولندية يتجول بين القرى
اليهودية ليجد عريسا لابنته.
"حكاية بسيطة" (סיפור פשוט, A
Simple Story) الذي يتناول حياة اليهود في مدينة
بوتشاتش حيث ولد.
"أمس وأول من أمس" (תמול שלשום,
Yesterday) الذي يتناول حياة اليهود في فلسطين في
بداية القرن ال20.
تتميز لغة عجنون بأسلوب فريد من نوعه يتأثر من
طبقات مختلفة في تاريخ اللغة العبرية، ولكنه تتأثر بشكل خاص من لغة الميشناه، مما
يمثل تحديا أمام ناطقي العبرية الحديثة المتعودين غالبا على اللغة الأشبه بلغة
التوراة. هناك معجم خاص بلغة عجنون أصدرته جامعة بار إيلان في رمات غان.
فاز عجنون مرتين بجائزة بياليك للآداب من بلدية
تل أبيب في 1934 و1950، ثم فاز مرتين بجائزة إسرائيل للآداب (أرفع جائزة تمنح
لعلماء وأدباء من مواطني الدولة) في 1954م و1958م. في 1966م قررت الأكاديمية
السويدية أن تمنح له جائزة نوبل للآداب مع الكاتبة اليهودية السويدية نيلي زاكس.
توفي عجنون في القدس في 17 فبراير 1970 وترك
وراءه مخطوطات كثيرة كاد ينشرها. فاعتنت ابنته، "اموناه يارون"، بتحرير
مخطوطاته ونشرها حيث زاد عدد كتبه الصادرة بعد وفاته على ما نشره في حياته. سلمت
عائلته أرشيفه الشخصي للمكتبة الوطنية الإسرائيلية في غفعات رام (تلة الشيخ بدر)
بمدينة القدس. مكتبته الشخصية بقيت في منزله الذي أصبح مفتوحا أمام الجمهور.
0 التعليقات:
إرسال تعليق