الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأحد، يوليو 04، 2021

حوارمع الملحن المغربي الموهوب محمد بلخياط حاوره : عبده حقي


خاص

تقديم :

كانت الموسيقى وماتزال وستبقى من بين أهم ملامح التراث لدى الشعوب العريقة والحديثة ، فقد أسهمت كثيرا في تأثيث هويتها الفنية وإثراء ثروتها اللامادية ، ومجدت لانتصارات حروبها وأحزانها ، كما خلدت ووثقت لسلمها ورغد عيشها.

في المغرب واكبت الأغنية بمختلف أنماطها التقليدية والعصرية تحولات المجتمع السياسية والإجتماعية منذ الحماية إلى اليوم عرفت فيها هذه الأنماط تحولات على مستوى جميع بنياتها الجمالية والموضوعاتية وأفرزت أجيالا من الملحنين والمطربين كانت تواقة إلى التحديث والتجديد الموسيقى مع الحفاظ على الملمح الهوياتي فيها مثل الحسين السلاوي ـ أحمد البيضاوي ـ عبدالسلام عامرـ عبدالعاطي أمنا ـ عبدالوهاب الدكالي ـ عبدالنبي الجيراري ـ محمد بن عبدالسلام إلى جيل عزالدين منتصرومحمد بلخياط ونعمان لحلووغيرهم من الشباب الملحنين الذين تتلمذون أكاديميا وذوقيا على جيل الرواد .

واليوم هانحن نضع أيدينا على قلوبنا ونشهد مع الحزن العميق حد البكاء كيف يذبح مجد هذه الأغنية المغربية في العلن ، وعلى مرآى ومسمع من الجميع في وسائل الإعلام السمعية البصرية خصوصا في بعض الإذاعات الخاصة والمهراجانات الوطنية والمحلية باسم حرية التعبير والعولمة والإنفتاح على الآخر(الراب والتيكنو وغيرهما )

ومن أجل إستجلاء بعض مكامن وأسباب هذا التردي والحد من هذا التدحرج المهول في هذا المنحدر الفني ، كان علينا أن نتوجه بأسئلتنا إلى أحد الأسماء الوازنة التي ظهرت في المرحلة الوسطى بين جيل

الرواد ومابعده إنه الملحن المغربي الإلمعي ، الموهوب محمد بلخياط الذي يعتبرمن بين أهم الملحنين الذين نهلوا من تجربة وثراء مجد الأغنية الستينية وشكلوا زمرة من الشباب الذين حملوا المشعل بعد السبعينات ليواصلوا بالأغنية المغربية ألق ماحققه الرواد الكبار.

الأستاذ محمد بلخياط من مواليد مدينة الرباط سنة 1951. وهو خريج المعهد الوطني للموسيقى والرقص بالرباط سنة 1975، ولحن حوالي 112 أغنية متنوعة المضامين ما بين عاطفي واجتماعي ٬ ديني ووطني منها٬ من أشهرها «راجع لي ثاني» مع عماد عبد الكبير٬ «الغربة والعشق الكادي» مع محمد الغاوي و«طل علينا» مع البشير عبده. وقد ألف العديد من المؤلفات الموسيقية والدراسات التي تعتمد في برامج التعليم الموسيقي.

س ــ الأستاذ محمد بلخياط بداية حدثنا عن الأسباب الإجتماعية لإختيارك المجال الموسيقي كموهبة وكمهنة ؟

ج ــ أولا شكرا على هذه الإلتفاتة والتي أعتبرها إهتماما وانشغالا منكم كإعلامي  وكاتب بما يجري وما يحدث في الساحة الفنية،وهذا يعكس مدى حبكم وعشقكم للفن باعتباره رافد من الروافد التي يقوم عليها المجتمع المغربي .. لم يكن الفن أو المجال الموسيقي اختيارا بقدر ما كان كيانا وقدرا يسكنني حتى النخاع .. أحيا وأعيش به انطلاقا من الموهبة الربانية التي حباني بها الله، لهذا كان حتما علي أن انشغل به أي بعالم الموسيقى وأن أشتغل فيه كمهني صانع للموسيقى، ومؤطر على مستوى الأكاديمي.   

س ــ أنت من مواليد مدينة الرباط سنة 1951 والأكيد أن العاصمة كانت تضم أشهرالفنانين والملحنين في الستينات ، من هم الأساتذة الذين قد تكون تتلمذت عليهم أو تأثرت بهم ؟

ج ــ منذ ان اكتشفت في نفسي ولعي الشديد بالموسيقى والإرهاصات الموسيقية الأولية والتي لم تكن سوى بوادر موهبة فنية كامنة بداخلي، بادرت وبتشجيع من بعض الأصدقاء وأفراد العائلة إلى صقلها بالدراسة الأكاديمية والتحصيل للعلوم الموسيقية وذلك بدخولي للمعهد الوطني للموسيقى بالرباط، كان ذلك خلال السنة الدراسية 1968 - 1969 وبالموازاة مع ذلك التحقت ببرنامج مواهب الذي كان يعده ويقدمه الفنان الكبير والملحن المقتدر المرحوم عبد النبي الجيراري، فكان هذا البرنامج بمثابة مدرسة لي وتجربة حقيقة في تفعيل الحس الموسيقي والموهبة لدي، وبالفعل ا صبحت عنصرا قارا في البرنامج عازافا على آلة العود ضمن الفرقة الموسيقية للبرنامج . وأصدقك القول أنني صنعت انطلاقتي الفنية كملحن من خلال تجربتي في برنامج مواهب بتشجيع من الأستاذ عبد النبي الجيراري، وبدراستي الأكاديمية بالمعهد، فكانت ولله الحمد انطلاقة موفقة بالرغم من وجود فطاحلة الموسيقى والغناء أنذاك أمثال: أحمد البيضاوي وعبد القادر الراشدي وعبد السلام عامر ومحمد بنعبد السلام وعبد الوهاب الدكالي وغيرهم، إلا أنني استطعت أن أجد لي مكانا بينهم .

س ــ أنت خريج المعهد الوطني للموسيقى والرقص بالرباط سنة 1975 حدثنا عن مناهج وظروف التدريس هناك في بداية السبعينات ؟

ج ــ لم يعرف المغرب نظام تدريس بعض الفنون ــ ومن بينها الموسيقى والمسرح ــ إلا بعد الإستقلال، فكانت الريادة في ذلك والفضل الكبير للأستاذ الفنان الكبير عبد الوهاب أكُومي الذي أشرف على إدارة المعهد الوطني للموسيقى والرقص والفن المسرحي. وبالرغم من بساطة التجربة وضعف الإمكانيات الممنوحة لها من الجهات الوصية عليها إلا أنها كانت مشتلا حقيقيا وضالة لكل المواهب المتعطشة للفن، فكان الإعتماد على البرامج الموسيقية الغربية بإشراف وتدريس أساتذة أكفاء أجانب مثل شاطر وماريطون وسيليري وأساتذة مغاربة كان تكوينهم في المجال الموسيقي عن طريق الاحتكاك بأساتذة أجانب مثل الأستاذ ادريس الشرادي وغيره. وعلى مستوى الموسيقى العربية الشرقية كان الاعتماد على مناهج شرقية مصرية وسورية ولبنانية، وبالرغم من معانات طلبة الموسيقى من قلة الإمكانيات والنظرة الدنياوية التي كان ينظر بها المجتمع لهم  أنذاك، إلا أن حبهم وشغفهم بالموسيقى وإيمانهم بمواهبهم كان هو السيمة الطاغية التي شجعتهم على مواصلة طريقهم نحو تحقيق أهدافهم.

س ــ عرفت الأغنية المغربية منذ أوائل الإستقلال تألقا ملفتا هل يمكن أن تحدثنا عن أسباب هذا التألق ؟

ج ــ أولا: ساهم في تحقيق هذا التألق كون تلك الحقبة عرفت وجود فنانين كباريتمتعون بمواهب قوية وحس موسيقي راق، عاصروا  بعضهم، وتنافسوا فيما بينهم تنافسا شريفا، ولم يكن الهم المادي هدفهم الأول. ثانيا : كان وفاءهم وإخلاصهم للرسالة الفنية التي على عاتقهم وفاء وإخلاصا غير مشروط. ثالثا: كانوا صادقين ومتفانيين في إعمالهم الإبداعية، واعتقد أن هذه السيمات لايمكن لأصحابها إلا أن يتركوا أعمالا تخلد أسماءهم ويشهد التاريخ لهم بروعتها.

س ــ ألم يكن الإحتكاك مع عمالقة الأغنية المصرية أيضا سببا في هذا التألق بحيث سافرالكثيرمن المطربين في هذه الفترة إلى القاهرة وبيروت وصقلوا هناك مواهبهم ؟

ج ــ أكيد ما من فنان إلا ويمر بمرحلة الإعجاب والتأثر بفنان ما، وبالفعل تاثر جل رواد الأغنية المغربية بالفنانين المشارقة ومنهم من قابلهم، لكن في النهاية كل واحد منهم بصم الأغنية المغربية ببصمته الخاصة ولونه المميز .

س ــ متى بدأت التلحين وماهي أول أغنية لحنتها ومن غناها من المطربين ؟ أليست "الغربة والعشق الكادي" التي غناها محمد الغاوي ؟

ج ــ ككل فنان لابد من بعض الإرهاصات والخواطر والأفكار الموسيقية في البداية قبل أن يجد الفنان أول الطريق الذي سيسير عليه، إلى أن يستقر رأيه وذوقه على لون معين قد يتميز به، حينها يقدم أول تجربة له التي يمكن أن تشكل مسارا لمشواره الفني، وطبعا رافقتني هذه الإرهاصات والخواطر الموسيقية الغنائية خلال مرحلة تكويني قدمت  بعضها على سبيل التجربة مع الفرقة السمفونية للمعهد الوطني للموسيقى وأنا طالب بنفس المعهد،  وقدمت محاولات أخرى في برنامج مواهب فكانت بداية مشجعة، إلا أنني على المستوى الرسمي ــ اي التسجيل والتعامل مع الإذاعة كملحن محترف ــ كانت لي تجربتان مع المطرب المقتدر عبد الواحد التطواني، الأولى أغنية وطنية بمناسبة عيد العرش سنة 1975عنوانها "شباب الأمة مجند" من كلمات الأستاذ محمد رؤوف سجلت مع الجوق الجهوي لمدينة الدار البيضاء برئاسة المرحوم إبراهيم العلمي في نفس السنة، والثانية أغنية عاطفية عنوانها "ماذا بي " من كلمات نفس الزجال سجلت مع نفس الجوق سنة 1976. غير أنني أعتبر أغنية راجع لي ثاني بالأفراح هي مفتاح .. لا أقول الشهرة ولكنها فتحت لي الأبواب وتم اعتمادي كملحن بالإذاعة المغربية وهي من كلمات الأستاذ محمد رؤوف وغناء المرحوم عماد عبد الكبيرسجلت سنة 1977 مع الجوق الجهوي لمدينة فاس برئاسة المرحوم أحمد الشجعي.

س ــ حققت الكثيرمن أغانيك شهرة نادرة نذكرمن بينها "الغربة والعشق الكادي" و"طل علينا" و"راجع لي بالأفراح"و"مال الزين تغيرمالو" وغيرها ماهي أسباب هذا النجاح والتألق ؟

ج ــ صحيح أنني أول من لحن للمطربة فاطمة مقدادي وتعاملت معها في مجموعة من الأغاني من أبرزها "لمدينة زينة " المعروفة ب" صحيبي " لكن دعني أصحح لكم معلومة أغنية "مال الزين" التي تغنيها فاطمة مقدادي هي ليست من ألحاني وإنما هي من ألحان الزميل أحمد العلوي. نأتي إلى جوهر سؤالكم " ماهي أسباب نجاح وتألق بعض أغاني" الحقيقة أنني أخذت على نفسي عهدا أن لا أبصم على إي إبداع موسيقي غنائي لي إلا بعد التأكد من أنه يحمل مواصفات العمل الجميل الحسن، الذي يروق كل من استمع إليه ويستحسنه، وقد سرت بذلك على نهج من سبقوني من رواد الأغنية هذا كل ما في الأمر.

  س ــ من دون شك أن الإذاعة (الراديو) لعبت دورا هاما في تألق الأغنية خصوصا في عقدين الستينات والسبعينات ، كيف تنظرإلى دورالإذاعات الخاصة اليوم ألاتتحمل جلها القسط الأوفرمن أسباب تردي الأغنية الشبابية الملغمة بالكلمات الساقطة والفوضى؟

ج ــ ليس هناك أدنى شك في أن الإذاعة المركزية "الوطنية " والمحطات الإذاعية الجهوية قد لعبت جمعهما دورا كبيرا في إنتاج الأغنية المغربية الوطنية منها والعاطفية والإجتماعية، والتعريف بها ونشرها على نطاق واسع يشمل جميع التراب الوطني لدرجة أنه يمكن اعتبار هذه الإذاعات الملاذ الوحيد للفنان المغربي في غياب شركات إنتاج فني، والمغاربة كلهم يعرفون هذا، لأنهم عرفوا الأغنية المغربية وتعرفوا على مبدعيها عن طريق هذه المحطات وحفظوها ورددوها حتى صارت جزءا مهما من ذاكرتهم وذكرياتهم. إلا أنه الملاحظ الآن غياب هذه المواكبة والإهتمام من طرف جل الإذاعات، وأقصد هنا المحطات الإذاعية الخاصة التي باتت تروج وفي ساعات الدروة أغاني تفتقر إلى  مواصفات الإبداع الحقيقي، وأغاني خارجية مستوردة أغلبها ذو طابع غربي وتترك حيزا قليلا من الوقت غالبا في الساعات المتأخرة من الليل لبعض الأغاني المغربية...    

س ــ في رأيك وبكل صراحة كيف يمكن أن تعود الأغنية المغربية إلى مجدها السابق ؟

ج ــ في اعتقادي أنه إذا تظافرت الجهود من مسؤولين عن القطاع الثقافي والفني ومبدعين ومستثمرين، وكذلك الفاعلين في المجتمع المدني، وحضرت الروح الوطنية والمواطنة الحقيقية، فإنه يمكن إصلاح مافسد، والإعتناء بما أهمل، وترميم ما دمر، لأننا شعب قادر على تحقيق المعجزات. ويبقى هذا تمني أرجوا تحقيقه وليس ذلك علينا بعزيز.

س ــ الكثيرمن الفنانين المطربين والملحنين يعيشون أوضاع إجتماعية مخجلة ، وبعد نصف قرن بدأنا نسمع عن بطاقة الفنان والتغطية الإجتماعية هل من نداء بهذه المناسبة للإهتمام أكثربالفنانين والأدباء المغاربة ؟

ج ــ كيف يمكن للفنان ــ داخل المغربي ــ أن تكون له وضعية اجتماعية مريحة وهو لا يشتغل، وإن اشتغل قد يشتغل مرة أومرتين في السنة،  فهذا الوضع لايمكن أن يعيله لوحده فبالأحرى أن يعيل عائلة بكاملها، إنه بالفعل وضع مزري، ومن تراهم يعيشون وضعا مريحا فهم قلة واستثناء. أما عن التغطية الصحية وبطاقة الفنان فهذه جهود غير كافية لأن الفنان ليس عاجزا ولا متسولا، هو يريد فقط أن ينصف وتتاح له فرص العمل ليشتغل ويعمل بشكل دائم ومتواصل، ويقتات من عمله بكرامة هذا أقصى ما يريده الفنان..

س ــ وما رأيك في مسألة التكريم ؟

ج ــ التكريم هو اعتراف بجهود الشخص المكرم وتتويجا له على الخدمات التي قدمها لبلاده وللإنسانية جمعاء، وهو سنة حميدة تعرفها جميع بقاع العالم، ولها أكثر من دلالة أهمها الإنطباع الذي يتركه على نفسية الشخص المكرم. ويبقى التكريم كبيرا في رمزيته إذا كان منظما بشكل يليق بمقام هذا الشخص ومحبطا ومخيبا للأمال إذا كان دون المستوى المطلوب. لهذا أهيب بكل من يفكر في إقامة تكريم لرمز من رموز الثقافة والفن والرياضة أوفي مجالات أخرى، أن يفكر ألف مرة في هذا العمل لأنه قد يرفع من معنويات الشخص المكرم  لحد الشعور بالإعتزاز والإمتنان، وقد ينزل به أسفل درجات الإحباط وخيبة الأمل.    

س ــ الإنترنت أسهم كثيرا في الترويج وخدمة الأغنية إعلاميا بشكل عام كما أسهم في جانب آخرفي قرصنتها وتمييعها كيف ينظرالأستاذ محمد بلخياط إلى هذا الوضع المؤسف ؟

ج ــ للأسف هوشر لا بد منه، له ما له من إجابيات وسلبيات، فإجابياته تكمن في سرعة التواصل بين بني البشر اينما كانوا وأينما وجدوا، وسرعة الحصول على المعلومة والخدمات في زمن قياسي مهما

طالت المسافة وبعدت، يجعل العالم بين يديك قرية صغيرة. وسلبياته في استغلاله من طرف البعض لتحقيق أغراض ذنيئة وسيئة، وأهداف مدمرة. وطبعا من بين هذه الأهداف قرصنة جهود وأعمال الغير في شتى المجالات من بينها: الأعمال الفنية. يبقى الأمل معقود على تكنولوجية جديدة مبتكرة للحد من استغلال الأنترنيت للأهداف المدمرة للأخلاق والقيم والجهود الإنسانية.

س ــ أخيرا ماهوجديدك ؟

ج ــ جديدي بعضه وتحديدا ثلاثة أغاني مع الفنان محمد الغاوي سترى النور قريبا في إطار الأغاني المدعمة من طرف وزارة الثقافة، والآخر سيظل حبيس غرفتي إلى أن تكتب له الفرصة لست أدري متى لكنني سأظل متفائلا..

ختاما أجدد شكري وامتناني لكم على عملكم الذؤوب الذي يواكب الفنان في مساره الفني، ويسلط الضوء عليه. وهذا عمل أبعاده ومراميه نبيلة، يسهم في خدمة الثقافة والفن في بلادنا من باب المواطنة القحة.

مجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربية تشكركم مرة أخرى الملحن الكبيرالموسيقارمحمد بلخياط .
ونستأذن الأستاذ الملحن محمد بلخياط بتقديم أغنيتين متوفرتين على اليوتوب 
1 ــ الأولى للمطربة المغربية فاطمة مقدادي بعنوان : المدينة زينة .
2 ــ الثانية وهي من أشهر أغانيه لحنها للمطرب محمد الغاوي تحت عنوان : العشق الكادي 

 

0 التعليقات: