الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الجمعة، سبتمبر 10، 2021

ملف حول الدخول الثقافي اليوم مع الدكتورة زهور كرام : أعد الملف عبده حقي

 


تقديم عبده حقي : نعود بعد زهاء عقد من الزمن للنبش في ذاكرة مدونتنا الإلكترونية لنستكشف إن كان شيء ما قد تغير في الواقع الثقافي المغربي والعربي وسؤاله المتجدد كل عام حول الدخول الثقافي .

وإذا كان المثقف العربي (ثوريا أوعضويا أوتقنيا ) رقما حاسما وأساسيا في صناعة التغييرفي المشروع الثقافي والسياسي  العربي في القرن الماضي ، فالسؤال المطروح في هذا القرن هو: مالذي يفسرخفوت صوته عن مواقفه الطليعية المعهودة ..؟؟ فهل ظهوروسائط تواصل جديدة والإنفجارالكبيرلشبكة الإنترنت بما أتاحته من تكسير للجدار الرابع في العالم قد جعلت المواطن العربي البسيط قادرا بذاته على نقل التعبيرعن رفضه بواسطة أسانيد حديثة (مدونات ، يوتوب ، إس إم إس ، فيس بوك ، تويتر، رسائل إلكترونية ..إلخ) مما جعله يتجاوز حاجته التاريخية والتقليدية إلى دورالمثقف الطليعي وصوته المتميزكوسيط للتعبيرالرافض نيابة عنه ...

وتأسيسا على كل هذه الحمولة الثقافية الملغومة نطرح سؤالنا حول توقعات الدخول الثقافي على مجموعة من الأدباء والمثقفين آملين أن تكون مساهماتهم قد أنارت بعض الزوايا الهامة فيه .

اليوم مع الدكتورة زهور كرام :

قبل الربيع الديمقراطي العربي، بدأت تظهر في الساحة الثقافية المغربية إشارات قوية على خلل تدبير القطاع الثقافي بالمغرب. تم التعبير عنه  إما بدعوات للتفكير في لقاءات مفتوحة، أو  بالتجمعات من أجل الدفاع عن حقوق المثقفين، عبر وقفات احتجاجية، أو بالكتابة عن أشكال الخلل، ناهيك عن حالة التدمر التي يشعر بها كل المثقفين  خاصة الشباب الذي عندما بدأ الكتابة والتفكير وجد مختلف المؤسسات الثقافية قد أصابها الشلل واهترأت، بسبب عوامل كثيرة تدعو إلى وقفة صريحة وجريئة مع الذات، لكن من حسن الحظ أن الوسائط الحديثة كانت أفقا مفتوحا أمام  كتاباته  وأفكاره  وصوته    . لم تجد  أغلبية هذه الدعوات – باستثناء تلك التي اتخذت الطابع المطلبي -  الآذان الصاغية، ولهذا تراجعت أو خفت صوتها، وهي حالة تؤكد على أزمة الثقة بالوسط الثقافي بسبب تاريخ من  الإجراءات التي لم تكن تضع في الحسبان الثقافة باعتبارها قيمة وطنية تتسع للكل،  أزمة الحضور الثقافي في المشهد المغربي تتعمق أيضا مع الربيع الديمقراطي، ومع الاحتجاجات التي تعرفها الشوارع المغربية من أجل الكرامة وتحصين الحقوق والحرية بتفعيل القوانين، وإسقاط الفاسدين من تدبير الشأن العام، وذلك بالتساؤل عن دور المثقف في هذا المنعطف التاريخي، وموقفه الواضح، وموقعه من الأحداث، وكيف يحلل خطاب الشارع الذي أصبح عاملا قويا في تدبير آفاق المرحلة، وكيف ينظر إلى المؤسسة الحزبية بالمغرب، وحركات الاحتجاج، وأفق المغرب مع الانتخابات القادمة.     ما نعيشه من التباسات في المفاهيم والقيم، وما نسمعه من تناقضات واختلافات في الآراء وهي تحاول أن تمارس حقها في التعبير سواء في الشارع أو وسائل الإعلام، تتطلب انخراطا مسؤولا للمثقف المغربي، من أجل تحليل الخطابات الرائجة، وتوضيح المفاهيم، والمساهمة في بناء الدولة المغربية بأفق مفتوح على مستقبل أكثر كرامة  للمواطن المغربي.لهذا، أعتبر أن الدخول الثقافي هذه السنة- مع تحفظي دائما لمفهوم الدخول الثقافي لأن الثقافة ليست كالسياسة والعمل الحزبي، وإنما هي حالة انشغال دائم- ينبغي أن يكون مختلفا وقويا وحاضرا بقوة  في المشهد السياسي المغربي وأيضا العربي، وبعودة الثقافي إلى المشهد العام بتحليلات ورؤى موضوعية وجريئة وصريحة وإستراتيجية واضحة، بدون مزايدات، وبعيدا عن التورط في مطبخ الأحزاب، وقريبا من مهمة المثقف في الفعل التاريخي بأن يكون صوتا منيرا للطريق بالقراءة الواضحة والرؤية الموضوعية، والمقاربة الجريئة لأسئلة الواقع، فإنه في ذات الوقت  يعيد للسؤال الثقافي مصداقيته الحضارية والتاريخية والوطنية، ويسترجع ثقة المجتمع له. الفعل الثقافي بالمغرب يوجد على العتبة، إما الانخراط في الأسئلة الجوهرية للمغرب ومحيطه المغاربي والعربي بقوة فعل الشارع العربي، الذي أربك المألوف، وأنتج خطابا واضحا بدون مناورة ، أو أنه سيفوت عليه فرصة الانخراط في الوجدان الشعبي، ويكون بذلك، قد أعلن استقالته من حركة التاريخ. فهل تملك المؤسسات الثقافية الجرأة للنظر في المرآة؟؟؟.

 الدكتورة زهور كرام

 

0 التعليقات: