تقديم عبده حقي
ارتبط الإبداع الأدبي منذ قرون بفضاءات وأمكنته
التي لملمته في قماطها فاصطبغ بلونها الترابي وفاحت منه روائح نكهتها وصارت هويته
من هويتها حتى أصبح الوطن هو الكاتب وليس الكاتب هو من يكتب وطنه لكن عرف التاريخ
في جميع أنحاء المعمورة كتابا وأدباء عرب وعجم جعلوا من الترحال في أرض الله
الواسعة موضوعة لكتاباته وإبداعاتهم التي تنفست من هواء آخر غير هواء الوطن الأم .
في هذا الملف نقترح عليكم مجموعة من الأدباء
الرحالة الذين لو مكثوا تحت خيمة أوطانهم ما كانوا ليأتونا بهذه المصنفات النفيسة
من أدب الرحلة .
الرحالة المراكشي
الرحالة المغربي المجهول، لم يقف الباحثون بعد على ترجمة تفصيلية لحياته،
عرف من حياته أنه عاش في القرن السادس الهجري.
زار مكة والمدينة ومصر والسودان وبلاد المغرب وسجل كل مشاهداته في تلك
البلدان بشكل دقيق، وبرز كتابه “الاستبصار في عجائب الأمصار” والذي دون فيه تفاصيل
رحلته مع أن الكتاب من كتب الجغرافية العربية.
ويذكر فيما شاهده في الإسكندرية ضمن كتاب “الاستبصار”: “والإسكندرية تُعجب
كل من رآها لبهجتها وحسن منظرها، وارتفاع مبانيها وإتقانها وسعة شوارعها وطرقاتها،
وهي برية بحرية، وفيها من النعم والأرزاق والفواكه ما ليس ببلد مع طيب هوائها
وتربتها”.
.jpg)
0 التعليقات:
إرسال تعليق