الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، أبريل 26، 2023

الأدب والفنون لوقاية الشباب من التطرف الديني والفكر الإرهابي؟ عبده حقي

 


مشاركتي في ملف خاص بموقع كيوبوست

كيف يمكن أن يتحول الأدب والفنون أيضا إلى وقاية للشباب من تيارات التشدد والتطرف الديني والفكر الإرهابي؟

لقد أثبتت جل التحقيقات والتحريات التي باشرتها المصالح الأمنية في الوطن العربي أن منفذي العمليات الإرهابية جلهم من الشباب الأميين الذين لم يتلقوا تعليما نظاميا متدرجا في جميع الأسلاك المتوسطة أو العليا وأن جل هؤلاء القتلة متشبعون بأفكار متطرفة معادية للحداثة والتحديث ومختلف تجلياتها الفنية والأدبية والجمالية وأوضح مثالين على ذلك حركة طالبان التي منعت الفتيات من ولوج المدارس وأغلقت جميع النوادي الثقافية ودور السينما والمثال الثاني ذلك الشاب المصري الذي حاول قتل الروائي العربي والعالمي نجيب محفوظ بدعوى أن روايته "أولاد حارتنا" تدعو للعلمانية والكفر علما أنه خلال التحقيقات اعترف هذا الشاب أنه لم يقرأ الرواية وليست له أية فكرة عن أهدافها الفكرية والأدبية والسردية .

ومما لاشك أنه وفقا للعديد من التجارب والدراسات التي أنجزها خبراء ومنظري علم النفس الجمالي عبر التاريخ وفي الدول الغربية على الخصوص قد أكدت أن الأدب والفنون يمكن أن يلعبا دوراً هاماً في العلاج النفسي ووقاية الشباب من تيارات التشدد والتطرف الديني والفكر الإرهابي في العالم العربي على الخصوص . ومن أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحقيق ذلك:

تعزيز الثقافة العامة حيث يجب توفير الفرص للشباب للاطلاع على المصادر الثقافية المتنوعة، بما في ذلك الأدب والفنون من خلال المناهج التربوية الحديثة في المدارس والجامعات والمكتبات والمؤسسات الثقافية.

كما يمكن للأدب والفنون أن يساعدا في تعزيز القيم الإنسانية الأساسية مثل العدالة والمساواة والحرية والتسامح ونشر الوعي حول المشاكل الاجتماعية والسياسية والثقافية في المجتمعات العربية، وهذا بدوره يمكن أن يساعد في تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع وتحفيز الشباب على التفكير النقدي والنقد الذاتي والبحث عن الحقيقة خلف الظواهر المتعددة التي يشهدها المجتمع وتشجيع الشباب على الإبداع والتعبير الفني وتعزيز قدراتهم الإبداعية عبر التكوين في المؤسسات التعليمية والمعاهد الفنية المتخصصة في  فنون التشكيل والموسيقى والمسرح والسينما ومن شأن ذلك أن يعزز التعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات العربية والعالمية ، وذلك من خلال إبراز القيم الإنسانية المشتركة بين الثقافات المختلفة.

بشكل عام، يمكن للأدب والفنون أن يساهما بشكل كبير في وقاية الشباب من تيارات التشدد والتطرف الديني والفكر الإرهابي في العالم العربي عبر تعزيز دور المثاقفة بين الشمال والجنوب وتعميم الثقافة العامة والقيم الإنسانية ونشر الوعي وتحفيز الشباب على التفكير النقدي والتعبير الفني وتعزيز التعايش السلمي وتعزيز الهوية الثقافية.

ــ كاتب وإعلامي مغربي ـ قاص ـ روائي ـ مترجم.

رئيس لجنة الإنترنت والعلاقات الرقمية باتحاد كتاب الإنترنت العرب

abdouhakki@gmail.com


0 التعليقات: