دون كيخوتي دي لا مانتشا
رواية للأديب الإسباني ميغيل دي ثيربانتس سابيدرا، نشرها على جزئين بين أعوام 1605 و1615. اشتهرت الرواية بين العرب بالعديد من الأسماء مثل دون كيشوت ودون كيخوته وضون كيخوتي ودون كيخوط ودون كيخوطي كما تلفظ بالإسبانية. تعد واحدة من
بين أفضل الأعمال الروائية المكتوبة قبل أي وقت مضى، واعتبرها الكثير من النقاد بمثابة أول رواية أوروبية حديثة وواحدة من أعظم الأعمال في الأدب العالمي والتي تم ترجمتها إلى العديد من اللغات الأجنبية. يحمل الجزء الأول اسم العبقري النبيل دون كيخوتي دي لا مانتشا، وظهر عام 1605، بينما ظهر الجزء الثاني عام 1615 تحت عنوان العبقري الفارس دون كيخوتي دي لا مانتشا. وحُبس ثيربانتس في السجن الملكي في إشبيلية بين شهري سبتمبر وديسمبر من عام 1597 بعد إفلاس البنك الذي كان يضع فيه الودائع المالية.زُعم أن
ثيربانتس كان مختلسًا للمال العام بعد ثبوت وجود مخالفات في حساباته. وفي السجن،
وُلدت رواية دون كيخوتي دي لا مانتشا، كما أشار في مقدمة العمل. ولكنه في الوقت
ذاته لم يتضح مقصده من كونها تمت كتابتها وهو سجين أم استلهمته الفكرة هناك فحسب.
وتعد رواية دون كيخوتي أول عمل يزيل الغموض حول تقاليد الفروسية لمعالجتها الصورية
للأمر.
برهنت الرواية
على بداية الواقعية الأدبية كجزءًا من الجماليات النصية وبداية انطلاق النوع
الأدبي للرواية الحديثة المسمى بالرواية متعددة الألحان، والتي ستحدث تأثيرًا
كبيرًا في وقت لاحق على الأعمال الروائية الأوروبية، من خلال تناول ما تم تسميته
بالكتابة غير المشروطة والتي تمكن الفنان من إظهار كل ما هو ملحمي وغنائي وتراجيدي
وكوميدي في محاكاة ساخرة حقيقية لجميع الأنواع الأدبية. ووضعت الرواية بجزئيها
الكاتب ميغيل دي ثيربانتس على خارطة تاريخ الأدب العالمي جنبًا إلى جنب مع كل من
دانتي أليغييري وويليام شكسبير وميشيل دي مونتين وتم اعتبارهما من منظري الأدب
الغربي في رائعة هارولد بلوم المجمع الغربي.
وفي عام 2002،
وبناء على طلب هيئة الكتب النرويجية فقد تم عمل قائمة بأفضل الأعمال الأدبية على
مر العصور بتصويت مئة كاتب من الكتاب العمالقة من أربعة وخمسين دولة مختلفة. وظهرت
الأعمال مرتبة ترتيبًا أبجديًا دون غلبة لعمل على آخر، ولكن باستثناء وحيد كان
لصالح رواية دون كيخوتي التي تصدرت القائمة باعتبارها أفضل عمل أدبي تم كتابته في
التاريخ في ذلك الوقت. وتعد الرواية واحدة من أكثر الكتب التي تم نشرها وترجمتها
على مر التاريخ.
تدور أحداث
الرواية حول شخصية ألونسو كيخانو، رجل نبيل قارب الخمسين من العمر يقيم في قرية في
إقليم لامانتشا، وكان مولعًا بقراءة كتب الفروسية والشهامة بشكل كبير. وكان بدوره
يصدق كل كلمة من هذه الكتب على الرغم من أحداثها غير الواقعية على الإطلاق. فقد
ألونسو عقله من قلة النوم والطعام وكثرة القراءة وقرر أن يترك منزله وعاداته
وتقاليده ويشد الرحال كفارس شهم يبحث عن مغامرة تنتظره، بسبب تأثره بقراءة كتب
الفرسان الجوالين، وأخذ يتجول عبر البلاد حاملًا درعًا قديمة ومرتديًا خوذة بالية
مع حصانه الضعيف روسينانتي حتى أصبح يحمل لقب دون كيخوتي دي لا مانتشا، ووُصف بـ
فارس الظل الحزين. وبمساعدة خياله الفياض كان يحول كل العالم الحقيقي المحيط به،
فهو يغير طريقته في الحديث ويتبنى عبارات قديمة بما كان يتناسب مع عصر الفرسان.
فيما لعبت الأشخاص والأماكن المعروفة دورًا هي الأخرى بظهورها أمام عينيه ميدانًا
خياليًا يحتاج إليه للقيام بمغامراته. وأقنع جاره البسيط سانشو بانثا بمرافقته
ليكون حاملًا للدرع ومساعدًا له مقابل تعيينه حاكمًا على جزيرة وبدوره يصدقه سانشو
لسذاجته. كما يحول دون كيخوتي بمغامراته الفتاة القروية جارته إلى دولثينيا، السيدة
النبيلة لتكون موضع إعجابه وحبه عن بعد دون علمها. ترجمت هذه الرواية إلى اللغة
العربية في أكثر من بلد عربي وعبر عدد من دور النشر، ولم تراعى كيفية نطق الاسم
الصحيحة في أغلب الحالات، فبقي اسمها الأكثر انتشارًا في الوسط العربي هو دون
كيشوت. وأشار بعض الباحثين واللغويين العرب مثل الدكتور جوزيف إلياس اللبناني،
الذي ترجم وحقق نسخة دار العلم للملايين إلى أن التأثير الأندلسي يبدو واضحًا في
الرواية، من حيث ظهور ملامح من أبطال القصص العربية والإسلامية أمثال سيف بن ذي
يزن وعنترة بن شداد والظاهر بيبرس.
0 التعليقات:
إرسال تعليق