في الغرفة المجاورة، تتأرجح غابة من الرموش من السقف. تومض في انسجام، كل رمش هو ريشة تخط السوناتات على الجدران.
القصائد غير مقروءة،
مكتوبة بخط الندوب. يظهر مكتب، مكدس بالمفاتيح - صدئة، بلورية، بعضها لا يزال مبللاً
بالدم. أضع مفتاحًا في جيبي، لكنه يتلاشى في تنهد.
تتنفس الغرفة الصعداء، وفجأة أجد نفسي في الخارج، على الرغم من أن السماء عبارة عن نسيج من أشرطة الكاسيت غير الملفوفة.
تغوص الطيور المصنوعة
من النوتات الموسيقية المكومة في رأسي، وتغني ديبوسي.
ينفصل ظلي. ينزلق نحو
بئر، وينظر إلى الداخل، ويصرخ. الصوت عبارة عن دوامة بنفسجية. أريد أن أسأل عما رآه،
لكن ظلي قد اختفى بالفعل، واستبدل ببقعة على شكل علامة استفهام. أضحك، على الرغم من
أن ضلوعي تطقطق من الرعب. العبث حمى هنا.
يقطع نهر الحديقة،
ويتدفق إلى الوراء. تقفز الأسماك ذات الأسنان البشرية على الضفاف، وتلهث للاعتراف.
سرقت قبلة من القمر.
أغرقت الأبجدية في حوض الاستحمام.
ركعت لأشرب، لكن الماء عبارة عن رمل الساعة الرملية
السائل. يطحن حلقي حتى يتحول إلى مسحوق.
تخرج امرأة من القصب
- أم أنها شجرة بتولا؟ شعرها عبارة عن عش من شوك الرنين، تدندن بترنيمة رثاء. تسلّمني
بوصلة تشير إبرتها إلى نفسها فقط.
أضع البوصلة في جيبي.
تحرق معطفي، وتضع علامة على فخذي. الألم لذيذ، سر أستمتع به.
يحل الليل في نفس واحد.
النجوم عبارة عن مسامير تثبت السماء على لوح من الفلين. أتعثر في قاعة رقص حيث ترقص
العرائس، وتصرخ مفاصلها مثل مفصلات غير مدهونة بالزيت. تذرف الثريا دموع الشمع، وتتصلب
كل قطرة منها لتتحول إلى لؤلؤة. أنضم إلى الرقص، وشريكتي عرائس بوجهي. تتباعد شفتاها
الخشبيتان: "لماذا تطاردين نفسك؟"
تتسارع الموسيقى -
يلهث الأكورديون، وتئن آلة التشيلو. ندور حتى تتحول ساقاي إلى دخان. يتفكك العرائس،
وتتجمع نشارة الخشب عند قدمي. أصفق، وتصفق الجدران معي، وتتساقط راحتاها الجصيتان مثل
جلد الثعبان.
يأتي الفجر كجرح ورقي.
ينزف الأفق طيور الأوريجامي. أجد نفسي في مكتبة تتنفس فيها الكتب، وتتضخم رئات صفحاتها
بالغبار. يلفت انتباهي عنوان: *سيرة ذاتية لا أحد*. أفتحه. النص عبارة عن سرب من النمل،
يسير نحو الهامش. إنهم يحملون مقاطع لفظية على ظهورهم، ويجمعون جملة: *أنت مهندس فقدان
الذاكرة الخاص بك*.
تظهر المرآة مرة أخرى
- أم أنها هي نفسها؟ يرتدي انعكاسي الآن ملابسي، لكن جلدها عبارة عن رق، مرسوم عليه
كوكبات. "ابق"، تتوسل. "يصبح المنزل وحيدًا".
يؤلمني التناقض. أتوق
إلى البقاء، والذوبان في هذيان الزهور على ورق الحائط. ومع ذلك، أتراجع، منفرًا من
الجوع في عيني خريطة النجوم.
"أنت لست أنا"، أقول.
"أليس كذلك؟" تبتسم، وأسنانها عبارة عن
مرايا صغيرة.
أحطم الزجاج بالبوصلة.
الصراخ سيمفوني.
المخرج هو حفرة فأر.
أزحف من خلالها، وأخرج إلى مرج حيث العشب مصنوع من مفاتيح الآلة الكاتبة. كل شفرة تنقر
وأنا أخطو، وأؤلف هايكو:
*أنا الغريب، أحصد
أشباح الضوء. الأرض
تركع، أرضي—
ومع ذلك فأنا صدى لها.*
ينكمش المنزل خلفي،
أصبح بيت دمية الآن، والغرف تتوهج مثل الخلايا في خلية نحل. أمشي. الشمس مقبض باب،
تتلوى في الشفق. لا أنظر إلى الوراء.
لكن المنزل ملكي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق