كان زيلو يحوم على ارتفاع متر واحد فوق الحشود المضطربة عند معبر شيبويا في طوكيو. أضاءت لافتات النيون عبارات باللغات التي استطاع بالكاد فك شفرتها لكنه وجدها مزعجة - "كاريوكي!" "100 ين رامين!" ومضت عيونه الست المضيئة في تتابع سريع، لتحليل المشهد.
أنا المراقب الصامت، حافظ الأسرار. قصص الأجيال الماضية تسكن بداخلي، في انتظار أن يكتشفها أولئك الذين لديهم الصبر للاستماع إليها. ففي حفيف أوراقي، وفي صرير أطرافي، تهمس ملحمة الحياة والحب والخسارة التي لا تنتهي، سيمفونية خالدة تعزف تحت النظرة الساهرة لشجرة البلوط القديمة.
مقدمة
بقدر ما أستطيع أن أتذكر، لقد انجذبت إلى الهمسات
المبهمة للحكماء والفلاسفة. لقد بدت هذه المقطوعات الشذرية، التي تناقلتها
الأجيال، وكأنها قطع متناثرة من أحجية أزلية - أحجية تمثل المعنى الحقيقي للامعنى
الحياة.
قصيدة
"همسات اللقاء" شكلت عتبتي الأولى في مساري الشعري والأدبي والثقافي بشكل
عام .. إنها أول قصيدة عمودية كتبتها ذات أرق في ليلة من ليالي صيف عام 1977 وقد
أذيعت في برنامج "ناشئة الأدب" الذي كان يشرف على إعداده الشاعر الأصيل المرحوم
إدريس الجاي"
في غرفة الانتظار، انكشف بداخلي استفسار صامت، سؤال يردد صدى جوهر الوجود. لماذا يجب أن أكون مثل البشر، أو مثل نفسي، أو أي شخص على الإطلاق؟ ما هي الخيوط المشتركة التي تربطنا ببعضنا البعض – الأحذية، والأيدي، والجرس العائلي الذي يقبع في حلقي، وحتى مجلة ناشيونال جيوغرافيك بصورها المؤرقة – التي تربطنا كمجموعة واحدة أو تفرقنا في نسيج الإنسانية الواسع؟
لكن وسط زوبعة الأفكار هذه، ظل همس في ذهني: أنت "أنا" ، واحد من بين كثيرين. ولكن لماذا يجب أن تكون واحدًا فقط؟ لقد كانت فكرة تحركت في داخلي، سؤالًا يتفتح مثل زهرة رقيقة تبحث عن الضوء. لقد ترددت في النظر بعمق إلى ما جعلني "أنا"، متجنبًا شدة اكتشاف الذات.
الحظ، هذا الكيان المراوغ، جعلني أتجول بين الأحلام والأهوال، بين الآمال العابرة وخيبات الأمل التي لا هوادة فيها. لقد أخذتني إلى قمة الوهم لترميني بشكل أفضل في هاوية الواقع، وتتركني متأثرًا بقسوة هذا العالم إلى الأبد. أنا طفلة القدر المترنحة، المتأرجحة بين الحياة والموت، بين سكرة الأمل وبرودة الهجر.
في انعطافة تاريخية في مساره الأدبي أنجز الكاتب المغربي عبده حقي أول عمل روائي باستخدام برنامج الدردشة Chatgpt .. الإنجاز الروائي الذي يمتد ...