في تطور جديد من شركة أوبن آي يعكس مدى تسارع التحولات في مجال الذكاء الاصطناعي، تم الكشف مؤخرًا عن أداة مبتكرة تحمل اسم «ChatGPT Agent، وهي ليست مجرد تحديث تقني، بل تمثل نقلة نوعية حقيقية في مفاهيم التفاعل بين الإنسان والآلة. فهذه الأداة الجديدة لا تقتصر على تقديم إجابات ذكية أو كتابة نصوص إبداعية، بل تتعدى ذلك إلى «التحكم في جهاز الحاسوب بالكامل»، بما في ذلك إنجاز مهام معقدة كانت في السابق تتطلب تفاعلاً بشريًا مباشرًا.
تُتيح هذه الأداة،
المدعومة بنموذج جديد طُوّر خصيصًا لهذا الغرض داخل أوبن آي ، تنفيذ مهام متعددة الخطوات تتراوح بين التخطيط
اليومي وتنظيم الاجتماعات، إلى إنشاء عروض تقديمية قائمة على تحليل تنافسي، أو حتى
تسوّق إلكتروني محسّن باستخدام أدوات بحث متقدمة. كل ذلك عبر ما يُشبه "حاسوبًا
افتراضيًا" يديره الوكيل الرقمي نيابةً عن المستخدم.
في العرض التوضيحي
الرسمي، استعرضت الشركة كيف يمكن للوكيل الجديد قراءة تقويم المستخدم للعثور على مواعيد
ملائمة، ثم اقتراح مطاعم متاحة في الوقت نفسه، مع إرسال حجوزات تلقائية، وتنظيم المهام
اليومية من خلال واجهة تجمع بين عناصر من أدوات سابقة مثل «Operator» و «Deep Research».
ما يميز هذه الأداة
عن محاولات سابقة هو «قدرتها على التحكم في بيئة رقمية شبيهة بحاسوب حقيقي بالكامل،
وليس فقط التفاعل ضمن متصفح الويب»، مما يفتح الباب أمام وظائف أكثر تعقيدًا وتنوعًا.
ومع ذلك، لا تزال بعض التحديات التقنية قائمة، خصوصًا على مستوى السرعة في تنفيذ الأوامر،
وهو ما يُعد حاليًا محور تركيز الفريق المطوّر الذي يتألف من قرابة 35 خبيرًا.
ومع التوسع في قدرات
الوكيل، لم تُهمل أوبن آي جانب الأمان، فأكدت أن الأداة لا تُنفّذ أي إجراء غير قابل للتراجع، مثل
إرسال رسائل إلكترونية أو إتمام عمليات شراء، دون إذن المستخدم. كما أُضيفت خاصية
"وضع المراقبة" التي توقف عمل الأداة تلقائيًا في حال غيّر المستخدم تبويبه
أثناء تصفحه مواقع مالية، ضمانًا للخصوصية.
وتجدر الإشارة إلى
أن هذه الأداة الجديدة تأتي امتدادًا لتوجهات بدأتها أوبن آي في يناير الماضي مع إطلاق أداة «Operator»، التي كانت بمثابة خطوة أولى نحو وكلاء ذكيين
يمكنهم تصفح الإنترنت وإنجاز مهام محددة تلقائيًا. واليوم، ومع إطلاق ChatGPT Agent، يبدو أن أوبن آي ترسّخ مكانتها في طليعة السباق العالمي لتطوير «وكلاء ذكيين قادرين على
إنجاز المهام اليومية بسلاسة وكفاءة».
في الوقت نفسه، لا
تقف الشركات المنافسة مكتوفة الأيدي؛ إذ تعمل شركات مثل Google وAnthropic وPerplexity
على تطوير أدوات مشابهة، ما يشير إلى أننا أمام «سباق
تكنولوجي محموم نحو أتمتة الحياة الرقمية»، حيث يتراجع دور المستخدم إلى مراقب وموجّه،
بينما تتولى الخوارزميات زمام المبادرة.
ومع بدء طرح ChatGPT Agent للمشتركين في خطط أوبن آي ، يُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة «تحولات
جذرية في مفهوم الإنتاجية الشخصية»، بحيث يصبح الوصول إلى المعلومة، وتنظيم اليوم،
وإنجاز المهام، تجربة تُدار بسلاسة عبر وكلاء ذكيين، قد تتحول مستقبلًا إلى مساعدين
رقميين لا غنى عنهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق