الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الثلاثاء، أكتوبر 21، 2025

ندوة دولية في موضوع : في ضرورة السلام: نحو عدالة انتقالية عالمية.


سيعقد مركز الذاكرة المشتركة من اجل الديمقراطية و لسلم   بتاريخ  16-17 نوفمبر 2025 ندوة الدورة الرابعة عشرة للمهرجان   الدولي للسينما والذاكرة المشتركة-الناضور   تحت شعار في ضرورة السلام: نحو عدالة انتقالية عالمية.

 تمهيد

يشهد العالم اليوم منعطفًا تاريخيًا بالغ الدقة والتعقيد، حيث تتقاطع الأزمات البنيوية مع التحولات الكونية بما يهدد استقرار الدول ويضع الشرعية والديمقراطية على المحك. فالحروب الممتدة، والنزاعات المزمنة، وصعود أنماط جديدة من السلطوية، واتساع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وانتشار التعصّب والتطرّف والعنف والإرهاب، إضافة إلى التحديات العابرة للحدود مثل التهجير القسري والتغيرات المناخية، والعودة المقلقة لخطابات وممارسات ذات سمات فاشية جديدة المتغذّية من التوترات الجيوسياسية وأزمة الثقة في الديمقراطية والاستقطاب الرقمي والإعلامي، كلها تتقاطع مع اتجاه عالمي أوسع من التدهور الديمقراطي وتقييد الحقوق والحريات الأساسية، فتُضعِف قدرة المجتمعات على الصمود وتدفع بها نحو الهشاشة والانقسام.

وأمام هذه التحديات، بات واضحًا أن الحلول الأمنية أو التسويات السياسية الفوقية لم تعد قادرة على إنتاج سلم مستدام ضروري للتنمية وبناء الديمقراطية التي تضمن  حقوق و كرامة الناس، و بناء العيش المشترك الانساني. من هنا تبرز العدالة الانتقالية، باعتبارها منهجية مركبة تتجاوز البعد الإجرائي لمعالجة الماضي، لتؤسس لرؤية سياسية–حقوقية–ثقافية تجعل من المصالحة والاعتراف والذاكرة أساسًا لبناء مستقبل أكثر عدلاً.  

نشأت العدالة الانتقالية كمنهجية لمعالجة إرث الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الدول الخارجة من الصراع أو السلطوية أو حين تنهار سلطة القانون أو بعد الحقب الاستعمارية، من خلال آليات كشف الحقيقة والمساءلة وجبر الضرر والتعويض وإصلاح المؤسسات القانونية والقضائية وأجهزة إنفاذ القانون، لضمان عدم تكرار تجارب الماضي الأليم. وقد أثبتت التجربة التاريخية المتراكمة أن العدالة الانتقالية هي أكثر من مجرد أدوات لمعالجة ما حدث في الماضي؛ بل تُعتبر مشروعًا قيميًا وأفقًا سياسيًا يعيد بناء العلاقة بين الدولة والمجتمع على قاعدة الاعتراف والثقة، ويحوّل الذاكرة الجماعية من سجل للآلام إلى رافعة لصناعة السلام، وتلك أيضًا علاقة مجموعات بشرية ودول ومجتمعات مع بعضها البعض.

لقد أبانت التجارب المقارنة – من جنوب إفريقيا ورواندا ومرورًا بأوروبا الشرقية إلى كولومبيا والأرجنتين والمغرب – أن العدالة الانتقالية ليست وصفة جاهزة، بل هي فسيفساء من المقاربات تتكيف مع الخصوصيات وتلتقي في غاياتها الكبرى. وهي بذلك تُطرح اليوم كمنهجية قابلة للتوسيع خارج حدودها الأصلية، لتصبح أداة في مواجهة الأزمات العابرة للحدود، ومعيارًا لإرساء سلم عالمي يربط بين العدالة والديمقراطية والعيش المشترك.

*    سياق انعقاد الندوة

تنعقد هذه الندوة الدولية في إطار الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور، التي تحمل شعار ذاكرة السلام. ويشكّل هذا السياق الثقافي والإنساني رافعة أساسية لتعزيز النقاش حول العدالة الانتقالية، من خلال الجمع بين الفكر والحقوق والثقافة البصرية، بما يجعل من السينما أداة لتثبيت الذاكرة وإعادة بناء الخيال الجماعي على أسس السلم والمصالحة والمساواة والعدالة والشراكة.

كما تتزامن أشغالها مع تكريم المفكرة والشاعرة سعاد الصباح، التي جسّدت في مسيرتها الفكرية والإبداعية التقاء الكلمة بالشهادة على العصر، والنقد بالالتزام من أجل قضايا المرأة، الحرية، والعدالة وحقوق الإنسان. ويمنح هذا التكريم بعدًا رمزيًا خاصًا للندوة، إذ يربط بين العدالة الانتقالية كمنهجية حقوقية والسياسة الثقافية التي تجعل من الإبداع، وهو من أكبر رهانات مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، أحد أعمدة بناء السلم.

وتفتتح فعاليات هذه الدورة، كما سابقاتها، بتسليم الجائزة الدولية "ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم"، التي تهدف إلى تكريم شخصيات أو مبادرات ساهمت في تعزيز قيم الحرية والكرامة والتعايش، بما يضفي على الندوة بعدًا عمليًا وتجسيديًا للمبادئ التي تنطلق منها.

*    وتهدف الندوة الى:

1.     بلورة رؤية فكرية وحقوقية حول الترابط بين العدالة الانتقالية وصناعة السلام وإدامته ونشر ثقافته والتربية عليها.

2.     تقديم مقاربة مقارنة للتجارب الوطنية واستخلاص الدروس المشتركة.

3.     إبراز دور الذاكرة الجماعية والثقافة والفن، وخاصة السينما، في حفظ التجارب وتحويلها إلى موارد للمصالحة.

4.     إبراز دور النساء كضحايا وصانعات للسلام.

5.     صياغة إعلان دولي للسلام والعدالة الانتقالية كوثيقة رمزية دولية تؤكد أن العدالة الانتقالية شرط لبناء سلم عادل وتنمية مستدامة.

Ø     16 نوفمير 2025:

 09: 30– 10:00 : الجلسة الافتتاحية و الكلمات .

*    10:00 – 11:30:

*    الجلسة الأولى: التجارب الوطنية في العدالة الانتقالية – دروس وعبر بأفق كوني:

*    11:30 – 01:30: تفاعل

  •  

17 نوفمبر 2025

*    الجلسة الثانية:

Ø    10:00 – 11:30  

العدالة الانتقالية كإطار لتوسيع آفاق السلام والعيش المشترك الإنساني.

Ø     11:30 – 01:00 : تفاعل أعضاء لجن التحكيم الأفلام الوثائقية والمخرجين المشاركين

 

Ø    13:00- 14:00 : الجلسة الختامية

-        تقديم   إعلان الناضور للسلام والعدالة الانتقالية.

*    المخرجات المنتظرة

1.     إعلان عالمي للسلام والعدالة الانتقالية: وثيقة دولية رمزية تؤكد أن العدالة و كرامة الناس شرط للسلم المستدام.

2.     التأكيد على أن نجاح التجارب الوطنية في العدالة الانتقالية يشكّل ركيزة لتشييد سلم عالمي قائم على كرامة الإنسان.

3.     إنشاء شبكة دولية للباحثين والخبراء لدعم النقاش وتبادل التجارب.

4.     إطلاق منتدى عالمي   للسلام والعدالة الانتقالية كموعد سنوي للحوار والتراكم الأكاديمي والحقوقي.


0 التعليقات: