الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الثلاثاء، أغسطس 18، 2015

دورالصحافة الحزبية في التحولات الديموقراطية بالمغرب

دورالصحافة الحزبية في التحولات الديموقراطية بالمغرب من مخاض التأسيس إلى قلق الأفول
كتب : عبده حقي
لاأحد يجادل في كون الصحافة بالمغرب مهنة متاعب بكل تأكيد .. إنها تاريخ طويل من الحبروالعرق وحتى الدم .. تاريخ أيضا من المعارك اليومية من أجل الصمود والحضورالإعلامي الوازن والمؤثر في المعادلات والتحولات السياسية ، الثقافية والإجتماعية ... وإذا كانت صحافتنا قد خبرت أنواعا لاتعد ولاتحصى من المتاعب الكبيرة والصغيرة وكل أشكال الصراعات من أجل أن تقول كلمتها الإعلامية بكل مايستدعيه هذا الدورمن إلتزام بأخلاقيات المهنة وشرف ممارستها، فلماذا في المقابل لم تحقق بعد قيمتها كسلطة رابعة على غرارالصحافة الغربية وفي باقي دول المعمور المتقدمة (اليابان ، فرنسا ، بريطانيا ، الولايات المتحدة الأمريكية ودول أمريكا اللاتينية وبشكل نسبي في العالم العربي في مصر ولبنان)
هذا هوالسؤال المحوري الذي تقوم الإجابة عنه على حتمية الحفرالإركيولوجي في جسد الصحافة الورقية بالمغرب منذ ثلاثينات القرن الماضي إلى اليوم .
يؤرخ الدكتورزين العابدين الكتاني في بحثه الموسوم ب (الصحافة المغربية ، نشأتها وتطورها ) الصادرعن منشورات وزارة الأنباء سابقا ــ وزارة الإتصال حاليا) إلى ان ظهورمايشبه الصحافة الورقية ببلادنا كان عبارة عن نشرة عمومية في أواسط القرن الخامس عشرعلى يد الفقيه محمد بن الغازي المكناسي . وقسم الدكتور زين العابدين الكتاني تطورالصحافة بالمغرب إلى أربع فترات تاريخية ، لاتتعلق في العمق بتطورالصحافة على المستوى التقني والمهني والوظيفي وإنما تم تقسيمها من خلال سياقات سياسية أسهمت كثيرا في التحولات التاريخية الهامة في المغرب الحديث وهذه الفترات هي :
ــ صحافة مابين 1820 و1912 وهي الفترة التي تميزت بالتمهيد الأوروبي للإحتلال .
ــ صحافة مابين 1912 و1936 وهي الفترة التي تميزت بتوقيع معاهدة الحماية .
ــ صحافة مابين 1936 و1956 وهي الفترة التي شهدت الإنتفاضات الشعبية للمطالبة بعودة ملك البلاد السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه .
ــ وأخيرا صحافة مابعد الإستقلال . .) نشأة الصحافة في المغرب/محمد بنعزيزموقع ألف بوسط)
لقد عرفت كل هذه الفترات الأربع ظهورصحافة فرنكفونية بهويات مختلفة وأهداف إعلامية ـ سياسية تروم تدجين المجتمع المغربي وطمس هويته على المستوى السياسي والإجتماعي واللغوي والإثني وظهورأيضا البوادرالجنينية الأولى لصحافة مغربية وظفت كل أشكال التعبيرالإعلامية والفكرية والأدبية والدينية من أجل مقاومة الإحتلال ومن أجل الذود عن ثوابت الأمة المغربية التي تقوم على ثالوث الدين الإسلامي والوطن الموحد والملك الشرعي .
عرف المغرب مهنة الصحافة بالمفهوم الحديث للكلمة منذ أواخل القرن التاسع عشر حيث صدرت جرائد ناطقة بالفرنسية بين 1870 و1912 . ظهرت زمنئذ ثلاثة عشر جريدة في طنجة وأربع جرائد في الدارالبيضاء . وكان لموقع طنجة الجيوسياسي دورا هاما في ظهورهذا الكم من الجرائد وأيضا لكونها كانت عاصمة المغرب الديبلوماسية إضافة إلى كونها كانت تتوفرعلى الربط التلغرافي مع مدينة وهران منذ 1901 (المصدرنفسه)
ولعبت هذه الجرائد دورها في التمهيد للتدخل الإستعماري أو مايسمى بالتوغل الهادئ حسب كتاب
 La presse marocaine d’expression française des origines à 1956 Jamaà Baida Faculté des Lettres et des Sciences Humaines Rabat serie Theses N°31  1996  )
حاولت هذه الجرائد إقناع المغاربة بمنافع الحماية الفرنسية ، كما أنشأت بعض المفوضيات في طنجة صحفا ناطقة بالعربية لمخاطبة المغاربة (ص 60) واعتمدت فرنسا على الصحافيين الفرنسيين الجزائريين لاختراق الأوساط التي لاتجيد قراءة اللغة الفرنسية .
وبالرغم من أن الإستعمار الفرنسي قد إستثمركل وسائل الدعاية والبراباغندا من إعلام سمعي (راديو) ومرئي (أفلام ووصلات دعائية وإشهارية) وورقي (جرائد فرنكفونية) لترسيخ أقدامه في التربة المغربية إلا أنه كان يواجه في المقابل صحافة فرنسية معارضة تنتصرلتقاليد الممارسة الديموقراطية والحق في الإختلاف الإيديولوجي والإنتماء قبل كل شيء للقيم الكونية العادلة التي إستقدمها بعض الفرنسيين اليساريين من الميتروبول وبالتالي فقد لجأ المقيم العام إلى إصدار قانون مستلهم من القانون الفرنسي أقل ليبيرالية على مستوى الممارسة الصحفية ومن بين مظاهره :
 1 ) إلزامية طلب التصريح لإصدار جريدة
 2 ) إجبارية وضع ضمانة مالية قدرها 6000 فرنك فرنسي .
خلاصة هذه الفترة أنها إتسمت بصراع المرحلة التي تميزت بالحرب العالمية الأولى وحرب الريف وتتميم إحتلال المغرب من خلال السيطرة على نقط التوتروالتمرد وأخيرا نظرة الجينرال ليوطي للسلطة الرابعة ــ الصحافة ــ كمؤسسة تابعة وهو ماعكسه قانون 1914 . لقد ساهمت كل هذه العوامل في إنعدام جو سياسي ليبيرالي يدعم حرية التعبيرمما ألزم وحتم على الصحف التحرك ضمن الخطوط المرسومة من طرف السلطة السياسية الفرنسية في الحماية.
كان المنع هوالوسيلة الناجعة لدى السلطات الفرنسية لإسكات الصحف اليسارية المعارضة وكمثال على ذلك فقد تم منع 33 جريدة بين عامي 1926 و1927 ، وتمكنت المنابرالإشتراكية من فرض نفسها وهو ما أسهم في تسييس ساكنة الدارالبيضاء وبها صدرت اول جريدة شيوعية باسم LE MAROC ROUGE  عام 1931 . وعندما كانت تحجم السلطات الإستعمارية عن متابعة جريدة معارضة فإنها كانت تكلف بعض الأعيان المتواطئين معها مثل لكلاوي لرفع دعاوى قضائية ضدها .
أسس الشيوعيون بالمغرب جريدتهم العلنية الأولى CLARTE كما طالبوا بالسماح بتوزيع جرائد يسارية فرنسية مثل (لومانيتي) بل طالبوا أيضا بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية لصالح الشعب المغربي . وفي سنة 1938 تأسس الحزب الشيوعي المغربي وأصدر جريدته L’ESPOIR  . (نفس المصدرالسابق)
نشاة الصحافة الوطنية
تعود الفكرة الأولى لتأسيس أول إصدارصحفي مغربي إلى نخبة من الشباب المغاربة الذين كانوا يدرسون في الديارالفرنسية غير أن تعقيد القوانين ونقص التجربة عرقل تنفيذ المشروع ... وقد تدخل شكيب أرسلان لدى اليسار الفرنسي ليديرأول مجلة مغربية شهرية في الخارج تسمى MAGHREB وصدرأول أعدادها في يوليوزسنة 1932 لكنها لم تحقق طموح الوطنيين الشباب لذا سعوا إلى تأسيس جريدة عربية محلية يومية تعبر عن مطالبهم المشروعة في التحرر وقيام دولة مغربية مستقلة .
ومع مرورسنوات النضال والتنظيم والتآم مختلف القوى تحت لواء الحركة الوطنية أسس حزب الإستقلال جريدة العلم سنة 1946 وجريدة فرنكفونيةL’OPINION وكان الراحل عبدالرحيم بوعبيد هومحررها الرئيسي وقد فتح صفحاتها لكتاب فرنسيين لبراليين متعاطفين مع القضية الوطنية .
وأصدر الحزب الشيوعي المغربي أسبوعية ESPOIR كما سبقت الإشارة إلى ذلك وهي الجريدة التي أصدرت بلاغا طالبت فيه بإلغاء معاهدة الحماية التي وقعت سنة 1912 والإقامة العامة ودعا إلى إنتخاب برلمان وتشكيل حكومة مغربية ... وقد أسهم هذا الخط التحريري في تلطيف العلاقة بين الشيوعيين والقصروقد إستقبل السلطان محمد الخامس الزعيم السياسي الراحل علي يعتة يوم 26 غشت 1946 ، كما دأبت جريدة حزبه على تهنئة السلطان بكل عيد ديني بهدف الرد على متهمي الحزب الشيوعي بالإلحاد .( 70سنة على ميلاد حزب التقدم والاشتراكية .. 14 نونبر 1943 - 14 نونبر 2013 )
وللتغلب على معضلة التوزيع أنشاء الوطنيون شركة لتوزيع الصحف للإلتفاف على إحتكارشركة التوزيع الفرنسية التي كان يمتلكها الفرنسي بيير ماص .
ظهرت أيضا في تلك الفترة الإستعمارية صحف نقابية بعد أن تمت مغربة الإتحاد العام للنقابات وتم إصدارجريدة L’action syndical التي بذلت جهودا كبيرة لنشر مقالات بالعربية ، وبعد أحداث كاريال سنطرال في دجنبر1952 منع المقيم العام جريدتي العلم و(ليسبوار) كما حل حزبي الإستقلال والحزب الشيوعي ... لكن بعد عودة المغفور له السلطان محمد الخامس من المنفى عادت الصحافة الحزبية إلى نشاطها التعبوي والنضالي إلى أن تم تحرير البلاد من سطوة الإستعمار الفرنسي .) نشأة الصحافة في المغرب/محمد بنعزيزموقع ألف بوسط)
هذه إذن بإيجاز هي الصورة أو المشهد الكرونولوجي العام الذي يرسم لظهورالبوادر الجنينية الأولى للصحافة الورقية بالمغرب منذ أواخر القرن التاسع عشروالتي مهدت للإستعمارالذي نقل لأهدافه الخاصة الصناعة الصحفية الفرنسية بخبرتها وتجربتها الطويلة والحديثة وبالتالي فإن دخول النخبة السياسية والمثقفة المغربية إلى هذه التجربة الإعلامية كان وعيا منها بدورالصحافة باللغتين العربية والفرنسية في التعبئة والتحررمن ربقة الإستعمار.
إنخرطت الصحافة الحزبية المغربية أيضا ككل أطياف المجتمع المغربي في الشعارالعبقري الذي رفعه السلطان المغفورله محمد الخامس : (من الجهاد الأصغرإلى الجهاد الأكبر) وواكبت هذه الصحافة الأسئلة السياسية الكبرى التي تفجرت غذاة الإستقلال والتي تتعلق أساسا ببناء الدولة المغربية الحديثة التي تقوم على دعامات دستوريحظى بالإجماع الوطني والتوافق بين المؤسسة الملكية والأحزاب السياسية وكل أقطاب الحركة الوطنية .
وما من شك في أن جريدة العلم الغراء قد حاولت إستيعاب هذا التحول التاريخي والإعلامي لكي يتنتقل بخطابها من معركة التحررإلى خطاب إعلامي يرسم ملامح المرحلة القادمة المتعلقة ببناء هياكل الدولة المستقلة وفك الإرتباط بالهيمنة الفرنسية ... دولة ترتكز على مقومات الهوية الإسلامية والعربية والعمق الإفريقي أيضا .
وظلت جريدة العلم الناطقة باسم حزب الإستقلال المنبرالصحفي المتميزالذي إستقطب أبرزالأصوات والأقلام السياسية والفكرية والأدبية المتألقة بإشرف إدارة وطاقم تحريرمنهم من خبرخبايا وأسرارالمعركة الإعلامية ضد المستعمروأسهم كذلك في الإنتقال السلس إلى مغرب المستقبل ومنهم من رأوا النورمع فجرالإستقلال ... عشرات الأسماء الوازنة التي بصمت الخط التحريري لجريدة العلم التي تستحق بكل موضوعية أن تصطف إلى جانب أشهرالصحف العربية السيارة مثل الأهرام المصرية والشرق الوسط وعكاظ السعوديتين والسياسة والقبس الكويتيتين والنهاروالسفيراللبنانيتين ووالصباح والزمان العراقيتين وغيرها من الصحف العربية الرائدة .
ولحساسية الموضوع وتجنبا لذكرأسماء ونسيان أخرى أوذكرأسماء على حساب أخرى يكفي بهذا الصدد أن نذكرإسمين لأعلاميين وأديبين سامقين يشهد لهما رصيد وتاريخ الصحافة المغربية بالفضل الكبيرعلى قيمة وتراكم الصحافة الورقية بل إن الكثيرمن الصحفيين من تدربوا على أيديهما واغترفوا من تجربتيهما ويتعلق الأمربكل من الفقيد عبدالجبار السحيمي رحمه الله صاحب العمود الشهير(بخط اليد) وصاحب المجموعته القصصية اليتيمة والرائعة (الممكن من المستحيل) ونذكرأيضا شيخ الكتاب والصحفيين المغاربة عبدالكريم غلاب شافاه الله وأطال في عمره (حيث شكل عموديه المنتظمين (مع الشعب ) و(حديث الأربعاء) على صفحات جريدة العلم واجهة أساسية للنقاش العمومي ومحركا للعديد من المناظرات الفكرية والمعارك النضالية التي طبعت المشهد السياسي والثقافي طيلة عقود (الدكتورهشام العلوي جريدة الإتحاد الإشتراكي يوم 25 ـ 10 ـ 2012 . )
يقول محمد العربي المساري أحد رفاق درب عبدالكريم غلاب في شهادة دالة وعميقة ( إن عبدالكريم غلاب جسربين الثقافة والأدب وجسربين الثقافة والسياسة ) وفي شهادة أخرى لمحمد بوخزار في مقال صدرله بجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 12 يوليو2004 عقب إستقالة عبدالكريم غلاب وتعليق نشاطاته بالحزب وكذلك التنحي عن مهامه الإعلامية : (ليس من المبالغة القول أن إستقالة غلاب ستلقي بظلالها وستكون لها تداعيات على حزب الإستقلال ويجب النظر إليها كصرخة مثقف بأعلى صوته) . ويضيف في نفس المقال (وسيصعب على الحزب إيجاد من يعوض غلاب في إدارة "العلم" لاسيما إذا تضامن معه أو تبعه رئيس التحريرعبدالجبارالسحيمي حيث يرى هذا الأخير في عبدالكريم غلاب صورة المثقف الملتزم الذي وفق باقتدار في الجمع بين النقيضين حرية الفكر وإكراهات السياسة .
ويسجل تاريخ الصحافة الورقية بالمغرب أن عددا لايحصى من الصحفيين المتألقين حاليا في جل الجرائد الأخرى قد تعلموا في مدرسة العلم العريقة منذ إنطلاقتها خصوصا في جريدة المحررلسان حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي إنشق كما هو معلوم عن الحزب الأم (الإستقلال) لأسباب تتعلق باختلافات ونزاعات وتصدعات بسبب التباين في مقاربة القضايا الكبرى للبلاد في ذلك المنعطف الهام من تاريخ المغرب المستقل .
ظهرأول عدد من جريدة المحررفي إصدارأسبوعي يوم 18 يونيوه 1964 وذلك عقب توقيف جريدة التحريربصفة نهائية في أكتوبر1963 . وتحولت المحررمن جريدة أسبوعية إلى جريدة تصدرمرتين في الأسبوع يومي الثلاثاء والخميس ثم أصبحت جريدة يومية بقرار من الفقيد عبدالرحيم بوعبيد رحمه الله والأستاذ عبدالرحمان اليوسفي شافاه الله وأطال عمره وذلك يوم 10 شتنبر1965 .
تعرضت جريدة المحررللمصادرة والحجز عدة مرات خصوصا خلال أحداث 23 مارس على إثرقراروزيرالتربية الوطنية آنذاك يوسف بلعباس القاضي بمنع الأطفال في سن معين من حقهم في التعليم وكذلك تعرضت للمنع أثناء مؤتمر القمة العربي الثالث ، كما أقامت وزارة الداخلية يوم 26 شتنبر19- ( دعوى ضد جريدة المحرربسبب دفاعها عن المنكوبين بسوق خميس الناقة بناحية آسفي وهناك العديد من الدعاوى الأخرى التي تتعلق بفض ملفات للفساد المالي والإقتصادي والسياسي ... لقد بلغ عدد مرات المنع والحجز15 مرة في شهر واحد هذا فضلا عن تـأخيرصدورالعدد في بعض الأحيان إلى الساعة الثانية أوالثالثة صباحا إلى أن صدرأمر بتوقيفها نهائيا (عبدالرزاق السنوسي معنى جريدة المحررصاحبة السجل الشرفي صدربجريدة الإتحاد الإشتراكي يوم 19 يونيه 2013 )
في 23 نونبر1974 عادت المحرر لتستأنف دورها الإعلامي الطليعي للمرة الرابعة بقراراللجنة التحضيرية للحزب في إطارالإستعداد للمؤتمرالإستثنائي سنة 1975 .
خرجت الجريدة إلى الوجود بالرغم من إنعدام الإمكانيات المادية ، فقامت مجموعة من المناضلين باتخاذ المبادرة بالإعتماد على عمال مطبعة (دارالنشرالمغربية) وبعض المناضلين الإتحاديين الذين عبروا عن إستعدادهم للتطوع لإصدارالمحرروعلى رأسهم شهيد الجريدة عمربنجلون المديرالمسؤول والمرحوم مصطفى القرشاوي رئيس التحرير. وبعد المؤامرة الدنيئة واغتيال مديرالجريدة عمربنجلون تم إسناد إدارتها إلى الأستاذ محمد اليازغي فيما بقي مصطفى القرشاوي في رئاسة التحريرأما مهمة سكرتيرالتحريرفقد أسندت لعبدالله بوهلال.(المصدرنفسه)
إستمرت المحرر في خطها النضالي التقدمي وواصلت وفاءها للمرجعيات والمنطلقات الفكرية والسياسية التي شبت في تربتها منذ تأسيس حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية ، في المقابل إستمرت المضايقات الممنهجة والمختلفة بين منع وحجزورقابة قبلية وتأخيرالإصدار خصوصا ماتعلق بمقالات الأستاذ محمد اليازغي في ركنه الشهير(بصراحة) .
وعلى إثرأحداث 20 يونيه 1980 بالدارالبيضاء تعرضت الجريدة للمنع من الصدور(المرجع جريدة الإتحاد الإشتراكي يوم 23 نونبر2012 )
بعد منع جريدة التحريرسنة 1963 ومنع المحررمن الصدور إبتداءا من 20 يونيه 1981 ومنع العاملين بالجريدة من الولوج إلى المقر، لجأت هيأة التحريرإلى عقد إجتماعاتها بمنزل محمد البريني . كان النقاش هناك لايدور إلا حول مشكلة المنع وحول الأحداث التي وقعت بالدارالبيضاء إثرالإضراب العام الذي دعت إليه نقابة الكونفدرالية الديموقراطية للشغل (ك د ش )
صدرت إذن بعد منع المحررجريدة الإتحاد الإشتراكي ، وبعد الإفراج عن القيادة الحزبية التي كانت معتقلة في قرية ميسوروذلك سنة 1983 وكلف عبدالرحيم بوعبيد محمد البريني بتحمل مسؤولية إدارتها .
أول عدد من جريدة الإتحاد الإشتراكي حمل مقالا هاما لعبدالرحيم بوعبيد على صدرالصفحة الأولى تحت عنوان (الإتحاد الإشتراكي إمتداد المحرر)
هذه هي أسطورة المخاض العسيروتجربة طائرالفينيق جريدة التحريروالمحرروالإتحاد الإشتراكي ، هذا المنبرالذي كان ومايزال منبر من لامنبر لهم من المقهورين من الطبقات الشعبية ... هذا المنبرالذي أكد مع تاريخه النضالي أنه يملك من ضمن مايملك من مقومات صموده واستمراريته آليات التجدد والصبروالنفس الطويل الذي لاحدود له .
حزب مغربي ثالث وهومن أعرق الأحزاب على الإطلاق وأقدمها في الممارسة السياسية منذ أواسط ثلاثينات القرن الماضي ، يتعلق الأمربالحزب الشيوعي الذي أصدرأول جريدة شيوعية سرية تحمل إسم LE MAROC ROUGEسنة 1935 كما تمت الإشارة إلى ذلك سابقا كما أصدر الحزب جريدةESPOIR التي عانت من الرقابة في عهد الإستعماروأصدرالحزب جريدة عربية سرية باسم (حياة الشعب) لكنه لم يتمكن من الحصول على ترخيص لها .
ولم يكن واقع الحزب الشيوعي بعد الإستقلال بأفضل حالا مما كان عليه في تاريخ الحماية إذ ظل دائما يعيش في إطارصورة سياسية غامضة تصفدها العديد من الأقفال وبالرغم من كل ذلك فقد كان علي يعتة يمارس دوره السياسي والصحافي كذلك و(لعله الزعيم السياسي الوحيد الذي إمتهن الصحافة بدءا ومنتهى ولم يكن يضجرعندما يواجه أكوام ضرائب مهنة المتاعب يقول محمد الأشهب في إحدى مقالاته ويضيف سمعت علال الفاسي يجيب بأن علي يعته حاضرمعنا إن لم يكن كرجل سياسة فإنه (كوازطي) نسبة إلى جريدة LA GAZETTE تجري الصحافة والسياسة في دمه كشرايين الحياة )
وتجدرالإشارة إلى أن هذا الحزب قد خضع إلى قدرتغيير إسمه عدة مرات مثله مثل حزب الإتحاد الإشتراكي ثلاث مرات في تاريخه من الحزب الشيوعي المغربي في عهد الحماية إلى حزب التحرروالإشتراكية بعد الإستقلال إلى حدود سنة 1974 حيث حصل على رخصة لممارسة دوره كاملا في الحركية السياسية تحت إسم التقدم والإشتراكية وبجريدة تحمل إسم (البيان) وأخيرا بيان اليوم في تسعينات القرن الماضي .
ومما لاشك فيه أنه لايمكن أن تكتمل أضلاع هذا الإطارالإعلامي الورقي الحزبي دون ذكرجريدة أنوال لسان حزب منظمة العمل الديموقراطي الشعبي سابقا ... ذلك الحزب الذي ولد هو أيضا من نفس رحم المرجعيات النضالية العامة التي أفرزت سواء حزب الإستقلال أوالإتحاد الوطني للقوات الشعبية أوالإتحاد الإشتراكي وحزب التقدم والإشتراكية مادام أن إنتفاضة 23 مارس 1965 كانت هي ملهمة نضالات البداية والمنطلق لحزب المنظمة .
جاءت جريدة أنوال لتشكل ذلك العبورلجيل اليسارلمعانقة قضايا الوطن والإنخراط الصادق والنزيه والنضالي في إطار الحركة التقدمية الوطنية المغربية .
إن تبني جريدة أنوال معركة الصحراء المغربية والدفاع عن الوحدة الترابية الوطنية كان قطعا مع الثورية اللفظية وانخراطا في نسيج الوطنية المغربية وكان تمهيدا لمراجعات جذرية في الفكروالممارسة (محمد المريني جريدة الإتحاد الإشتراكي 14 نونبر2009 )
صدرالعدد الأول من جريدة أنوال يوم 15 نونبر1979 وافتتحت عددها الأول بعنوان دال وعميق (لايكفي أن تكون قضيتنا عادلة) وهي إشارة إلى تطورات ملف الوحدة الترابية هذا فضلا عن رهانها الأساسي وهو النضال من أجل دمقرطة المجتمع والحياة السياسية وإعادة الإعتبارللدورالثقافي في تحديث ذهنية المواطن . (في الذكرى الثلاثين لتأسيس جريدة أنوال محمد المريني نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 14 - 11 – 2009)
لقد إنطلقت جريدة أنوال ضمن طاقم من الشباب الصحفيين المناضلين (والمنطق النضالي كان غالبا على الجانب المادي ) يقول الصحفي وأحد مؤسسي الجريدة طالع سعود الأطلسي ويضيف (كنا كصحفيين في الجريدة ومسؤولين من جهة أخرى وكنا نعرف أن الجريدة ليست لديها أية مداخيل مثلا وهذا ليس سرا .. جريدة أنوال تأسست برأسمال قيمته 6000 درهم جاءت آنذاك عن طريق رفاقنا في باريس وكان مقروعنوان الجريدة هو منزل المدير محمد عواد .
ويعود سبب إسم الجريدة ب(أنوال) إلى إقتراح المجاهد محمد بنسعيد آيت إدروأنوال تعني الخيمة بالأمازيغية وتعني أيضا معركة وطنية برهنت عن كفاءة وجرأة المقاتلين .. كان هذا الإختيارفي إطار إجتماع لزمرة من الرفاق المنفيين في فرنسا في شهرشتنبرمن سنة 1978 وجمع كلا من محمد بنسعيد آيت إدر ولحبيب الطالب ومحمد المريني ومصطفى مسداد .
عانقت جريدة أنوال قضايا الشعب المغربي السياسية والإقتصادية والإجتماعية ومثلها مثل الجرائد التقدمية اليسارية ذاقت كذلك طعم المنع والحجز والحظر.
كان إقتناء أوحمل هذه الجرائد اليسارية الإشتراكية والديموقراطية يعد شبهة وتهمة جاهزة باعتناق الفكرالثوري المغضوب عليه من طرف النظام والقوى اليمينية ... وكم تمت جرجرة العديد من المواطنين المنتمين أو حتى المتعاطفين مع توجهات اليساروإعلامه الأحمروسيقوا إلى مكاتب التحقيق الأمني في العهد الأوفقيري والعهد البصري لسبب وحيد هو إقتناؤهم لجرائد المحررأوالإتحاد الإشتراكي أوالبيان أوأنوال ، مما يجعلهم تحت المراقبة والترصد اليومي هذا ناهيك إذا ماتم ضبط جرائد سرية يوزعها المناضلون أويتبادلونها يدا بيد بينهم فإن أسوأ الأقدار الهيتشكوكية هي مايمكن أن نتوقعون لمصيرهم من تعذيب واختفاء قسري ..إلخ
كان إذن على جريدة أنوال أن تلقى نفس المصير الذي لقيته أخواتها في النضال جريدة المحرروالبيان وإن بفبركة سيناريوهات مختلفة لكل واحدة منها ...
فخلال الإستفتاء على دستور1996 حيث صوتت أحزاب الكتلة الديموقراطية لصالحه (الإستقلال ـ الإتحاد الإشتراكي ـ التقدم والإشتراكية) بقيت منظمة العمل الديموقراطي الشعبي وفية لخطها النضالي الذي تبنته منذ خروجها إلى العمل السياسي العلني سنة 1983 مطالبة بديموقراطية كاملة وليست على جرعات وعلى مقاس المرحلة ...
صارت المنظمة برأسين أحدها ينتصرللوفاء لمرجعيات اليسارالمعارضة للسياسة العامة للبلاد والآخر ينتصر من جهته لفكرة الإنخراط في المسلسل الديموقراطي التي دشنته البلاد منذ مطلع التسعينات بعد الإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين وتأسيس المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان ومفاوضات أقطاب الكتلة الديموقراطية مع الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله وما إلى ذلك من التغييرات السياسية والحقوقية والإعلامية التي كانت تؤشرعلى دخول البلاد في عهد الإنفتاح الديموقراطي وتكريس الحريات كما هو متعارف عليها عالميا .
حدث إذن الإنشقاق داخل حزب منظمة العمل الديموقراطي الشعبي وتم تأسيس الحزب الإشتراكي الديموقراطي PSD بعد ندوة أوطيل حسان وبقي من بقي من المنضلين مع منظمة العمل الديموقراطي الشعبي وانفجر على إثرذلك نزاع قانوني حول جريدة أنوال وحول من يحق له في الفريقين من الإخوة الأعداء الإشراف الإداري والإعلامي والسياسي على الجريدة ... أخيرا تم توقيف الجريدة وقام كل فريق بتدبيرأزمته الإعلامية الصحفية حيث لجأت منظمة العمل الديموقراطي الشعبي إلى إستعارة حقوق النشر لجريدة (الأنوار) الجهوية التي كانت توزع في شمال المملكة من مدينة تطوان ، بإدارة الرفيق أحمد الخمسي ثم تم فيما بعد إصدار جريدة تسمى المنظمة أصبحت هي لسان حزب منظمة العمل الديموقراطي الشعبي حيث نقلت مقرها من الرباط إلى مدينة الدارالبيضاء وهي معززة بفريق من الصحفيين الشباب الذين آثروا التضحية في منبرهم الصامد مهما كانت تكلفة الإستمرارية مع مواقف رفاق أمين الحزب محمد بنسعيد آيت إدر... في المقابل قام الحزب الإشتراكي الديموقراطي PSD بإطلاق جريدتهم التي ضمت إليها خيرة الصحفيين والمفكرين والأدباء أمثال سعود الأطلسي وعبدالله ساعف وبديعة الراضي ومحمد عواد ومصطفى مسداد ومحمد رفيقي وغيرهم.
ذلك إذن هو الماضي الأسود والأحمرلتاريخ الإعلام الورقي بالمغرب ومن دون شك أن هذه الصورة لاتختلف عن مثيلاتها في الوطن العربي بل في باقي مايسمى بالدول العالمثالثية التي أقامت هياكل أنظمتها على ديكتاتورية استالينية لاتؤمن سوى بالنفي والمنع وتمكيم الإعلام النزيه والمناضل الذي يعارك من أجل الحق في العيش بكرامة تطبيقا لقوله عز وجل (ولقد كرمنا بني آدم)
الإعلام الحزبي تحت ظل الزعيم
وبالرغم من مرورعقود وعقود على تجربة الإعلام الورقي بالمملكة فإنها لم تتخلص من ظل الزعيم الحزبي وهيمنة صقور الحزب ما يزال يرخي بظلاله على إدارة جل الجرائد الحزبية اليمينية واليسارية والوسطية ، ماديا ومعنويا وإعلاميا ، وماتزالت الخطوط العريضة في التوجهات المرجعية وأحيانا المزاجية للزعيم هي البداية والنهاية وبالتالي صارت جل الجرائد الحزبية مثل حيطان وجدران للملصقات الإنتخابات المحلية والبرلمانية ، حيث يرتفع إيقاع ضرب دفوف الحملات عبرمقالات سياسية وعبربسط وتشريح للبرامج والشعارات الإنتخابية..إلخ
الجريدة الحزبية هي لسان حزب ما ورمزه الإنتمائي وتاريخه الإيديولوجي ما يعني أنها بهويتها هاته تحدد نخبة قرائها في دائرة قد تضيق أو تتسع حسب قناعات المنتمين للحزب والمتعاطفين معه والقراء المهتمين بالشأن السياسي بشكل عام مما يضفي عليها لبوس الشعبية أي باعتبارها لسان الشعب والطبقات المقهورة فيه لكن لو تمحصنا وتفحصنا الواقع الإعلامي الحزبي فالإشكالية أكبرمن هذه الصورة النمطية إذ أن هذه القاعدة الشعبية تعاني أساسا من أميات وليس من أمية واحدة فالأمية في هذا المستوى تعليمية وسياسية وثقافية مما أدى في العقدين الأخيرين إلى إنحسار مضاعف للصحافة الحزبية والمعارضة بشكل خاص ... إنحسار في الماضي إذ كانت هذه الصحافة صوتا ومنبرا لنخبة سياسية ومثقفة وعالمة بالأساس وانحسار في الحاضر بسبب التطورالهائل في عالم تكنولوجيا المعلومات والإتصال وانفجارالإنترنت وقبل هذا وذاك دخول الصحافة الورقية المستقلة على الخط بين الصحافة الحزبية وبين المواطن والقارئ المفترض.
فهل مضى العهد المزدهر للصحافة الحزبية المغربية التي راكمت تجربة إعلامية ونضالية منذ أواسط الخمسينات من القرن الماضي إلى أواسط التسعينات منه ... وهي الفترة التي شهدت أشرس صراعات الحرب الباردة والمناوشات والتحرشات السياسية بين المعسكرين الشرقي والغربي الذي إنتهى بسقوط جداربرلين ودخول العالم في ماسمي بالنظام العالمي الجديد الذي تميز بتفكك المعسكر الشرقي وبدخوله في عصرالقطبية الواحدة والنزوع إلى إنبعاث الأطماع الإقتصادية الإمبريالية بشكل متوحش أكثرمن ذي قبل دون مراعات لمصالح الدول الصغيرة الحليفة كما كان الأمرإبان الحرب الباردة ...
لقد مضى عهد صحافة النظريات والطروحات السياسية والتنظيرية الدسمة التي كانت تغطي صفحات الجرائد الحزبية اليسارية (الإتحاد الإشتراكي والبيان وأنوال ) والتي كان يكتبها كبارالمفكرين والفلاسفة والسياسيين والجامعيين المغاربة الذين كانوا لايفرقون بين مهامهم في مدرجات الجامعات وحلقاتها الفكرية وبين دورهم التاريخي في الإرتقاء بالوعي السياسي والإديولوجي الجماهيري للحزب وتصريفها على صفحات الجريدة .
ويبقى السؤال المحوري والقلق ماهو مستقبل هذه الصحافة الورقية الحزبية في ظل هذه الصورة القاتمة لواقعها الغامض في العشرية الأخيرة وهي تقاوم على عدة جبهات ومعارك منها ماهو إعلامي محض ومنها ماهو سياسي ومنها ما هو مقاولاتي ومنها ماهو تكنولوجي ورقمي في نفس الآن .
فعلى المستوى الإعلامي فبعد أن ظلت الجريدة هي المصدر الوحيد للخبر طيلة نصف قرن لدى المواطن المتعلم فإن المعلومة والخبرقد صارا أقرب إليه من ظله . وعلى المستوى السياسي فإن الإحباط الشعبي العارم الذي جاء بعد تجربة التناوب السياسي والتطلعات والآمال المؤجلة التي علقتها الجماهير الكادحة منذ الإستقلال إلى أواخرالتسعينات قد أثر بشكل كبيرعلى كاريزما أحزاب الكتلة الديموقراطية واليسارية منها بشكل خاص مما أدى بالتالي إلى تبخيس أدوارها التاريخية وأثر في تدهور إعلامها الورقي كذلك... أما على المستوى التكنولوجي فإن إنتشار الإنترنت ثم من بعده مختلف الأسانيد الرقمية وتعميم مصادر المعلومة على شبكات التواصل الإجتماعي ورسائل المايل والمواقع الإلكترونية الإخبارية والمنتديات وغيرها كلها تحولات في الوسائط التي باتت تؤشر شئنا هذا أم أبينا على بوادر أفول عصر الورق وانعطاف عمليات التلقي إلى عالم النشر الإلكتروني وحوامله الذكية من هواتف وآيباد وحواسب والبقية آتية لاريب فيها مع التطور الجنوني الذي يشهده هذا المجال كل يوم أجل كل يوم مما يحتم على الإعلام الورقي الحزبي أن يبلور سياسة إعلامية تواكب مستجدات التكنولوجيا واستثمار تقنياتها لصالح إعلامه كما لدعايته الحزبية وأن يجعل أيضا إعلامه يقوم على التكوين المستمر لكل الصحفيين المناضلين الذي راكموا تجربة صحفية رائدة ومشهود لها على المستوى الوطني والعربي .
في ظل هذا الواقع المرير.. الواقع الذي لايرتفع لتراجع مبيعات الصحافة الورقية الحزبية بشكل مهول ومؤلم كذلك ينهض السؤال الحتمي وهو هل ظهور الصحافة المستقلة جاء بسبب الإنفتاح الإعلامي والديموقراطي الذي عرفه المغرب منذ بداية التسعينات وبعد المناظرة الوطنية للإعلام والتواصل التي إنعقدت سنة 1993 أم جاء هذا الإعلام المستقل فقط للإنقضاض على الساحة الإعلامية الحزبية بعد التراجع الذي شهدته بسبب فشل تجربة التناوب السياسي في الوفاء بالوعود التي رفعتها شعارات الأحزاب التقدمية على مدى خمسة عقود من النضال والصراع مع المخزن أم أن ظهورالصحافة المستقلة هو تحول في عقلية الفاعلين الإقتصاديين التي إتجهت إلى الإستثمارفي هذا القطاع الواعد بعد أن شرعت أبواب دمقرطة الخبروالمعلومة أم أخيرا أن آفاق المرحلة التي تلت تجربة التناوب ودخول المغرب في عهد ملك شاب وطموح كانت تتطلب الإنتقال أيضا من إعلام حزبي يعاني من محدودية الخطاب ونمطيته إلى إعلام مستقل يصنع قاعدته القرائية الشعبية عن طريق ترويج المعلومة المتلبسة بألوان النميمة السياسية وأخبارالإشاعة والنبش في أسرار ملفات الفساد السياسي والإقتصادي والإجتماعي ليس بهدف نضالي محض كما هو الحال في الإعلام الحزبي وإنما بهدف الرفع من أرقام المبيعات التي تجاوزت في بعض عمليات السحب عشرات الآلاف من الصحف الحزبية ولعل أن تجربة عمود (شوف تشوف) للصحفي والشاعر رشيد نيني الذي إشتغل في بداية تجربته الإعلامية في جريدة العلم أوائل التسعينات ثم إنتقل بعد فشل مغامرته في الهجرة السرية إلى جريدة الصباح حيث على صفحتها الأخيرة دشن عموده الشهير(شوف تشوف) الذي رفع من قيمة الجريدة في البورصة الإعلامية مما شجع رشيد نيني وأوحى له إن لم نقل أغراه بالتفرد بتجربته هاته وشجعه على إطلاق جريدة المساء سنة 2008 ثم جريدة الأخبار بعد خروجه من السجن . وأعتقد أن عمود (شوف تشوف) سيبقى ماركة صحفية مسجلة رائجة للإستهلاك في الأوساط الشعبية التي تبحث عن النميمة السياسية المتلفعة في ثنايا لغة دارجة سفلى إن لم نقل سوقية ليس بالمعنى القدحي طبعا ، أسهمت كثيرا في إضفاء جبة الشعبية على الجريدة ككل (الصباح والمساء وأخيرا الأخبار) التي صارت صفحتها الأخيرة هي أول صفحة يطالعها القارئ قبل الصفحة الأولى الحقيقية .
تعود الإرهاصات الأولى للصحافة المستقلة بالمغرب إلى أواسط الثمانينات في ما أعتقد وخصوصا بعد إلحاق وزارة الإعلام بوزارة الداخلية في عهد إدريس البصري مما أدى إلى تشويه المشهد الصحفي الورقي وقتئذ وتشجيع أشباه الصحفيين إلى إغراق السوق بعشرات الجرائد التي كانت تنعتها الصحافة اليسارية بصحف الرصيف أو الصحافة الصفراء التي وإن كانت تختلف في العناوين فإنها لم تختلف لافي الشكل ولا في المضامين والنوايا المبيتة التي تروم في البداية والنهاية تحوير الرأي العام عن القضايا والأسئلة الديموقراطية الأساسية وتوجيه إهتمامه إلى ترسيخ ثقافة النميمة المجانية والإشاعة الملفقة من أجل ملء فراغ الإحباط السياسي ودخول البلاد في مسلسل التقشف والتقويم الهيكلي، ومما يدل على ذلك أن ثلث صفحات هذه الجرائد إذا لم يكن نصفها كانت مملوءة بالعشرات من شبكات الكلمات المتقاطعة وخرائط متاهات التسلية وغيرها من مقالب الإعلام التدجيني الرخيص الذي إستطاع على كل حال الإلتفاف على إنشغالات المواطن الأساسية التي تتعلق بالمطالب اليومية من شغل وصحة وتمدرس وسكن لائق ..إلخ
غيرأن التاريخ وحقيقته كانا كفيلين بإنهاء هذه اللعبة الإعلامية الطارئة والعابرة التي لم يتعد عمرها سوى بضع سنوات أي منذ أواسط الثمانينات إلى بداية التسعينات حيث تم تنظيم المناظرة الوطنية للإعلام والتواصل سنة 1993 التي شكلت وقفة تأمل ومراجعة لواقع ومستقل الإعلام ببلادنا والبحث عن الحلول القمينة للمصالحته مع المواطن .
ومنذ أواخرالتسعينات ظهرت عناوين لجرائد مستقلة أسبوعية على الخصوص عربية وفرنكفونية ثم تلتها فيما بعد بعض الجرائد اليومية لعل أهم عناوينها في تلك المرحلة جريدة الأحداث المغربية التي اعتمدت إستراتيجية إعلامية ما كانت لتحقق ذلك الإنتشار الواسع وتلك الأرقام المدهشة من السحب لولا بعض من دهاء وخبرة مديرها محمد البريني الذي خبرأسرار الصحافة الحزبية ضمن طاقم جريدة الإتحاد الإشتراكي قبل أن يستقيل منها ، واطلع على مكامن القوة والضعف في الممارسة الصحفية الورقية بشكل عام وبالتالي إستطاع تحديد الطريق السيار الصحيح والبراغماتي والسرعة القصوى لاستقطاب القراء خصوصا أن الشريحة الواسعة من الشباب الذين خصص لهم مساحات واسعة للإفضاء بمكبوتاتهم الجنسية وهمومهم الإجتماعية والنفسية على صفحة (من القلب إلى القلب)..إلخ كما اعتمد استراتيجية غيرمسبوقة في الإعلام الورقي إرتكزت على توظيف طاقم من الصحفيين الشباب خريجي المعهد العالي للإعلام والإتصال وخريجي الجامعات الذين بدأوا يشتغلون بضوابط العمل في المقاولة ومنطقها القائم على عنصري الربح والخسارة كيفما كانت قيمة المادة الإعلامية المعروضة كسلعة يستهلكها القارئ الذي بات يبحث عن خطاب إعلامي مختلف بعيد عن الخطاب الحزبي النمطي ... هذا من جهة ومن جهة أخرى لايمكن إغفال السياق التاريخي الذي تزامن وإطلاق هذه الجرائد المستقلة (الأسبوع الصحفي والسياسي والصحيفة والأيام والأحداث المغربية والصباح ومغرب اليوم والناس والحدث ثم في مرحلة مـتاخرة جرائد المساء والجريدة الأولى وأخباراليوم والأخبار والنهارالمغربية والوطن الآن والمشعل .. إلخ وكلها جرائد قد أفرزها سياق تاريخي مغربي إتسم بداية بتدشين البلاد لعهد جديد تحت قيادة ملك شاب وطموح ، كما اتسم أيضا بتعبئة كل مكونات المجتمع السياسية والثقافية والإعلامية لإنجاح تجربة الإنتقال السياسي والديموقراطي السلس للبلاد.
لكن بالرغم من كل هذا التحول البارز في الإعلام الصحفي الورقي الذي أحدثه ظهورالصحف المستقلة وتأثيرها في علاقة القارئ المغربي بالمادة الإعلامية الحزبية التي ترسخت في عادات تعاطفه النضالي مع سنده المفضل فإن سؤال البدايات لهذه الصحافة المستقلة مازالت تقرع أجراسه كل مطلع فجر والسؤال هو: هل هناك صحافة مستقلة في المغرب بل في العالم العربي بأجمعه ؟ وإذا كانت مستقلة بالفعل فهي مستقلة عمن أو عن ماذا ؟ وهل هي صحافة محايدة تشتغل بهاجس واحد هو البحث عن المعلومة الطاجزة والخبر اليقين تحت الشعار الدائم ( الخبرمقدس والتعليق حر)
قد تبدوهذه الأسئلة وغيرها متجاوزة مادام أن تمويل هذه الصحافة (المستقلة) يبقى هوالسؤال اللغز والسؤال المعلق إلى حين أن يعري التاريخ عن أسرار الصحافة المغربية برمتها في المستقبل ... فالزمن وقوانينه الغريبة كفيل بالكشف عن حقائق كواليس هذه الصحافة المستقلة .
يقول الصحفي نورالدين مفتاح مديرجريدة الأيام الأسبوعية المستقلة في حوارمع أحد المواقع الإلكترونية :
(الإستقلالية تفرض أن تكون الصحيفة خاضعة للسلطة التحريرية أوتحترم القواعد المهنية والقواعد ذات الصلة بأخلاقيات المهنة التي تتعلق بكرامة الآخرين وحماية القاصرين والحياة الشخصية بل تتعلق بالتفريق بين ماهوتجاري محض وماهوتحريري مهني والعمل على عدم إخفاء الحقائق عن قصد في خدمة "لوبي" معين بتزويرالحقائق واستغفال القارئ )
أجل إن رأي مدير جريدة الأيام لن يختلف كثيرا عن باقي المدراء والصحفيين في الجرائد المستقلة الأخرى ، فبعيدا عن لعبة النعامة فالإستقلالية تعني أولا وأخيرا الإستقلالية عن الأحزاب وليس عن لوبيات أومصادرالتمويل والجهات الداعمة ماليا (الشركة المؤسسة للجريدة ) وإعلانيا (تمكينها من الضخ الإشهاري) وإعلاميا (تسهيل وصولها إلى المعلومة) مما جعل هذه الصحافة المستقلة تحظى بالسبق الصحفي والقدرة بالتالي على الإستحواذ على ذهنية وعادات القراءة الصحفية اليومية حيث يقتات القارئ في الغالب على إعلام النميمة في مختلف مستوياتها وعلى الصراعات ومسرحيات الحروب بين زعماء الأحزاب وقفشاتهم التي وصلت إلى حد التراشق بالكلام السوقي والهابط والرديئ الذي لايليق بممثلي الشعب والنبش كذلك في الأسرارالحميمية للشخصيات الحزبية المقلقة وأحيانا اللجوء إلى الضرب من تحت الحزام بدافع الإبتزاز مما جعل القارئ العادي يتوهم بأن هذه الصحافة المستقلة بعناوينها العريضة التي تتزيى بلون المعارضة قد تمكنت بمهنيتها الخاصة من سحب البساط من تحت الأقدام الراسخة لجرائد المعارضة الحزبية التي تتوفر في أرشيفها على ذخائر لاتحسد عليها في صراعها ومعارضتها للمخزن ولعل مازكى أيضا هذا التحول في المشهد الإعلامي الورقي المستقل برمته وأصبغ عليه دورالصحافة المعارضة هو مسلسل شد الحبل بين هذه الجرائد والمخزن أوالسلطة أحيانا والتي إنتهت بالمضايقات وبالتهديد أوبالإعتداءات الجسدية أوبإغلاق الجريدة وأحيانا بالمحاكمات التي تعرض بعض الصحفيين لعل أشهرها محاكمة رشيد نيني وعلي أنوزلا وتوفيق بوعشرين ومصطفى العلوي وإدريس شحتان وغيرهم وبالتالي فإن تفجيرهذه المحاكمات قد جعل من هذه الصحافة المستقلة تركب موجة المعارضة في نظرالقارئ العادي البسيط مادام أن تاريخ الصحافة المغربية قد رسخ في ذهنه أحداث لإعتقالات تعرض لها الكثيرمن الصحفيين الحزبيين . وهكذا بدت جرائد الصحافة الحزبية كما لو أنها فقدت وهجها النضالي وكأنها أيضا قد خرجت من منطق الصراع التاريخي وباتت تلعب دورالمتفرج إلى جانب الشعب أكثر منها صحافة ولدت أساسا لدورالمدافع عن مطالب الطبقات الكادحة . ولقد كان لهذا الوضع الإعلامي المستجد إن لم نقل هذه الصورة المقلوبة تأثير سلبي على الصحافة الحزبية حيث تضاعف تدهور مبيعاتها لثلاثة أسباب هي :
ــ الشعورالعام بخيبة وفشل تجربة التناوب في الأوساط الشعبية .
ــ دخول الصحافة المستقلة على خط الخطاب الإعلامي المعارض .
ــ وهذا هوالأهم صعود نجم إعلام جديد والأمر يتعلق بالمواقع الإلكترونية الإخبارية ومختلف أسانيد الإعلام الجديد ومواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك وتويترولينكد ومحطات إذاعية خاصة التي فتحت خطوطها الهاتفية وبرامجها الإجتماعية للمواطن ليتحدث بكل حرية عن همومه اليومية ومشاكله الحميمية وحتى طابوهاته الجنسية الخاصة .
لقد عرف المشهد الإعلامي المغربي تحولا تاريخيا غير مسبوق في الوطن العربي ، فبعد الإنفتاح الديموقراطي منذ بداية التسعينات وظهور الجرائد المستقلة إكتسحت ظاهرة إعلامية جديدة زعزعت وخلخلت من جانبها المشهد برمته .. إنها ظاهرة إطلاق المواقع الإخبارية الإلكترونية التي قدمت سندا إعلاميا متميزا ومتعددا تتنوع وحداته بين روابط تشعبية وصور متحركة وفيديوهات وملفات صوتية وشرائط لعناوين متحركة وفلاشات إعلانية وكذلك وهذا هو أهم شيء إمكانية تعليقات القراء والإبداء بآرائهم في المادة الإعلامية المعروضة والتفاعل معها سواء بالأسماء الحقيقية أوبالأسماء المستعارة ... مما أضفى على المادة الخبرية الإلكترونية دينامية ومتعة تفاعلية لاتتوفر على الصفحات الورقية التقليدية الجامدة ... وهو ما حفز العديد من الصحفيين الورقيين وخصوصا الشباب منهم الذين قاموا بإنشاء مواقع إلكترونية إخبارية خصوصا بعد نجاح موقع المنارة ثم موقع هسبريس الذي تم إنشاؤه سنة 2007 .ويكفي أن نذكربهذا الصدد مواقع لكم الذي تعرض للمنع وموقع كود وفبرايركوم وهيببريس وكيفاش وغيرها .
فقبل عشرسنوات ظهرت ثقافة إعلامية جديدة تتعلق بمصادرالخبرالمرتبط بالمواقع الإلكترونية والتي باتت تتناسل بشكل خطير بلغت إلى حدود هذه اللحظة زهاء 500 موقع إلكتروني عرفت إنفجارها على الخصوص إبان مايسمى بالربيع العربي وسقوط أعتى الأنظمة الديكتاتورية إذ أصبح البحث عن الحدث (الصادم CHOC ) ونشره الفوري على الإنترنت من خلال أسانيد النشرالجديدة (يوتوب ، صور، فلاشات إخبارية ..إلخ) وبالتالي فتهاطل هذه الأخبار تباعا وعلى مدار الساعة وضع الصحافة الورقية الحزبية والمستقلة في أزمة السبق الصحفي مقارنة مع المواقع الإلكترونية التي تتجدد صفحاتها الرئيسية الإخبارية على مدارالساعة ، فلم يعد القارئ ينتظرشركات التوزيع ويترقب إفتتاح الأكشاك بل أصبحت المعلومة أوالخبر الورقي في نظره مادة فاقدة للصلاحية التاريخية (بيريمي) مادام أنه قد إستهلك نفس المادة الخبرية المستعجلة في موقع إلكتروني إخباري قبل أن تأتيه الجريدة الورقية بها بعد ساعات وساعات ...
ولقد حتم هذا الواقع الطارئ كما الوعي بضرورة الإنخراط في عصرتكنولوجيا المعلومات والإتصال حتم على كل الجرائد الورقية مواكبة هذا التحول الجبري وليس الإختياري وبالتالي كان الإهتمام بإنشاء نسخها الإلكترونية حتمية وحقيقة لايمكن التنصل منها والإستمرار في العمل بقدسية ورمزية النشر الورقي خصوصا أن العديد من الصحف العالمية والعربية السيارة والمشهورة مثل لوموند والواشنطون بوست ونيوزويك والتايمز والشرق الأوسط والحياة وغيرها قد سبقت إلى إطلاق نسخها الإلكترونية منذ سنوات عديدة وعملت على تكييف مهامها ودورها الإعلامي وفق السند الإلكتروني الجديد فقد كانت لاتحين صفحاتها الإلكترونية إلا بعد الواحدة زوالا أي بعد أن تكون النسخ الورقية في السوق قد بيعت بعض أعدادها وتم سحب مرجوعاتها من العرض .
خاتمة
بعد هذا السفر المتعب في تضاريس مهنة المتاعب نعود إلى سؤال البدء : هل يمكن أن نتحدث في المغرب عن سلطة رابعة حقيقية بالمفهوم والعمق والدلالة لهذا التوصيف على غرار ما رسخته تقاليد وثقافة الإعلام الورقي في الغرب حيث يمكن لمقال موضب بعناية ومن حفنة كلمات معدودة أن يسقط حكومة ويسرع بانتخابات سابقة لأوانها أو يجر مؤسسة ما إلى المحاكمة وغير هذه من السيناريوهات المشهورة على الصعيد العالمي والأمثلة الحية التي وقعت في البلدان الديموقراطية حيث الإعلام فاعل أساسي في الحركية والممارسة الديموقراطية لاتختلف سلطته عن السلط الأخرى ...
أعتقد أننا لسنا في حاجة إلى الإجابة عن هذا السؤال مادام أن الصحافة في بلادنا قادرة أحيانا بكل تأكيد على مشاكسة بعض الخطوط الحمراء ونقد بعض القرارات السياسية وفضح بعض بؤر الفساد بكل جرأة لم نعهدها من قبل عشر سنوات تقريبا لكنها في المقابل هل هي قادرة على ممارسة سلطتها باستقلالية عن سلطة المال
الصحافـة المستقلـة ورهانـات
التحـول الديمقراطـي بالمغـرب
09h45mn: الجلسة الافتتاحيـة:
كلمة رئيس المنتدى -فرع مكناس-
كلمة رئيس المنتدى -مركز الرباط-
الجلســة الأولــى:
محور الجلسة: الإطار السياسي والتنظيمي للصحافة المستقلة بالمغرب.
تسيير الجلسة: ذ. محمد العمراني.
10h00mn: ذ. عبد اللـه ساعـف.
كلمـة فـي موضـوع النـدوة
10h20mn: ذ. علـي كريمـي.
"الشرط السياسي الذي من خلاله تطورت قوانين الإعلام المستقل بالمغرب".
10h40mn: ذ. خالـد الغالـي.
"الوضعية القانونية لعمل الصحافة المستقلة بالمغرب".
11h00mn: مناقشة محور الجلسة الأولى.
11h30mn: اســـتـــراحــــة حـفــل شــاي (20mn).
الجلــسـة الثـانيـة:
محور الجلسة: "واقع وإكراهات الصحافة المستقلة بالمغرب".
تسيير الجلسة: ذ. عز الديـن النملـي.
11h50mn: ذ. مريـة مكريـم.
"الصحافة المستقلة... الألغام والمحاذير".
12h10mn: ذ. فـوزي الرحيـوي.
"الصحافة المستقلة بالمغرب بين الورقي والإلكتروني".
12h30mn: ذ. عبـدو حقـي.
"دورة الصحافة في التحولات الديمقراطية بالمغرب".
12h50mn: ذ. عبـد المالـك القدوسـي.
"الرقابة الذاتية في الصحافة المستقلة مبرراتها وميكانيزماتها".
13h10mn: مناقشة محور الجلسة الثانيـة.
13h40mn: نـــهـــايــــــــة الـــنـــــدوة.

0 التعليقات: