حوارمع الكاتب عبده حقي لجريدة الزمان :حاوره عبدالحق بن رحمون
1 – كيف تنظرون اليوم إلى الكتابة الرقمية من خلال المجلة ؟
بداية شكرا لصحيفة الزمان اللندنية على هذه النافذة الإعلامية العربية والعالمية كي تشرف عبرها مجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة على القراء في المغرب وخارجه وقد مرعام على إطلاق هذا المشروع الثقافي الإعلامي الإلكتروني الذي حقق حضوره الوازن والمتواضع في المشهد الثقافي المغربي والعربي
والسؤال الأساسي قبل أن نهم بإطفاء شمعتنا الأولى يوم الخامس من شهرشتنبرالمقبل هوهل تحقق الرهان وأجيب بكل جرأة وشجاعة : لا .. لا .. لم نحقق كل الرهان ولكن أحرزنا الكثيرمن المكاسب وأهمها أصوات كتاب الإنترنت المغاربة الذين آزروا وآمنوا بجدوى والحاجة إلى كذا مشروع منذ الإعلان عنه في مختلف وسائل الإعلام وأخص بالذكرالزملاء الصحفيين عبدالعزيزبنعبو وسعيدة شريف وعمرالفاتحي وغالية خوجة وناديا السالمي .
وأعتقد أننا قد أسهمنا إلى حد ما في جعل العديد من الكتاب المغاربة يستأنسون أو ينظرون إلى المنابرالإلكترونية عموما بنفس الدرجة من الأهمية التي يولونها للمنابرالورقية والمقام هنا لايسع لكي أسرد عناوين بعض المواد الثقافية والفكرية والأدبية التي صدرت على صفحات مجلتنا الإلكترونية قبل أن تنشرفي ملحق ثقافي وطني أوعربي وهناك أسماء بعض الصحفيين الزملاء الأعضاء في هيأة التحرير والذين يشتغلون في نفس الوقت في منابرهم الصحفية الورقية ، إذن لقد كسرنا الجدارالرابع بين السندين وتوفقنا خلال سنة واحدة فقط من خلق هذا الجسركي يعبره المثقفون من هنا إلى هناك أي من عصر الورق إلى عصرالرقمية والعكس صحيح .
2- كيف جاءتكم مبادرة إنشاء هذا الموقع ؟
بداية لنسميها (مجلة إلكترونية) وليس موقعا ، لماذا ؟ لأن منبرنا يقوم على نفس دعامات ومقومات النشرالخاصة بالمجلات الإلكترونية eMAGAZINE بكل ما تنهض عليه من فريق تحريروتبويبات ومواد مختلفة وأعمدة أسبوعية بالإضافة إلى مكونات الإبيرميديا … أما كيف إنبثقت فكرة مبادرة إنشاء مجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة ، فقبل سنتين تقريبا أثيرت فكرة إنشاء فرع لاتحاد كتاب الإنترنت العرب في المغرب تماشيا وتنفيذا لأحد أهداف إتحاد كتاب الإنترنت العرب وعلى غرارأيضا إنشاء فروع عربية في كل من سوريا والأردن ومصر، لكن مع الأسف وكما هي العادة لم تتحقق الفكرة وتم إجهاضها في الرحم ، وتراجع العديد من الكتاب الرواد الرقميين المغاربة عن المشروع ، وباعتباري عضوا ومشرفا في إتحاد كتاب الإنترنت العرب إقترحت على الرئيس الأسبق للإتحاد العربي الكاتب الرائد الرقمي الدكتورمحمد سناجلة فكرة إنشاء مجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة في أفق خلق فرع للإتحاد بالمغرب حينما تتظافروتصفوالنوايا ربما في هذا القرن أوفي القرن القادم وعلى كل حال وكما ألفنا ذلك من السناجلة فقد أيد الفكرة مبدئيا ودعمها في رسالة إلكترونية بعث بها إلي قبل إطلاق المشروع كما أننا ناقشنا الموضوع في منتديات إتحاد كتاب الإنترنت العرب والمهم لقد إنطلقنا مع الضوء الأخضر وليس مع ضوء التهور ، وهنيئا لمن إستقل معنا المركبة منذ إقلاعها ومرحبا بمن سيستقلونها في المستقبل وما ضر لو تلكأ آخرون فأنا على يقين أنهم سيقفون في المحطة يوما ما في إنتظارمرورها .
3- ما هي الاكراهات التي واجهتكم … وهل كنتم تتوقعون أن تصادفكم أخطاء مهنية ؟
الإكراهات قد توقعناها بل إعتبرناها جزءا لايتجزء من عملنا اليومي حتى أننا كنا لانتصورأحيانا مشروعنا قد ينجح إذا لم يتمرن على إكراهات ومعيقات تقنية وفنية وتنظيمية إفتراضية وأهم هذه الإكراهات تتمثل في (جدة المشروع) باعتباره وجها جديدا للثقافة المغربية وصوتا مغايرا ومغامرا (دخيلا) في رأي (المحافظين) صوتا لكتاب الإنترنت المغاربة قد يخاله البعض ندا لصوت إتحاد كتاب المغرب ، أو بديلا لإطارات ثقافية أخرى ، غيرأننا راهنا منذ البداية على آفاق التعاون الممكنة بين مختلف الأطياف الثقافية والمنابرالمختلفة ، وأخيرا كون المجلة منبرا إلكترونيا ورقميا مازل السواد الأعظم من الكتاب المغاربة لم يقتنعوا بالثقافة الشبكية النتية والكثيرمنهم مازالوا سائرين على درب النشرالورقي … غيرأن دينامية الثقافة المغربية منذ بداية القرن الواحد والعشرين بكل سنداتها قد أكدت بما لايدع مجالا للشك انها ماضية إلى عصرالنشرالإلكتروني ، عصر(صفرورق) حين يتأبط كل كاتب مغربي حاسوبه الشخصي بدل محفظته الجلدية . أما الأخطاء المهنية فهي عديدة ككل تجربة في بدايتها ومنها على الخصوص أننا نشتغل في غياب قانون منظم للصحافة والتدوين الإلكتروني بالمغرب وبالمناسبة أشيرإلى أنني كنت من بين المساهمين في تأسيس النقابة الوطنية للصحافة الإلكترونية بالرباط شهرأبريل الفائت لكن مع الأسف أن نفس العقلية التشتيتية والمغرقة في الذاتية تتكرس حين وجدت نفسي ضيفا مدعوا على الرابطة الوطنية للصحافة الإلكترونية وأن النقابة التي وجهت لي الدعوة تعقد في نفس اليوم إجتماعها التأسيسي في مدينة قلعة السراغنة وليس بالرباط وهكذا إتفق العرب على ألا يتفقوا من زمن البردي إلى زمن الصفحة الإلكترونية … وهناك بعضالأخطاء التي تجاوزناها بإيماننا اليومي بجدوى مشروعنا وبإيماننا أيضا أننا مازلنا على عتبة التأسيس على مستوى تنظيم فضاء النشرالإلكتروني بكل ما يثيره من أسئلة قلقة وملحة حول الوضع
الإعتباري للكاتب الإلكتروني وحول حقوق الملكية الفكرية ومن سيتولى الترخيص برقم الإيداع القانوني للمادة الرقمية وآفاق التعاون مع الإتحاد العربي للنشرالإلكتروني واتحاد كتاب المغرب ..إلخ
4- هل يمكن أن نقول أنه صار عندنا في المغرب كتاب ينتمون إلى الثقافة الرقمية ؟
أجل وبكل تأكيد وخصوصا الكتاب الشباب من جيل التسعينات وما بعد فالكثيرمنهم من رسخوا أسماءهم على صفحات الجرائد والمجلات والملاحق الثقافية المغربية والعربية تجدهم اليوم يتنقلون بين المنابرالإلكترونية العربية الشهيرة بل منهم من طلق النشرالورقي الطلاق الثلاث وقد يكون ذلك رد فعل تعبيرا عن غضبة ما أوتعبيرا عن إكتشاف كوكب جديد أوهروبا من ملل قاعة الإنتظارفي الملاحق الثقافية الورقية ، وأعتقد أنكم لستم في حاجة لكي أسرد عليكم بعض الأسماء المعروفة ، فالعديد من الكتاب الذين إنقطعوا عن النشرالورقي قد تجد موادهم وصورهم في موقع دروب وكيكا والأوان والإمبراطوروالبوصلة والفوانيس وهسبريس وميدوزا ومجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة ..إلخ ومن خلال تجربتي المتواضعة في المنبرين معا (الإلكتروني والورقي) فما ألاحظه هو تخلف الكثيرمن الكتاب والأدباء الرواد الستينيين والسبعينيين وبعض الثمانيين عن الركب الرقمي والثقافة الإلكترونية عموما حيث تعترضهم بعض الحواجزالنفسية والذهنية الواهية وقصورا غيرمبررفي التعاطي مع النشرالإلكتروني والكثيرمنهم مازالوا يستعملون الأقلام الجافة في تحريرمقالاتهم ثم يدفعون بها إلى من يحررها على ملفات الوورد بمقابل مادي وقد يبحثون بعد ذلك في مقاهي الإنترنت عمن يرسلها عبرالبريد الإلكتروني إلى ملحق أومجلة ما … واطرح السؤال بشكل آخر: هل بقي كاتب في أوروبا يجهل أبجديات التحريرعلى الحاسوب ؟ ؟؟
5- ما هي مصادر تمويل هذه المجلة … وهل مازلتم تؤمنون بالعمل التطوعي والنضالي ؟
ليس للمجلة مصدرتمويلي ورأسمالها هورصيد تطوعنا اليومي المجاني وكما تعلمون ففي فورة عالم الإتصال والإعلام لامجال للمجانية وكل وسيلة من وسائط الإتصال لايمكن أن تحيى وتستمر في العطاء من دون معلنين ومستشهرين ولقد بادرنا منذ شهوروفتحنا نافذة للإعلانات لكننا لم نتوصل بأي إستجابة من أية جهة يهمها الأمروأن النافذة الإعلانية مازالت مشرعة لمن يرغب في إحتضان المشروع لاأن يملكه ، فالمجلة ملك لكل كاتبات وكتاب الإنترنت المغاربة وفي إنتظارذلك ففي قرارة مشاعرنا وإيماننا ما يكفي من أرصدة للعمل التطوعي والنضالي حتى تتبوأ الثقافة الرقمية والإلكترونية المغربية المكانة التي تستحقها في العالم العربي والعالم أجمع ، أليس الدكتورالناقد المغربي سعيد يقطين هو أول كاتب عربي يحرزعلى جائزة إتحاد كتاب الإنترنت العرب عن دراساته حول الأدب الرقمي ؟ أليس الدكتورمحمد أسليم من أوائل رواد الثقافة الرقمية في العالم العربي منذ اواخرالتسعينات ؟ أليس المغرب هو البلد العربي الرائد على مستوى الربط الشبكي ؟ ألا يستحق الكتاب المغاربة مجلة إلكترونية تتوج كل هذه الحصيلة المتألقة إنترنيتيا وإلكترونية؟؟
6- ما تأثير النشر الالكتروني على بعض الملاحق الثقافية الورقية بالمغرب والتي لم تغير إلى حد الآن تبويباتها ونظرتها في الصناعة الثقافية بما ينسجم مع التطور الذي يعرفه الإعلام العربي ؟
أعتقد وكما سبق وقلت أننا ساهمنا كثيرا في مد تلك القنطرة بين الورقي والإلكتروني وأننا طعمنا الفضاء الثقافي بأوكسيجين جديد قوامه ذرات الإلكترون ، والإيبيرميدية والتفاعلية والرقمية ، وأننا حررنا الكثيرمن الكتاب المغاربة والعرب أيضا من قلق وهاجس إن لم نقل غبن النشرالورقي .. الذاكرة الثقافية المغربية هي ذاكرة ورقية وأيضا شفاهية من دون شك وليس باستطاعة الرقمية أن تلغي بجرة فأرة كل هذا التراكم الثقافي وتقفزعلى هذه الذاكرة الثرية التي أينعت فيها أقلام إبداعية منذ ثلاثينيات القرن الماضي مع جريدة السعادة في شمال المغرب وجريدة العلم والمحرروالبيان وأنوال والميثاق والمنعطف … واليوم مع مطلع كل شمس تنشئ مئة ألف مدونة جديدة عبرالعالم وقد صارلكل كاتب في العالم مكتبته الرقمية وبنقرة واحدة على لوحة المفاتيح بإمكانه أن يتواصل مع أقصى نقطة في قرية (أوش وايا ) في الأرجنتين والتي تعتبرأبعد قرية في العالم ، فنحن في المجلة نتوصل بقصائد من الشاعرة السورية فرات إسبرالتي تقطن بنيوزيلاندة ومن كندا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية وهذا أمرما كان ليحصل قبل عشرسنوات أوأكثر بقليل . وبخصوص علاقتنا مع النشرالورقي فإن ما نحن بصدده الآن في هذا الحوارهو شكل من أشكال التآصربين المنبرين معا وعبر جريدتكم (الزمان ) المتألقة عربيا وعالميا أوجه الدعوة إلى أي جريدة ورقية مغربية قصد تدشين نوع من التعاون الثقافي مثلا كإدراج مواد الملحق الثقافي في مجلتنا الإلكترونية مقابل إدراج فقراتنا وجديدنا على صفحاتها الورقية وهذا في جانب آخر وجه من وجوه الإشهاروالإعلان المتبادل .
7- ما مستوى درجة الرقابة التي يمكن أن تمارسها مجلة اتحاد كتاب الانترنت المغاربة الالكترونية ؟
هل مازلنا نتحدث عن الرقابة والرقابة الذاتية في عصرالمدونات الشخصية ورسائل المايل والمنتديات والفيس بوك والفيديو غوغل والموبايل الذي فضح آلة القمع في طهران في غفلة من متاريس التعتيم الإعلامي الإيراني و..و..و..أليست اليوم أرض النت واسعة فإذا ما فرضنا رقابة على كاتبة أو كاتب في المغرب أو خارجه فهل ستضيق به الشبكة العنكبوتية وتغلق أبواب النشرفي وجهه كما تغلقها المنابر الورقية ؟ ليست لدينا رقابة من أي نوع أو سلة مهملات ، فقط لدينا ثوابتنا كما أن لكل أمة ثوابتها التي جرت من تحتها أنهارالدم عبرالتاريخ قد تكون دينا أوعقيدة أوحدودا جغرافية اوسلطة او بيترولا أو معدنا أووثنا تافها وقد تكون هذه كلها مجتمعة وأنا أسأل كل قارئ عربي إذا كان يعرف وطنا على وجه الأرض تدور دواليبه من دون ثوابت فليدلني عليه وسأكون أول من يجهز حقيبته للرحيل إليه .
8- هل تعتمدون فقط على المواد التي تصلكم عبر الايمايل، أم هناك رهان على هيأة التحرير وكتاب ينتمون إلى المجلة ؟
هناك طبعا هيأة تحريرإشتغلت وما زالت على إستعدادها الدائم للإشتغال في المجلة الإلكترونية باعتبارطاقمها هو قائد المركبة الإلكترونية وأخص بالذكرالزملاء عبد العزيز بنعبو في ركنه الأسبوعي (حالة خاصة) والزميلة ناديا السالمي في زاويتها الأسبوعية كذلك (بوح المرايا) والتغطيات الصحفية الثقافية للزميلة سعيدة شريف والزميل عمر الفاتحي في المتابعات النقدية السينمائية ، ونعتمد أساسا على مراسلات الكاتبات والكتاب التي يبعثون بها إلينا عبرالإمايل الخاص بالمجلة ، وكما نقوم أحيانا بإدراج مواد ومقالات وأخبارهامة وجديرة بالمتابعة على المستوى المغربي والعربي والعالمي طبعا مع الإشارة إلى مصادرها وهذا إجراء صارت تقوم به حتى الجرائد الورقية في إنفتاحها على الفضاء الثقافي الكوني الذي أصبح لامحدودا ومن طرائف لامحدوديته أنني عثرت على مقالي (أسئلة النقد في مواجهة الإبداع الرقمي) مترجما إلى اللغة الكرديستانية وهذا تواصل إنساني مثير ورائع لايعرف الحدود وما كان ليتحقق لولا نعمة بساط الريح الإنترنيتي .
رابط الحوار
0 التعليقات:
إرسال تعليق