حوارمع عبده حقي لجريدة الخبرالمغربية أنجزت الحوارليلى بارع
المواقع الثقافية المغربية لاتتعدى أصابع اليد ويمكن إعتبارمدراءها ومحرريها مناضلين حقيقيين
1 ـــ س : بداية ارغب بمعرفة السبب وراء انشاء موقع مجلة اتحاد كتاب الانترنيت المغاربة؟
ج : جاءت فكرة إنشاء موقع إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة غذاة حصولي على العضوية باتحاد كتاب الإنترنت العرب سنة 2008 الذي كان يرأسه وقتئذ الكاتب الأردني الدكتورمحمد سناجلة والذي يرأسه اليوم الأديب المغربي الدكتورسعيد يقطين ، وقد راودتني الفكرة بشكل جدي خصوصا بعد تأسيس فروع للإتحاد العربي في بعض الدول مثل مصروسوريا والأردن ، وتجدرالإشارة إلى أنه سبقت هذه الفكرة محاولات سابقة غيرأنها إصطدمت بإكرهات واقعية جمة لايسع المقام هنا لبسطها بتفصيل .. كان ذلك أواسط العشرية الأولى من سنوات ألفين التي عرفت صعود جيل جديد من الكاتبات والكتاب المغاربة الذين جعلوا من وسيط الإنترنت سندهم للتواصل ونشركتاباتهم وإبداعاتهم الأدبية عبرالمدونات والمنتديات والمواقع الإلكترونية في الشرق العربي في ظل ندرة إن لم نقل غياب شبه كلي لمواقع ثقافية موضوعاتية مغربية تحتضن أصواتهم وأقلامهم التي عانت من الغبن وحيف النشرالورقي في بعض الملاحق الثقافية في الجرائد الوطنية منذ عشرات السنين . كانت إذن هذه هي أسباب تنزيل موقع إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة وباستشارة سابقة مع الدكتورمحمد سناجلة الذي أيد المشروع وأيضا بمؤازرة من العشرات من الكاتبات والكتاب المغاربة من داخل الوطن وخارجه .. وسواء تحدثنا اليوم عن موقع لاتحاد كتاب الإنترنت المغاربة أوموقع إتحاد الكتاب المغاربة للإنترنت كما سماه الدكتورسعيد يقطين في حواره الأخيرفي القدس العربي ومهما إختلفت التسميات فلقد ربحنا الرهان وحجزنا مقاعدنا ككتاب في المركبة الرقمية العالمية وصارلنا منبرثقافي إلكتروني يعبرعن واقع الدينامية الثقافية بالمغرب وهذه فرصة كي نترك للقراء والمتتبعين تقييم مشروعنا الإعلامي الثقافي الإلكتروني الذي حقق في ظرف خمس سنوات مالم يكن بوسعنا تحقيقه لوكان سند النشرسندا ورقيا .
2 ــ س : ما هو مشروعكم الثقافي الذي تنوون من خلاله تقديم الثقافة المغربية ؟
ج : منذ إنطلاق الموقع في سنة 2008 رفعنا شعارا يصطبغ بميسم المرحلة وهو(من أجل ثقافة رقمية مغربية تواكب العصر) وبالتالي كان مشروعنا الثقافي ينهض على مقومات تتآصرفيها ضرورة الإستثمارالأنجع لتكنولوجيا المعلومات والإتصال لخدمة مكونات الثقافة المغربية هذا من جهة ومن جهة أخرى الإصرارعلى حضورصوت المثقف المغربي في الفضاء الإفتراضي العربي والعالمي بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للنشرتمكن الكاتبة والكاتب المغربيين من التواصل مع قرائهما ليس في المغرب فحسب وإنما في العالم أجمع حيث لاحدود ولارقابات ثم إثارة الأسئلة القلقة الراهنة التي تشغل الفكروالثقافة والإعلام في المغرب ضمن ملفات دورية تبحث عن الأجوبة الممكنة للنهوض بالواقع الثقافي المغربي وأخيرا تحريربعض الكاتبات والكتاب المغمورين من إكراهات النشرالورقي بما يتميزبه النشرالإلكتروني من فورية وتحيين لحظي وتفاعلية وإدراج فيديوهات وصوتيات وصورمتحركة واستطلاعات رأي مما يجعل من موقعنا الإلكتروني وعاءا لكل وسائط التواصل والإبداع الإنساني وهذا سحررقمي مغري جدا لايمكن أن تحققه أسانيد النشرالتقليدية .
3 ـــ س : يعتمد الموقع على المقالات الأدبية ومقالات الرأي، أين الموقع من النصوص السردية والشعرية للمثقفين العرب ؟
ج : أعتقد أن بروفايل الموقع يعكس وجه المرحلة السياسية الملتهبة التي يجتازها الوطن العربي بشكل عام منذ شرارة البوعزيزي في يناير2011 إلى اليوم حيث الوازع الإحتجاجي والنقدي في جميع تمظهراته ومستوياته هوالمهيمن على الحقل الثقافي والفكري والأدبي والسياسي بدرجة أكثرمن الإنتاجات الإبداعية الأدبية من شعروقصة ورواية ومسرح على إعتبارأن العملية الإبداعية ككل هي عملية زئبقية مثل القبض على الماء وحارقة مثل القبض على الجمر.. معقدة ومركبة تلتئم في بنيتها العديد من الشروط الذاتية والموضوعية والفنية والجمالية تختلف ككتابة عن مقالات الرأي أوالمقالات النقدية الأدبية أوالسياسية التي تقتعد على موقف وأفق واضحين ورسالة (ميساج) علنية لأجل قضية ما وهذا ما ينعكس راهنا على جل المواقع الثقافية في الوطن العربي إذ باتت عبارة منصات للجهرببيانات سياسية وخطابات جماهيرية ومقالات سياسية نقدية أكثرمنها مواقع للإحتفاء أيضا بالإبداع الأدبي في مفهومه الشامل.
4 ـــ س : ما هو وضع المواقع الثقافية اليوم في إطار وسائط التواصل بين المثقف والجمهور؟
ج : إن الواقع لم يختلف بين الأمس واليوم ، بين زمن الأسانيد التقليدية والأسانيد الرقمية ، يبقى دورالثقافة دائما في الهامش يجترإنكساراته وخيباته القديمة الجديدة وسيظل كذلك ما لم تتصالح الذات والمجتمع والفاعل السياسي مع المكون الثقافي الوطني باعتباره عنصرا أساسيا في كل مشروع تنموي جهوي أووطني وكيفما كان وسيط حامل المنتوج الثقافي ومهما إتسعت رقعة إنتشاره في الكون . ومما لاشك فيه أن الإستثمارالرمزي في منبرإلكتروني ثقافي يعتبرمغامرة محفوفة بالخسارات مثله في ذلك مثل الإستثمارفي مجلة أوصحيفة ورقية ثقافية ، اللهم إذا تعلق الأمربمجلات ورقية موضوعاتية خاصة بالبحث والدرس الجامعي والأكاديمي .. موقف القارئ المغربي أيضا من المنتوج الثقافي ومن الكائن المثقف لم يتغير، بل لقد تفاقم بشكل أكثرسوءا بعد غيابه المخجل من ساحة الحراك العربي وتواريه عن دوره الطليعي الذي قام به خصوصا في عشريتي الستينات والسبعينات إلى حدود إنهيارجداربرلين في أواخرالثمانينات .. المواقع الثقافية في المغرب لاتتعدى أصابع اليد ويمكن إعتبارمدراءها ومحرريها مناضلين حقيقيين يحفرون كل لحظة في صخرة الأمية الثقافية بوجه عام .. مع الأسف أن القارئ المغربي وحتى بعد إنفجارعصرالرقمية وسهولة النشرالإلكتروني منذ بداية التسعينات مازال مواريا ظهره للشأن الثقافي الوطني ولقد استطاعت بعض المواقع الإخبارية أن تصنع منه بكل أسف قارئا يلهث خلف النميمة والإشاعة وأخبارالإثارة والسكوبات المجانية التي تغريه بإدراج تعليقاته وتفريغ مكبوتاته الموسومة بالعدوانية والكراهية لرمزية الأشخاص والمؤسسات في الوطن .. وبالرغم من توفرهذه المواقع الإخبارية على تبويبات تحمل كلها عنوان (ثقافة وفن) فإنها لاتعدوأن تكون مكياجات للعرض اليومي لاأقل ولاأكثرولوتفحصنا منسوب النقرات لوجدنا أن أقلها وأبخسها عددا هي ما يتعلق بروابط التبويبات الثقافية ..وأعتقد أننا بحاجة اليوم قبل فوات الأوان إلى ندوة وطنية حول مستقبل المكون الثقافي المغربي في ظل الأسانيد الإلكترونية الجديدة وثورة تكنولوجيا المعلومات والإتصال .
أخيرا إذا كان من شيء حققه موقع إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة فلن يكون سوى هذا الجسراليومي الجميل الذي يلتقي فيه المثقفون من كل ربوع الوطن العربي وهذه الفسحة من النقاش السجالي والهادف التي فتحتها ملفات الموقع وآخرها ملف عن الثقافة الأمازيغية الذي سينشرفي غضون هذا السبوع.
عبده حقي : قاص وروائي
ـــ مجموعة قصصية بعنوان صدرله حروف الفقدان
ـــ رواية زمن العودة على واحة السياد
ـــ مديرموقع إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة
ـــ رئيس لجنة الإنترنت والعلاقات الرقمية باتحاد كتاب الإنترنت العرب .
ـــ عضوالرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية
ـــ عضوالشبكة المتوسطية للأدب الرقمي
0 التعليقات:
إرسال تعليق