الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، نوفمبر 13، 2019

مجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - عبده حقي


ملحوظة هذا ليس مقال جديد بل هو قديم قد يتراوح عمره أكثر من عشر سنوات أعيد توثيقه في مدونتي بعد أن عثرت عليه صدفة في مدونتي القديمة .
https://sirat-hayat.page.tl/
تبحر بنا مركبة النت إلى حاجة السفراليومي الذي لاغنى لنا عنه في تصريف العديد من إهتماماتنا الوظيفية والعملية والثقافية وبالتالي لقد صاراليوم كل إنسان نتيا بطبيعة العالم
الشاسع الذي ينغمر فيه بمعنى أن النشاط النتي أصبح جزءا من رحلاتنا ومآربنا اليومية ولعل أن أبسطها إطلالة عابرة على بريدنا الإلكتروني الذي يستدرجنا من حيث لاندري عبر نصه المتشعب إلى لعبة المتاهات والفاجئات العجيبة .
ومنذ بداية التسعينات إتسعت أمبراطورية الإنترنيت وصارت تشيد مدنها وتمد طرقها السيارة وتسن قوانينها الجديدة كما أنها في المقابل باتت تنشرعصاباتها المدججة بالأسلحة الجرثومية ما يسمى تجاوزا في عالم التصفح الإلكتروني بالفيروسات التي يطلقها صرعى الهاكارز.
لقد إستطاعت الشبكة العنكبوتية أن تتسع أوبالأحرى تبتلع مجالات النشاط الإنساني الفكري والإقتصادي والتقني من حجزتذكرة الطائرة إلى تحميل آخرالإصدارات من الكتب الإلكترونية إلى تصفح الجرائد اليومية والمجلات إلى إنشاء المدونات الشخصية التي هي عبارة عن أبناك معلومات إرثية وخزائن إفتراضية حميمية للأفراد ، إلى إنشاء المنتديات قصد تبادل الأفكاروالتحاوروالتفاعل بين البشرمن أبعد نقطة في شرق الكرة الأرضية إلى أقصى نقطة في غربها ، فلم تعد حاجتنا اليوم ضرورية للتنقل إلى عاصمة بغية سحب إستمارة التأشيرة أوالذهاب إلى البنك لكشف حسابنا الخاص  أو..أو.. إذن فمجال المعاملات بات ليس بأبعد من نقرة على زرلوحة المفاتيح لاغير، أما في مجال الفكروالأدب فإن العديد من الأدباء والكتاب خصوصا في العالم الغربي قد تحللوا من إكراهات النشرالورقي وانغمروا في سحر النشرالإلكتروني عبر إنشاء مواقعهم الشخصية بما تتيحه هاته الأخيرة من إمكانات سرعة النشروالمباشرة في التواصل والتحيين المستمروتجاوز الكثيرمن المثبطات العملية والتقنية .
لقد أصبح كل كاتب إذن مؤسسة ثقافية قائمة بذاتها ودارا للنشر تمشي على قدمين ، حيث أتاحت له الرقمية أن يصبح هو الكاتب والناشر والموزع في الجهات الأربع من العالم وليس في بلده فحسب وبالتالي بات تأطيرهذه الظاهرة الجديدة وهذا التسونامي الإلكتروني ضرورة تتغيا بالأساس البحث عن موقعها في زحمة منظومة النشر، وعن تكتلاتها وقوتها الإقتراحية الثقافية بقنوات تواصلها الإلكترونية والرقمية الحديثة وتقعيدا على ماسبق وفي هذا المشهد المحايث لحركية النشرالورقي والذي يلتئم تحت لوائه إتحاد كتاب والأدباء العرب وفروعه في كافة أرجاء الوطن العرب ، نقول في هذا المشهد تم تأسيس إتحاد كتاب الإنترنيت العرب برئاسة الكاتب الأردني محمد سناجلة وهوالإتحاد الذي سطرمن بين أهدافه الأساسية توحيد إهتمامات وتصورات كتاب الإنترنيت العرب من جهة ومن جهة أخرى الدفع بتطويرإنتاجات أدب الواقعية الرقمية والنشرالإلكتروني في أوساط الكتاب العرب الورقيين وأخيرا وليس أخيرا إنتزاع الإعتراف بأدب جديد وحديث يعتمد الرقمية حبره والإلكترونيك سنده في مختلف مجالات الإبداع الأدب من شعر وقصة ورواية … وقد إستطاع إتحاد كتاب الإنترنيت العرب إستقطاب أصوات العديد من الكتاب الوازنين والمتألقين في مختلف مجالات الفكروالأدب ويكفي أن نذكرعلى سبيل المثال لاالحصرالدكتور المغربي سعيد يقطين الحاصل على الجائزة الأولى لاتحاد كتاب الإنترنيت العرب عن سنة 2008 عن أبحاثه القديرة والهامة في مقاربة إشكاليات الأدب الرقمي وخصوصا ما تعلق بأسئلة النصوص المترابطة أو المتشعبة ..
لقد أصبحت فكرة تأسيس فروع لاتحاد كتاب الإنترنيت العرب سؤالا ملحا ومركزيا يروم الإجابة على إنتظارات وتطلعات المئات من كتاب الإنترنيت الذين يستحيل على المكتب المركزي بعمان وموقعه الإلكتروني إحتضانهم وتبني كل إهتماماتهم المحلية وإبداعاتهم الرقمية وأبحاثهم أيضا … وهكذا تم تأسيس فرع بالعاصمة عمان والتي هي في نفس الوقت كما سبقت الإشارة إلى ذلك المقرالمركزي لاتحاد كتاب الإنترنيت العرب وفرعا ثانيا بسوريا وفرعا ثالثا بمصر، أما في المغرب فقد باءت التجربة بالفشل الذريع مثلما باءت تجارب أخرى مماثلة وكما إعتدنا دائما أن نتفرج على جل الإطارات والهيئات والمنظمات والجمعيات والأحزاب أنها ليست سوى منشئات من رمل وهياكل من ورق ما إن تهب عليها أهون الرياح حتى تتساقط ألأوراق الواحدة تلوالأخرى وما نقوله عن هموم فرع إتحاد كتاب الإنترنيت العرب بالمغرب نقوله أيضا عن إنشاء فروع الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ما يعرف إختصارا باسم واتا .
وتأسيسا على ما سبق وإيمانا منا بضرورة خلق فضاء إفتراضي يعتبرمأوى لكل كتاب الإنترنيت المغاربة على إختلاف مشاربهم وتوجهاتهم واهتماماتهم الكتابية في الفسيفساء الثقافي المغربي … الكتاب الذين لايفصلهم عن دائرة التواصل سوى الإلمام بالقليل من أبجديات المعلوميات الشبكية ، بالإضافة إلى العديد من الكتاب المغاربة الذين رسخوا وكرسوا أسماءهم على أعمدة الملاحق الورقية الثقافية الوطنية … لكل هؤلاء تم إنشاء وعلى غرارالكثير من الإطارات الثقافية الإلكترونية في المشرق العربي نقول تم إنشاء مجلة إتحاد كتاب الإنترنيت المغاربة .
ولم تكن المجازفة بإطلاق هذا المشروع وهذه المركبة في محيطات النت باعتبارها تهورا أعمى أو بديلا عن إتحاد كتاب الإنترنيت العرب أوغريما إفتراضيا لاتحاد كتاب المغرب بل منذ البداية غمرنا اليقين والقناعة الراسخة والعميقة على أن دورالمجلة المركزي يتجلى أولا في إحتضان وإنصاف الكثير من الأصوات المغمورة والمتميزة التي غبنتها ــ لسبب من الأسباب ــ طاحونة النشرالورقي ولم تفها حقا في التواصل الفكري والأدبي مع المتلقي المغربي .
ثانيا إعتبار المجلة كوكبا من ضمن المجرة النتية التي تستمد توهجها من شمس إتحاد كتاب الإنترنيت العرب . ثالثا إعتبار المجلة صوتا لكتاب الإنترنيت المغاربة في أفق تأسيس فرعها بالمغرب .
أخيرا الشعور بالحاجة إلى مجلة إلكترونية بعد أن لمسنا ولمس جل المثقفين تصاعد إهتمام العديد من الكتاب المغاربة بجدوى النشرالإلكتروني لتدارك الفجوة بين نظرائهم في العالم العربي وأوروبا وأمريكا . ولم يغب عن رؤيتنا منذ جنينية المشروع ترسيخ بعده الديموقراطي في تدبيرأشغولته الداخلية على مستوى الإشراف والإستشارة ، وهكذا بادرنا وفي تجربة غير مسبوقة تتجلى في فتح قسم هيأة التحريرإلى كل الأعضاء كتاب الإنترنيت الراغبين في الإضمام إلى طاقم المجلة والذين يتوفرون ـ تتوفرن ــ على تجربة أدبية وثقافية محترمة وإلمام قديربالرقمية والشبكية متقدمة ، ويمكن أن نقروبكل صراحة ومسؤولية أننا ربحنا الرهان وأسسنا بأبسط الوسائل لكيان ثقافي إلكتروني إستمد إشعاعه ومباركته من العديد من الكاتبات والكتاب المغاربة والعرب حتى من نيوزيلاندا في صوت الشاعرة فرات إسبرت .
والسؤال المطروح والإستشكالي هوماموقف إتحاد كتاب المغرب وكيف ينظرالكتاب المغاربة إلى الثقافة والأدب الإلكتروني والشبكي بصفة عامة ، وهل تختلف إنشغالات الكاتب الشبكي عن إنشغالات الكاتب الورقي ؟ ثم ماهي نقاط التقاطع والتآصرالممكنة بين الإطارين معا ( إتحاد كتاب الإنترنيت المغاربة وإتحاد كتاب المغرب ) ومن من الإطارين معا من يملك حق المفاضلة والإمتيازبل الشرعية في منح العضوية لأعضاء الطرف الآخر، أم هل سوف تنحى الأمور إلى وازع الإستقلالية لكل إطارعن الإطارالآخر، وأخيرا أليس الكاتب المغربي في الوقت الراهن مدعوومطالب لكي يتمتع بهوية ثقافية حقيقية وتامة أن يحقق في شخصه وجهي العملة الثقافية الورقية والإلكترونية
تبدو هذه الأسئلة وأخرى أكثر ملحاحية وقلقا لأن من شأن الإجابة عنها وتصريف تصوراتها إعادة الرؤية وإعادة ترتيب وهيكلة المشهد الثقافي المغربي بسنديه الورقي والإلكتروني … صحيح أننا نتحدث عن إتحاد كتاب الإنترنيت المغاربة لاوجود له سوى في النوايا الصادقة والبريئة لبعض الكتاب النشيطين رقميا وإلكترونيا أوعلى الأقل إلكترونيا باعتبارأن العشرات من الكاتبات والكتاب المغاربة من لم تيسر لهم قنوات النشرالورقي لسبب من الأسباب المعروفة والرائجة سواء على مستوى الإصدارات المطبعية أوالصحفية .
وقد لايخالج أدنى شك أي كاتب من كتاب الإنترنيت المغاربة في أننا نعيش منعطفا هاما في الثقافة المغربية وأسئلتها الشائكة بعد أن تنامت ظاهرة الأدب الإلكتروني والرقمي على الخصوص إذ أننا وبالرغم من إنبهارنا بسحرالنشرالشبكي ومطواعيته ( مدونات ــ منتديات ــ مجلات إلكترونية ) فإننا في جانب آخرنخشى على الثقافة الإلكترونية من التسيب والفوضى وخصوصا ما تعلق بآفة السرقات الأدبية التي إرتفع منسوب ضبطها في السنين الأخيرة … لذا بات لزاما على كل كتاب الإنترنيت المغاربة توحيد تصوراتهم وأفكارهم من أجل خلق كيان ثقافي يكفل لهم حقوقهم الدنيا ويدججهم بدروع الحماية من الحوادث الثقافية التي فجرها الإنترنيت والذي مع الأسف أوهم للكثير من الأشخاص المغمورين المدونين أنهم قد صاروا كتابا بمجرد إطلاقهم على الشبكة العنكبوتية لمدوناتهم الخاصة والتي هي ليست في الحقيقة سوى يوميات .. مذكرات .. تأملات .. إنفلاتات .. خواطر.. إستمناءات  مع الأسف وفي غالب الأحيان شباك صيد إفتراضية لاقتناص طرائد الرغبة أوالنصب والتحايل على المغفلات من عابرات السبيل النتي … إذن هل أجاب المؤتمرالسابع عشرلاتحاد كتاب المغرب على أسئلة المرحلة المتعلقة بالثقافة الشبكية والإبداع الأدب الإلكتروني والرقمي ؟
إن المتتبع لسيرورة تجربة إتحاد كتاب المغرب منذ حقبة التأسيس في الستينات لسوف يسجل بكل وضوح إندحارا للتجربة الإتحادية ، إندحارا نحو نزوعات الفردانية والذاتية في العقد الأخيروتغييب للإشكالات الأساسية التي تتعلق بتحولات المشروع الثقافي المغربي في المراهنة على التعدد اللغوي في ظل الإلتحام والوحدة وتغييب للأسئلة الأساسية الطارئة على الثقافة المغربية ومن ضمنها سؤال الكاتب الشبكي أوالإلكتروني أوالرقمي وما مدى إنصهارالأدب والمنتوج الإلكتروني في كينونة الثقافة المغربية بكل سنداتها وتجلياتها … وهكذا ظلت أسئلة النشر الإلكتروني وبحثه عن مشرعية لاتختلف على مستوى المصداقية عن مشروعية النشر الورقي أسئلة ثابتة وانصبت مع الأسف كل الأسف إنشغالات المؤتمرين حول إستقطاب الأصوات ، ونفس الطموحات المعهودة ، ما كرس مرة أخرى إحساسا بالخيبة والإحباط إتجاه إطاروطني ثقافي عتيد لاصوت كان يعلو فوق صوته كقوة أساسية في الحوارالثقافي الوطني والعربي ألا هو صوت إتحاد كتاب المغرب … إن الصمت الذي يرين اليوم على الثقافة الشبكية والإلكترونية وتعمد تأجيل الإجابة عن إنتظارات كتاب الإنترنيت المغاربة لايعدو أن يكون رهابا غير مبررمن هذا المخلوق الوافد الجديد الذي يعبرعن أسمى عنوان للمرحلة الراهنة ألا هو خلق مجتمع الإعلام والتواصل … فأين يوجد هذا السؤال المحوري في أجندة إتحاد كتاب المغرب ومكاتبه في الفروع وماهي طبيعة القنوات الممتدة بينه وبين كل من وزارة الثقافة ووزارة الإتصال من أجل تحقيق هذا الهدف .
إننا نعتبر وفي ظل هذا الجدل الحامي أن مجلة إتحاد كتاب الإنترنيت المغاربة بمثابة تلك الحجرالذي ألقيناه لخضخضة الواقع الثقافي الآسن وجعلنا من المجلة الإلكترونية محطة لاشرقية ولا غربية بل سؤالا كبيرا لكل المهتمين بالشأن الأدبي الورقي والإلكتروني … فمتى ينصف إتحاد كتاب المغرب صنوه إتحاد كتاب الإنترنيت المغاربة وهل تسيرالرؤى نحوالإندماج أم نحو الإستقلالية ؟؟؟ 


               

0 التعليقات: