في هذا الكتاب يظهر الله تحت ستار شخصية أدبية عظيمة، بطل العهد القديم. في قراءة قريبة ودقيقة ومستوحاة من هذا الكتاب. إن الله الذي يكشفه لنا مايلز هو محارب كبير،
لكننا نراه ممزقًا بحالات متضاربة. فهو مبدع، متواضع، ساذج ، قاس ، معطاء ، عادل ، قوي ، ومع ذلك لا حول له ولا قوة .
وبينما نشاهده يتغير بشكل مثير للدهشة، ننجذب إلى الدراما الملحمية في بحثه عن المعرفة الذاتية، وهو البحث الذي دفعه إلى خلق البشرية كمرآة له. في تلك المرآة ، يسعى إلى فحص تفكيره الخاص.
كذلك نجد الله المعقد اللامحدود الذي صنع الإنسان المعقد بشكل لا نهائي على صورته. هنا، نقترب من جوهر تلك التحفة الأدبية التي لا تقل عن الحياةالدينية.
ونستنتج أن الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية لله ، ويعالج جاك مايلس موضوعه الرائع بالخيال والبصيرة والتعلم والجرأة والإبداع الباهر ، مما يمنحنا في نفس الوقت إضاءة للعهد القديم كعمل من أعمال الفن البارز ورحلة إلى القلب السري للأله.
عن الكتاب
يقول جاك مايلز: لقد تناقلت اليهودية والمسيحية معرفتها بالله من جيل الى جيل وبطرائق شتى. فبالنسبة للبعض كانت هناك ولاتزال الاتجاهات المتطلبة القاسية, بل وسرية أحياناً, الخاصة بالزهد والتصوف واللاهوت. وبالنسبة للأكثرية فإن هناك كتاباً يمكن للمؤمن ولغير المؤمن أن يفتحه ويقرأ فيه. أما معرفة الله كشخصية ادبية فلا تقتضي الإيمان بالله ولا تحول دونه وهذا الضرب من المعرفة هو ما يحاول الكاتب القيام به في هذا الكتاب. وقد يجد القارئ ما يختلف به مع جاك مايلز, من رؤيته إلى العلاقة بين التميز والكونية إلى بعض المواضيع التي يتطرق بها إلى التاريخ، وإلى سوى ذلك. ولكن إذا كانت الكتابة لا تستقيم إلا بالاختلاف فإن هذا الكتاب يمضي بذلك إلى انعطافته الكبرى في تاريخ تناول النص وزاوية النظر وطريقة المقاربة والأسلوب ليدلف بنا إلى عالم كنا نظنه إلى مألوفاً فإذا بنا أمام مفاجأة في كل خطوة. وبهذا وسواه يحقق هذا الكتاب فرادته، ويغدو ضرورة لنا في قراءة واقعنا حيث بات لليهودية شأن آخر في الصراع العربي الإسرائيلي، وقبل ذلك وبعده, حيث الدين بعامة عنصر أساس، من الماضي إلى المستقبل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق