مقالة نقلها موقع إبلاف عن موقع دروب الجمعة 20 يونيو 2008 - 11:45 GMT
لنتسائل بداية حول بنية السرد الرقمي هاته، فماذا أصبحنا نرى اليوم!؟ تشظي.. أزمة الوحدة..
إهمال أو بالأحرى إزدراء لبعض القواعد التي كنا نعتقد بثباتها سابقا ؛ كل هذا يجعلنا نشعر بمرارة بأن فعل الحكي Raconter لم يعد يسيرا أوممكنا. فمنذ بداية القرن العشرين تمت إعادة طرح الأسئلة حول العديد من البنى: الزمن.. دور الهوية الشخصية..أهمية المرئيات.. أدوات الحبكة السردية كما يقول بول ريكور.
إن إدراكنا هذا للتاريخ ورؤيتنا الجديدة له صار يجد أيضا ملاءمة في طريقة الحكي لدينا. ومن دون شك فإن أنماط السرد اليوم صارت تفصح عن طريقة أخرى لرؤية وفهم العالم.. إنها أنماط سردية قد تمت خلخلتها عبر تدفق وثائق الأرشيفات وإمكانيات تخزين كل شئ وعدم ترك أي معلومة لصدفة النسيان ــ الحضورالمتعدد لمصادر المعلومات والإرساليات البصرية ــ الكتابة والصور.
إن ما نراه مثلا في أعمال (ديدي أوبيرمان) يختلط في نظرنا بما يهمنا من جهة العمل الرقمي: طريقة الأرشفة أوالنسخ / التلصيق copier-coller أو الشهادات الحية، كل هذا يؤكد لنا إلى أي حد يطمح الكاتب اليوم إلى أن يكون مرآة تاريخية أكثرمن كونه مبدعا أدبيا بالدرجة الأولى، بمعنى إنه يردم الحدود الهشة التي توجد بين مختلف أشكال السرد والمعلومات: وثائقيات، أعمال خيالية، جرائد، إشهار، مسرح، روايات، شهادات.. إلخ
هكذا بتنا نرى أن الزمن قد تقلص، وصرنا نستثمر سرودا من الماضي ونقحمها في الحاضر من دون أن نضع فروقا بينها، هناك خلل ما إذن، ثغرة.. آلة نقدية.. نظرية التاريخ ؟ فالمعلومة تحضر في يومنا بدرجة تغير شيئا فشيئا من وظيفة الحكي، وما يهمنا من خلالها هوالعمل وما نراه في العمل.
فهذا الفعل ــ الحكي ــ لم يعد في الهامش بل صار في عمق الحدث، في المدينة، في الميترو في الباصات على اللوحات الإشهارية...إلخ.
إن مايهمنا في العمل الرقمي يتأسس على مانراه: محاولة إعادة التفكير وإعادة كتابة التاريخ ؛ فطريقةnbsp;(نسخ / تلصيق ) Copier/coller ، والنشوء الممنهج للشاهد عيان، شيئا كان أم حكيا يمكن أن يفسر كفعل يبادر من أجل إعادة صياغة التاريخ وإعادة تنظيمه كما لو أنه لدينا القدرة على تغيير ما تم تحقيقه بالثورة المعرفية وأيضا تغيير كل ما أسهم كثيرا في تشكيل شخصياتنا...
هناك نية واستعداد إذن لأعادة ترتيب ما سلف بناؤه من طرف الإنسانية: إسراف في إنتاج الأفلام والوثائقيات بأقل رؤية إبداعية خيالية تحاول أن تعطينا رؤية حول قبولنا النسبي بها.
وإجمالا نلاحظ أن هناك في الكتابات الجديدة اليوم خاصيتين واضحتين: فمن جهة اضطراب على مستوى الشكل الذي يتزيى به السرد والحبكة، ومن جهة أخرى هناك محاولة من أجل إعادة كتابة الحكاية باستثمار الأرشيفات التي لم يسبق للكثيرين اقتحام مخازنها المرصودة.
وأخيرا كما بدأنا بتساؤل نطرح تساؤلا أخيرا ألم تسهم هذه الثورة في السرد الرقمي في تعطيل آلة النقد أمام آليات لا تنتمي للحكاية ولا للخيال ثم أليس الحقل الإبداعي الرقمي في حاجة إلى نظريـــة نقديـــة رقمية جديدة !!؟
لنتسائل بداية حول بنية السرد الرقمي هاته، فماذا أصبحنا نرى اليوم!؟ تشظي.. أزمة الوحدة..
إهمال أو بالأحرى إزدراء لبعض القواعد التي كنا نعتقد بثباتها سابقا ؛ كل هذا يجعلنا نشعر بمرارة بأن فعل الحكي Raconter لم يعد يسيرا أوممكنا. فمنذ بداية القرن العشرين تمت إعادة طرح الأسئلة حول العديد من البنى: الزمن.. دور الهوية الشخصية..أهمية المرئيات.. أدوات الحبكة السردية كما يقول بول ريكور.
إن إدراكنا هذا للتاريخ ورؤيتنا الجديدة له صار يجد أيضا ملاءمة في طريقة الحكي لدينا. ومن دون شك فإن أنماط السرد اليوم صارت تفصح عن طريقة أخرى لرؤية وفهم العالم.. إنها أنماط سردية قد تمت خلخلتها عبر تدفق وثائق الأرشيفات وإمكانيات تخزين كل شئ وعدم ترك أي معلومة لصدفة النسيان ــ الحضورالمتعدد لمصادر المعلومات والإرساليات البصرية ــ الكتابة والصور.
إن ما نراه مثلا في أعمال (ديدي أوبيرمان) يختلط في نظرنا بما يهمنا من جهة العمل الرقمي: طريقة الأرشفة أوالنسخ / التلصيق copier-coller أو الشهادات الحية، كل هذا يؤكد لنا إلى أي حد يطمح الكاتب اليوم إلى أن يكون مرآة تاريخية أكثرمن كونه مبدعا أدبيا بالدرجة الأولى، بمعنى إنه يردم الحدود الهشة التي توجد بين مختلف أشكال السرد والمعلومات: وثائقيات، أعمال خيالية، جرائد، إشهار، مسرح، روايات، شهادات.. إلخ
هكذا بتنا نرى أن الزمن قد تقلص، وصرنا نستثمر سرودا من الماضي ونقحمها في الحاضر من دون أن نضع فروقا بينها، هناك خلل ما إذن، ثغرة.. آلة نقدية.. نظرية التاريخ ؟ فالمعلومة تحضر في يومنا بدرجة تغير شيئا فشيئا من وظيفة الحكي، وما يهمنا من خلالها هوالعمل وما نراه في العمل.
فهذا الفعل ــ الحكي ــ لم يعد في الهامش بل صار في عمق الحدث، في المدينة، في الميترو في الباصات على اللوحات الإشهارية...إلخ.
إن مايهمنا في العمل الرقمي يتأسس على مانراه: محاولة إعادة التفكير وإعادة كتابة التاريخ ؛ فطريقةnbsp;(نسخ / تلصيق ) Copier/coller ، والنشوء الممنهج للشاهد عيان، شيئا كان أم حكيا يمكن أن يفسر كفعل يبادر من أجل إعادة صياغة التاريخ وإعادة تنظيمه كما لو أنه لدينا القدرة على تغيير ما تم تحقيقه بالثورة المعرفية وأيضا تغيير كل ما أسهم كثيرا في تشكيل شخصياتنا...
هناك نية واستعداد إذن لأعادة ترتيب ما سلف بناؤه من طرف الإنسانية: إسراف في إنتاج الأفلام والوثائقيات بأقل رؤية إبداعية خيالية تحاول أن تعطينا رؤية حول قبولنا النسبي بها.
وإجمالا نلاحظ أن هناك في الكتابات الجديدة اليوم خاصيتين واضحتين: فمن جهة اضطراب على مستوى الشكل الذي يتزيى به السرد والحبكة، ومن جهة أخرى هناك محاولة من أجل إعادة كتابة الحكاية باستثمار الأرشيفات التي لم يسبق للكثيرين اقتحام مخازنها المرصودة.
وأخيرا كما بدأنا بتساؤل نطرح تساؤلا أخيرا ألم تسهم هذه الثورة في السرد الرقمي في تعطيل آلة النقد أمام آليات لا تنتمي للحكاية ولا للخيال ثم أليس الحقل الإبداعي الرقمي في حاجة إلى نظريـــة نقديـــة رقمية جديدة !!؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق