تصريح خاص بموقع قناة TRT التركية والاستطلاع أنجزه حسن الأشرف وشارك فيه مصطفى لغتيري وإدريس الكنبوري .
إننا كنا
ومازلنا وربما سنبقى نستبلد أنفسنا ونستلذ في حلمنا الأبدي بدور المثقف العربي في
التغيير المجتمعي والثقافي في حين أن دوره قد انحسر منذ ربع قرن من الزمن تقريبا
بعد هدم جدار الفصل الإيديولوجي بين الشرق والغرب وخفوت جذوة الفكر الثوري القادم
منذ الستينات والذي زلزل عدة أنظمة رجعية وانتصر أساسا للقومية العربية والدولة الوطنية
بعد الاستقلالات الصورية من المستعمر الغربي.
لقد انتقل المثقف العربي من خندق الدفاع عن القضايا الإنسانية الكبرى
كالتحرر والديموقراطية وترسيخ الوعي التقدمي إلى التربع في برج قضاياه الصغرى
الذاتية الضيقة التي تتعلق أساسا بحظوته الطبقية وطموحاته البرجوازية والتي لا
وصفة سحرية لتحقيقها في رأيه سوى بالانخراط في اللعبة السياسية وتزكية دور
المؤسسات "الديموقراطية" المزيفة كالأحزاب والتمثيليات النقابية
والنيابية الشعبية ..إلخ
ثم لم يقف تواري دور المثقف العربي عند هذا الحد بل لقد عمق أزمته
صعود دور الإنترنت وتعدد الوسائط التكنولوجية وهيمنة شبكات التواصل الاجتماعي على
منظومة التلقي والتوعية والتعبئة اليومية ولعل أوضح مثال على ذلك هو الدور الحاسم
لهذه الوسائط التكنولوجية الحديثة خلال ثورات الربيع العربي . فلم يعد المواطن في
حاجة إلى وسيط مثقف وأكاديمي ومفكر لنقل قضاياه إلى سدة النظام بل لقد وجد في
دعامات فيسبوك ويوتيوب وبالتوك والبودكاست منابره المباشرة للتحاور مع النظام للتعبير
عن الاحتجاج والرفض مما أسهم كثيرا في إسقاط أربع أنظمة عربية استبدادية دفعة
واحدة في مشاهد تراجيدية ومخزية لم يكن يتوقعها لا المنظرون السياسيون ولا
المؤرخون ولا حتى المثقفون .
0 التعليقات:
إرسال تعليق