الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، يونيو 15، 2022

أشهر الكتاب الرحالة عبر التاريخ في العرب والغرب (3) علي بن الحسين المسعودي


 العلامة والمؤرخ والرحالة علي بن الحسين المسعودي، كان من رحالة القرن الرابع للهجرة، ترك العديد من المؤلفات في التاريخ، توفي سنة 346هـ، ينحدر من أسرة عربية عريقة جدها الصحابي ابن مسعود رضي الله عنه.

زار الرحالة العديد من البلدان والأمصار من المحيط الهندي وشواطئه في أفريقيا، إلى بلاد الهند والصين وبحر قزوين وآسيا الصغرى والشام ومصر وبلاد العرب. وهنا أهم رحلتين قام بهما: الأولى في عام 309هـ حيث زار مصر وبلاد فارس، وجزيرة سيلان، ومدغشقر، وعمان. والثانية في عام 314هـ حيث زار ما وراء أذربيجان وجرجان (إحدى مدن إيران حاليًا) والشام وفلسطين.

كانت هذه الرحلات ذات هدف علمي بحت فقد أراد المسعودي منها زيادة معرفته بالجغرافيا والتاريخ، وهذا من تطبيق عملي للآية الكريم: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). فالإسلام لم يأت ليحارب العلم، بل ساير العلم ودفع للتعلم والتفكر وإعمال العقل في الكون والمحيط، فرحلات المسعودي العلمية كانت دليلًا على ذلك.

ننقل نصًا من كتابات المسعودي عن تجارة العاج: “والفيلة في بلاد الزنجِ في نهاية الكثرة، وحشية كلها غير مستأنسة، والزنج لا تستعمل منها شيئًا في حروب ولا غيرها، بل تقتلها، وذلك أنهم يطرحون لها نوعًا من ورق الشجر ولحائه وأغصانه يكون بأرضهم في الماء، ويختفي رجال الزنج، فترد الفيلة لشربها، فإذا وردت وشربت من ذلك الماء حرقها وأسكرها، فتقع، ولا مفاصل لقوائمها ولا ركب على حسب ما قدمنا، فيخرجون إليها بأعظم ما يكون من الحراب فيقتلونها لأخذ أنيابها؛ فمن أراضيهم تجهز أنياب الفيلة، في كل ناب منها خمسون ومائة مَنًّ، بل أكثر من ذلك والاثنان منها ثلاثمائة مَنًّ (ميزان يساوي 180 مثقالًا)، وأكثر من ذلك فيجهز الأكثر منها من بلاد عمان إلى أرض الصين والهند، وذلك أنها تحمل من بلاد الزنج إلى عمان، ومن عمان إلى حيث ذكرنا؛ ولولا ذلك لكان العاج بأرض الإسلام كثيرًا”. 

يتبع


0 التعليقات: