الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الاثنين، سبتمبر 12، 2022

أدباء عالميون عصاميون اليوم مع " دانيال دينيت " إعداد عبده حقي


دانيال دينيت 

دانيال دينيت  Daniel Dennett‏ (من مواليد 28 مارس 1942 في بوسطن) هو فيلسوف وكاتب وعالم إدراكي أمريكي يهتم بالبحث في فلسفة العقل، وفلسفة العلوم، وفلسفة علم الأحياء، وخصوصاً كيفية ارتباط هذه التخصصات بعلم الأحياء التطوري والعلوم الإدراكية.

تولى دينيت منصب المدير المشارك لمركز الدراسات المعرفية وكرسي الفلسفة "أوستن ب. فليتشر" في جامعة تافاتس. كانت توجهات دينيت هي الإلحاد والعلمانية، وهو عضو في المجلس الاستشاري للائتلاف العلماني من أجل أميركا، وهو أيضاً عضو في لجنة التحقيق المتشكك، بالإضافة إلى كونه مؤيداً صريحاً لحركة برايت. يشار إلى دينيت كواحد من "فرسان الإلحاد الجديد الأربعة"، جنبا إلى جنب مع ريتشارد دوكينز، وسام هاريس، والراحل كريستوفر هيتشنز. كما أن دينيت أيضاً عضو في هيئة تحرير جريدة روثرفورد. ودينيت متزوج وله ابن وابنة وحفيدان. ومن كتاباته «غرفة الكوع» و«العقل وأنا»، و«أنواع العقول».

انتقد دينيت ما بعد الحداثة، قائلاً:

"إن ما بعد الحداثة هي المدرسة الفكرية التي أعلنت أنه لا توجد حقائق، بل مجرد تفسيرات. روجت لنفسها بشكل كبير بسبب العبثية، ولكنها تركت وراءها جيلاً من الأكاديميين في العلوم الإنسانية معطلين بسبب عدم ثقتهم في فكرة الحقيقة وعدم احترامهم للأدلة. وتقبل إجراء نقاشات لا يمكن لأحد أن يعتبر فيها خاطئاً ولا يمكن تأكيد أي شيء أبداً، بل فقط تجمع أي أسلوب تستطيع حشده."

اعتمد دينيت وأعاد تعريف مصطلح "عمق“، الذي صاغه في الأصل ميريام ويزونباوم(ابنة عالم الكمبيوتر جوزيف ويزنباوم). استخدم دينيت لفظة "عمق" لبيان يبدو عميقًا، ولكنه في الواقع تافه على مستوى ما، ولا معنى له على مستوى آخر. بشكل عام، للعمق معنيين (أو أكثر): واحد صحيح ولكنه تافه، والآخر يبدو عملاً عميقًا وسيصبح مهمًا إذا كان صحيحًا، ولكنه في الواقع زائف أو لا معنى له. من الأمثلة على ذلك "Que sera sera!”، "الجمال هو فقط عمق الجلد!”، "يمكن لقوة النية أن تغير حياتك." وقد تمت الإشارة إلى هذا المصطلح مرات عديدة في أبحاث لاحقة.

في الوقت الذي يوافق فيه دينيت على زيادة الكفاءة التي يحصدها البشر باستخدام تكنولوجيا مثل الأنظمة الخبيرة في الطب أو نظام تحديد المواقع العالمي في الملاحة GPS، فإنه يرى خطرًا في الآلات التي تؤدي نسبة متزايدة باستمرار من المهام الأساسية في الإدراك والذاكرة والحساب الخوارزمي، لأن الناس قد تميل إلى تجسيد مثل هذه الأنظمة وتعزو إليهم صلاحيات ذهنية لا يملكونها. وهو يعتقد أن الخطر من الذكاء الاصطناعي هو أن الناس سوف يسيئون فهم طبيعة أنظمة الذكاء الاصطناعي "الطفيلية"، بدلاً من توظيفها بشكل بناء لتحدي وتطوير قدرات المستخدم البشري على الفهم. كما نلاحظ في كتابه الأخير، من البكتيريا إلى باخ وعودة مرة أخرى أن وجهات نظر دينيت تتعارض مع آراء نيك بوستروم. فعلى الرغم من اعترافه بأنه "من الممكن من حيث المبدأ" إنشاء نظام ذكاء اصطناعي بفهم وإدراك مثل البشر، يؤكد دينيت أن الصعوبات في أي مشروع فيه نظام فائق الذكاء سيكون من حيث الحجم أكبر من إدراكنا للمخاوف الحالية. ووفقًا لدينيت، فإن احتمالية وجود نظام شديد الذكاء (الذي يتجاوز بشكل كبير الأداء الإدراكي للإنسان في جميع المجالات) يفصلنا عنه فترة لا نقل عن 50 عامًا، وهي ذات أهمية أقل بكثير من المشكلات الأخرى التي يواجهها العالم حالياً.

يتبع


0 التعليقات: