الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الاثنين، أكتوبر 02، 2023

شعراء سورياليون (7) إيف بونفوا ملف من إعداد عبده حقي


إيف بونفوا

ولد إيف بونفوا في 24 يونيو 1923 في جولات وتوفي يوم 1 يوليو 2016 _في باريس 15 ، هو شاعر وناقد فني ومترجم فرنسي . ويعتبر من الشعراء الرواد في النصف الثاني من القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين  .

من عام 1945 إلى عام 1947، كان قريبًا من السرياليين وارتبط من بينهم بإدوارد جاغير ، وياروسلاف سيربان ، وإيف باتيستيني ، وجان برون. ثم مع الشعراء جيلبرت ليلي وكريستيان دوترمونت والرسام راوول أوباك . في عام 1946 أنشأ مجلة بعنوان La Révolution la Nuit ، حيث نشر جزءًا من قصيدته الطويلة التي تنمتمي لتيار سريالية، Le Cœur-espace .

في عام 1947، رفض إيف بونفوا التوقيع على البيان السريالي " التمزق الافتتاحي"، وبالتالي نأى بنفسه عن الحركة. وانتقد الشاعر الصورة السريالية لأنها تخلق "حضورا سيئا" من خلال استبدال الواقع بالسريالية  .

من عام 1949 إلى عام 1953، قام برحلات دراسية بفضل المنح الدراسية: في إيطاليا وهولندا وإنجلترا. وقد ركزت شهادته العليا (التي دمرت الآن)، تحت إشراف جان وال ، على بودلير وكيركجارد  ؛ ثم، لمدة ثلاث سنوات، كان باحثًا مشاركًا في المركز الوطني للأبحاث العلمية لدراسة المنهجية النقدية في الولايات المتحدة.

زورقان
أودّ، ناسياً إياكِ، وأنا معكِ
أن تفكّي أصابعي
أن تشكّلي من راحتي كأساً
أشرب قرب عطشك
ثم أترك الماء يجري فوق أعضائنا
ماء يجعلنا نكون، ونحن لم نكن
ماء يسيل عبر الأجسام القاحلة
من أجل فرح مبعثر في اللغز
غير أنه حسّ داخلي
أتذكرين؟
كنّا نسير في هذه الحقول المسيّجة بالحجر
وفجأةً خزّان الماء، وهذان الحضوران
في أي بلد آخر من الصيف المقفر
انظري كيف ينحنيان
إنهما مثلنا
هل يصغيان إلينا؟
يتحدثان عنّا؟
ياسمين تحت أغصان الشجرة الأولى
في ضوئهما السعيد المحجوب قليلاً
انظري، الماء يضطرب
غير أن أشكاله وقد استنفدت أكثر نقاوة
ما الحقيقي من هذين العالمين؟
أمر لا طائل فيه
ابتكريني أو لعلك تضاعفيني
على تخوم أسطورة ممزقة. 
أيّها العابر
أنظر إلى هذه الشجرة الضخمة وعبرها،
يمكن أن يكفي
لأنّها حتّى وإن كانت ممزّقة ووسخة، شجرة الشوارع
هي الطبيعة بأسرها، السّماء بأسرها،
العصفور يحطّ عليها، الرّيح تتحرّك فيها، الشمس
تقول فيها ذات الأمل، على الرغم من الموت
أيّها الفيلسوف،
هل من حظّك أن تكون الشجرة في شارعك،
ستكون أفكارك أقلّ صعوبة، وعيناك أكثر حرّية،
ويداك راغبتان في ليل أقلصي الليل
صيفُ ليل 
 يُخيّل إليّ، هذا المساء،
أنّ السماء المكوكبة، إذْ تتسع،
تقترب إلينا، وأن الليل،
وراء نيران كثيرة، أقل ظلاماً
وأوراق الشجر أيضاً تتلألأ تحت أوراق الشجر،
الأخضر، ولون الثمار الناضجة، البرتقاليّ، تنَامى،
مصباح ملاكٍ قريب، نبضَ
نورٍ مُخبأ يستحوذُ على الشجرة الكونية
يُخيّل إليّ، هذا المساء،
أننا دخلنا في الحديقة التي أغلق
الملاك أبوابها دون عودة

 

سفينةُ صيفٍ
وأنتِ كأنكِ في صدرها، وكأن الزمن يكتمل،
تنشرين أنسجةً مرسومةً وتتحدثين بصوتٍ خافت.
في حلم أيار،
كانت الأبدية تصعد بين ثمار الشجرة
وكنت أقدّم لكِ الثمرةَ التي تجعل الشجرة بلا حدّ
دونَ هَمٍّ ولا موت، ثمرةَ عالمٍ مشترك
بعيداً في الصحراء الزّبد يجول الموتى،
لم تعد ثمة صحراء لأن كلّ شيءٍ فينا
ولم يعدّ ثمة موت لأن شفتيّ تلامسان
ماءَ تشابهٍ مُبعثرٍ على البحر.
يا كفاية الصيف، ملكتك نقيةً
كالماء الذي غيّرته النجمة، كضجيج
زبدٍ تحت خطواتنا حيث يعلو بياض الرمل
ليبارك جسمينا غير المُضائين.

0 التعليقات: