بينما الأنفاس تتدفق حارة لهؤلاء البائسين ذوي الصدور العارية الذين يرقصون في الساحة العامة وهم يبتلعون مشاعل النار. كانت أمسية صيفية حارقة، وكانت الساحة مليئة بالمتفرجين الذين تجمعوا لمشاهدة هذه الفرجة النارية .
وفي وسط الساحة، تجمعت مجموعة من الفنانين الجريئين ليتحدوا قوانين الجاذبية والاحتراق. كنا نناديهم "أكلة النار"، وهم رجال الشوارع الموهوبين الذين اكتسبوا شهرة بسبب أعمالهم الجريئة. وفي وسط الحلقة وقف زعيمهم، وهو رجل مفتول العضلات مثل هيرقل، عاري الصدر، وفي يده شعلة ملتهبة.
حبس الحشد
أنفاسهم عندما ابتلع زعيم أكلة النار الشعلة. كانت النيران ترقص حول فمه، وخلقت
هالة رهيبة من الرعب والجمال. وفي لحظة ، أطلق نفاثة ضخمة من النار ارتفعت إلى
سماء الليل قبل أن تسقط بلطف وتأرجح على الأرض. وفجأة انفجر تصفيق وهتافات الجمهور
ليصم الآذان.
كان لأعضاء
الفرقة الآخرين أيضًا أعمالهم النارية الرائعة. قام بعضهم بالتلاعب البهلواني بالمشاعل
، وخلق أنماط لهيب مذهلة في الظلام. وقفز آخرون من خلال أطواق العجلات المحترقة من
دون تردد أو خوف .
كانت الأمسية
مشبعة بأجواء احتفالية وأدرينالينية . فقد نجح أكلة النار في أسر جمهورهم، ونقلهم
إلى عالم حيث التحكم في الخطر من خلال الفن المشتعل. كانت كل تحركاتهم دقيقة
ومحسوبة، بمثابة عرض للمهارة والثقة.
استمر العرض
لساعات، وأصبح أكثر جرأة مع تقدم الليل. كان الجمهور مفتونًا ومنومًا تنويما مغناطيسيا
بسحر النار ومهارة الفنانين.
انتهى الفصل
الأخير بسلسلة مذهلة من القفزات عبر الأطواق المشتعلة، انفجر الجمهور في تصفيق
مدوٍ. انحنى أكلة النار أمام جمهورهم تحية احترام لهم ، وأضاءت ابتسامات الرضا
وجوههم المحترقة بالنار.
تفرق المتفرجون وتمكن
أكلة النار من إشعال مخيلتهم وترك انطباع لا يمحى في أذهانهم. بالنسبة لفناني
الشوارع هؤلاء، كان كل عرض بمثابة احتفال بالحياة، وتأكيد على شجاعتهم وتصميمهم
على التألق حتى في أحلك الأوقات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق