العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل مستقبل أكثر إشراقا لبلدان جنوب الكرة الأرضية
لا شك بان
العلوم والتكنولوجيا والابتكار تكتسب اليوم أهمية متزايدة في جميع مجالات الحياة
البشرية، حيث تغتنم بعض الدول النامية الفرصة لتتجاوز مراحل التنمية وتحقيق التقدم
السريع في العلوم والتكنولوجيا.
إلا أن هذا هذا المشهد الذي يتغير بسرعة يفرض تحديات كبيرة على العديد من الدول الأخرى، وخاصة في بلدان جنوب الكرة الأرضية، حيث تبرز قضايا الحوكمة والنضال من أجل الابتكار والتكيف بشكل فعال. وتتفاقم هذه التحديات بسبب الفجوة المستمرة في الوصول إلى التكنولوجيا بين البلدان الصناعية والنامية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الاختلافات في القدرات التكنولوجية وأطر الحوكمة غير الكافية لنشر التكنولوجيا على نطاق واسع.
يمثل اليوم
الدولي للعلم والتكنولوجيا والابتكار لبلدان الجنوب خطوة مهمة في الالتزام بعدم
ترك أي أحد خلف الركب. كما يؤكد على ضرورة تقدم العلوم والتكنولوجيا والابتكار ليس
فقط لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وانما أيضًا لخلق عالم أكثر عدالة ومشاركة
وشمولاً.
معلومات أساسية
أصبحت مهمة
تحقيق التنمية المستدامة أكثر صعوبة على معظم البلدان النامية في عالم يتسم
بالاستقطاب الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، واللامبالاة الواسعة النطاق تجاه تحقيق
أهداف التنمية المستدامة المتفق عليها على المستوى المتعدد الأطراف. كما توسعت الفجوة بين الخطاب السياسي والواقع في
المحافل الدولية لترفع من تعقيد هذا التحدي.
واتفق زعماء
مجموعة الـ77 والصين على تحديد يوم 16 سبتمبر باعتباره اليوم الدولي للعلوم
والتكنولوجيا والابتكار في الجنوب، خلال قمة العلوم والتكنولوجيا والابتكار التي
عقدت في هافانا يومي 15 و16 سبتمبر 2023.
وركز إعلان هافانا الصادر عن القمة بشأن تحديات التنمية الحالية على اهمية
دور العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وسلط
الضوء على الدور الأساسي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار في معالجة تحديات التنمية
من خلال تعزيز التعاون الأفضل والوصول العادل إلى التكنولوجيا والاستخدام المسؤول
للابتكارات العلمية.
واعتمدت الجمعية
العامة للأمم المتحدة القرار A/RES/78/259 في 9 كانون الثاني/يناير 2024، الذي
أعلن رسميًا يوم 16 أيلول/سبتمبر يومًا دوليًا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار
لبلدان الجنوب. ويؤكد القرار على أهمية الاستفادة من الإنجازات العلمية
والتكنولوجية لتحقيق التنمية المستدامة، بما يتماشى مع خطة عام 2030 ، وخطة عمل
أديس أبابا ، وأهداف التنمية المستدامة.
ويدعو القرار
أيضًا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وأعضاء الوكالات المتخصصة والمراقبين
في الجمعية العامة، فضلا عن مؤسسات منظومة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية
والإقليمية الأخرى، والأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، وأصحاب
المصلحة الآخرين ذوي الصلة، إلى الاحتفال باليوم الدولي للعلم والتكنولوجيا
والابتكار لبلدان الجنوب، بطريقة مناسبة، من خلال تقديم مبادرات، بما في ذلك
مشاريع التعاون في مجالات العلم والتكنولوجيا والابتكار التي تسهم في تنمية
البلدان النامية في تلك الميادين؛
حقائق
يتطلب تحقيق
أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 إلى بذل جهود بحثية وتطويرية مكثفة
لمعالجة التحديات العالمية المعقدة، مثل الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ
والأوبئة. وعلى الرغم من ارتفاع الإنفاق العالمي على البحث والتطوير إلى حوالي 2.5
تريليون دولار في عام 2022، فإن الاستثمار لا يزال يتركز في البلدان المتقدمة
والصين، مع تخصيص موارد محدودة لبلدان جنوب الكرة الأرضية.
تساهم البلدان
ذات الدخل المرتفع بنحو 77% من الإنفاق العالمي على البحث والتطوير، في حين تساهم
البلدان ذات الدخل المنخفض بنحو 0.3% فقط. والواقع أن البحث والتطوير يتركز بشكل
أكبر في عدد قليل من البلدان.
وفقا لارقام عام
2022، ارتفع عدد الباحثين في مجال الصحة في البلدان ذات الدخل المرتفع بنحو 59 مرة
عن عدد الباحثين في مجال الصحة في البلدان ذات الدخل المنخفض، ولم تذهب سوى 0.2%
من المنح البحثية في مجال الصحة إلى البلدان ذات الدخل المنخفض. وعلاوة على ذلك،
لم تتجاوز نسبة المنتجات الصحية المخصصة للأمراض المدارية المهملة التي حددتها
منظمة الصحة العالمية 0.5%.
0 التعليقات:
إرسال تعليق