تعود تقنية التعرف على الوجه إلى شركة Metaميتا (فيسبوك سابقًا)، كجزء من جهودها لمكافحة الاحتيال والاستيلاء على الحسابات. وبعد التوقف عن استخدامها في عام 2021 بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، أعلنت ميتا مؤخرًا عن استخدام جديد لهذه التقنية في سياق مختلف: تعزيز أمان حسابات المستخدمين. ويأتي هذا التغيير في الاستراتيجية في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمن السيبراني وحماية البيانات الشخصية.
تخلت ميتا في البداية عن التعرف على الوجه بعد انتقادات كبيرة حول خصوصية المستخدم.
وأثار النظام، الذي يحدد الوجوه تلقائيًا في الصور ومقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها
على المنصة، مخاوف بشأن إساءة استخدام البيانات البيومترية. ومع ذلك، قررت الشركة إعادة
تقديم هذه التقنية، ولكن بتركيز مختلف، مع التركيز بشكل أساسي على الأمن ومكافحة الاحتيال.
لم يعد يتم استخدام
التعرف على الوجه للميزات الاجتماعية مثل وضع العلامات التلقائي على الصور. والآن،
يركز على حماية المستخدمين من الوصول غير المصرح به إلى حساباتهم. ومع تزايد الهجمات
الإلكترونية وعمليات الاستيلاء على الحسابات والاحتيال عبر الإنترنت، رأت ميتا الحاجة إلى تقديم طرق أكثر تطورًا للتحقق من هويات المستخدمين، خاصة في
المواقف الحساسة مثل استرداد الحساب أو التحقق من صحة الهوية عند تسجيل الدخول من جهاز
غير معروف.
تم تصميم تقنية التعرف
على الوجه التي تقدمها ميتا لإضافة طبقة إضافية من الأمان عند تسجيل الدخول
إلى الحساب. على سبيل المثال، في حالة محاولة تسجيل دخول مشبوهة، قد تطلب المنصة من
المستخدم التقاط صورة أو مقطع فيديو لنفسه للتحقق من أن الشخص الذي يحاول الوصول إلى
الحساب هو المالك الشرعي. ويهدف هذا الأسلوب إلى زيادة صعوبة اختراق الحسابات من قبل
أطراف ثالثة ضارة، لا يمكنها نسخ صورة الوجه الدقيقة للشخص.
يعد نظام التحقق البيومتري
هذا مفيدًا بشكل خاص للمستخدمين الذين فقدوا الوصول إلى حساباتهم بسبب نشاط ضار. يمكن
أن يسمح التعرف على الوجه لـ ميتا باستعادة الوصول إلى هذه الحسابات بسرعة وكفاءة
أكبر من خلال التأكد من أن المالك الحقيقي هو الذي يقدم طلب الاسترداد. ويمكن أن يمثل
هذا تقدمًا كبيرًا في مكافحة الاحتيال على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تتزايد باستمرار
محاولات سرقة الهوية والقرصنة.
على الرغم من تأكيد
ميتا على أن هذا النهج الجديد يهدف في المقام الأول إلى تعزيز أمان المستخدم، إلا أن
المخاوف المتعلقة بالخصوصية لا تزال قائمة. يظل التعرف على الوجه تقنية مثيرة للجدل،
بسبب الطبيعة الشخصية للغاية للبيانات البيومترية التي تتضمنها. ومع ذلك، أصر ميتا
على أن بيانات التعرف على الوجه المستخدمة في هذا السياق لن يتم تخزينها بشكل دائم
ولن يتم استخدامها إلا لأسباب أمنية محددة.
بالإضافة إلى ذلك،
تؤكد الشركة أنه سيكون لدى المستخدمين خيار اختيار تفعيل هذه الميزة أم لا. وبالتالي
لن يتم فرضه على جميع المستخدمين، على عكس نظام وضع العلامات التلقائي القديم على الصور،
والذي تم تفعيله افتراضيًا.
وتقول ميتا أيضًا إنها تعمل بشكل وثيق مع خبراء الأمن والخصوصية لضمان أن استخدام
التعرف على الوجه يتوافق مع لوائح حماية البيانات الحالية، بما في ذلك اللائحة العامة
لحماية البيانات
(GDPR) في أوروبا.
وبالتالي تريد الشركة طمأنة مستخدميها بأن خصوصيتهم محمية مع الاستفادة من الأمان المتزايد.
تعد إعادة تقديم ميتا للتعرف على الوجه جزءًا من اتجاه أوسع حيث تتطلع شركات التكنولوجيا الكبرى
إلى الاستفادة من التقنيات المتقدمة لمكافحة التهديدات السيبرانية المتزايدة. أصبح
أمن البيانات أولوية قصوى، خاصة مع انتشار عمليات الاحتيال وسرقة الهوية عبر الإنترنت. ميتا ليست الشركة الوحيدة التي تستكشف استخدام القياسات الحيوية لتعزيز أمان
الحساب؛ كما يستخدم عمالقة آخرون مثل آبل وغوغل التعرف على الوجه وبصمات الأصابع لتأمين الأجهزة
والحسابات.
في الختام، تعكس إعادة
شركة ميتا تقديم تقنية التعرف على الوجه
في مكافحة الاحتيال والاستيلاء على الحسابات محاولة الشركة لتحقيق التوازن بين الأمان
والخصوصية. ويمكن لهذه التكنولوجيا، رغم أنها مثيرة للجدل، أن تلعب دورا رئيسيا في
حماية المستخدمين من التهديدات الرقمية المتزايدة، بشرط استخدامها بشفافية واحترام
حقوق المستخدم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق