الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، نوفمبر 27، 2024

غضب عالمي بسبب اعتقال الكاتب بوعلام صانصال في الجزائر


أثار استمرار احتجاز الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر قلقا دوليا وسط مطالبات بالإفراج الفوري عنه مع تزايد المخاوف على سلامته.

لا يزال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، الذي اعتقل في الجزائر منذ أكثر من أسبوع، دون تهمة ولم يتم استجوابه من قبل المدعي العام، حسب محاميه فرانسوا زيمراي.

لقد تم اعتقال صنصال في 16 نوفمبر في مطار الجزائر أثناء عودته من فرنسا، حيث أكدت وكالة الأنباء الجزائرية اعتقاله لكنها لم تقدم أي تفاصيل أخرى.

وأعرب زيمراي عن قلقه إزاء نقص المعلومات حول حالة صانصال ووضعه القانوني خلال مقابلة على قناة BFMTV . وقال: "لم يكن هناك مثول أمام المحكمة اليوم، وقد تلقيت معلومات متناقضة حول ظروف احتجازه".

وقال المحامي لإذاعة "آر تي إل" إنه ليس لديه "أخبار دقيقة" عن حالة أو ظروف احتجاز الكاتب البالغ من العمر 75 عاما ، والذي كان منتقدا صريحا للأصولية الدينية والاستبداد.

وأكد أيضا على خطورة الوضع، مشيرا إلى أن خطر العقوبات الخطيرة - بما في ذلك السجن مدى الحياة - يهدد صنصال بسبب "جرائمه" المزعومة ضد السلامة الوطنية الجزائرية.

وربما كانت تعليقاته لوسائل الإعلام الفرنسية - والتي يُنظر إليها على أنها تتماشى مع موقف المغرب بشأن التاريخ الاستعماري - هي المحفز لاعتقاله، مما يمثل تهديدًا محتملاً لمصالح الدولة الجزائرية.

ويأتي هذا في الوقت الذي أعربت فيه الأكاديمية الفرنسية عن تضامنها مع صانصال، وحثت على إطلاق سراحه فورًا.

وقد نشأ هذا الموقف وسط احتجاج عالمي متزايد في أعقاب مقال كتبه ثلاثون شخصية أدبية - جميعهم من الحائزين على جائزة الأكاديمية الفرنسية للرواية  - دعوا فيه إلى حماية صانصال واحترام حقوقه.

وفي أعقاب ذلك، اقترح الأكاديمي الشهير جان كريستوف روفين إجراء تصويت طارئ غير مسبوق لضم صانصال إلى الأكاديمية.

"إن كل عضو في أكاديميتنا حريص على رؤية هذا الكاتب من فرنسا والجزائر يعود بسرعة إلى الحياة التي عاشها حتى الآن"، صرحت الأكاديمية، وهو ما يعكس مشاعر العديد من الذين يعتبرون صانصال صوتًا أدبيًا وسياسيًا مهمًا.

في هذه الأثناء، دعت أكاديمية علوم ما وراء البحار أيضًا إلى إطلاق سراح صانصال، حيث أعرب أمينها الدائم دومينيك بارجو عن قلقه العميق إزاء اعتقاله.

وقال بارجو "إننا نطالب باستعادة حريته في التنقل والتعبير دون تأخير"، مسلطا الضوء على الغضب الجماعي من جانب المجتمع الأكاديمي.

وأكد زيمراي أيضًا على التداعيات الأوسع لاعتقال صانصال، مؤكدًا أن الأمر ينبغي أن يهم المثقفين في جميع أنحاء العالم - وليس فقط أولئك الموجودين في فرنسا أو الجزائر.

وأضاف أن "هذه ليست مجرد قضية فرنسية جزائرية؛ بل تتعلق بمبادئ حرية التعبير وحقوق الإنسان"، داعيا إلى تشكيل فريق دفاع في الجزائر يمكنه تمثيل صنصال بشكل فعال داخل الهياكل القانونية المحلية.

وتأتي هذه الحادثة في وقت تتصاعد فيه التوترات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر، والتي تفاقمت بسبب دعم فرنسا لخطة الحكم الذاتي المغربية بشأن منطقة الصحراء المغربية .

وفي ضوء التوتر القائم في العلاقات الفرنسية الجزائرية، ينظر إلى اعتقال صنصال باعتباره تعقيدا إضافيا في بيئة متوترة بالفعل.

0 التعليقات: