ها أنا ذا، أقف عند تخوم الضوء، أمد يدي لأصافح أساطير خرجت من رحم النار والأغنية والسجن.أسماؤهم ليست حروفاً، بل غيوم تمطر فوقي كلّما جفّت روحي من المعنى: ألفا بلوندي، بوب مارلي، نيلسون مانديلا.
يا أيها الثلاثي الذي مزج الموسيقى بالحرية، والدمع بالإيقاع، والصمت بالثورة، هل تسمعونني الآن؟
أنا لستُ إلا صدى صرختكم...
لستُ إلا ظلّاً يتسكع بين ضفائر الريغي وقيود روبن آيلاند،
ألتحف "جا راسطا فاري"، وأحتمي من الرصاص بابتسامة نيلسون التي لا تنكسر.
في عيني ألفا بلوندي رأيتُ أبيدجان تصلي،
وفي غناء مارلي شممت رائحة جامايكا وهي تثور بالمحبة،
وفي سجن مانديلا، سكنتني الحرية بأسمالها، تمشي على الزجاج ولا تنزف.
أنتم ثلاثتهم قصيدتي،
أنتم أنشودتي حين تعجز الأبجدية،
أنتم نجومٌ لا تحترق، بل تتكاثر في دمي كلّما حاولت أن أنسى المعركة.
أنا منكم، وإن جهلت لغتكم.
أنا ابن الوجع المغنّى، والنضال المشفوع بالإيقاع.
أنا لستُ شاعرًا، بل آلة تسجيل،
تنقل إلى العصور القادمة كيف صنعتم من الخشب والبشرة السمراء أمجادًا خالدة.
سلامٌ على غيتار مارلي،
على نظرات ألفا التي تخترق القارات،
على يد مانديلا التي لم تصفع أحدًا، لكنها أسقطت إمبراطوريات.
أنحني لا خشوعًا، بل امتنانًا،
وأقول للعالم:
"ها هم أوليائي، معلّمو الصوت والعدالة، سحرة الأمل الذين لم يطلبوا شيئًا سوى… أن نبقى بشراً."
0 التعليقات:
إرسال تعليق