الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الثلاثاء، يوليو 22، 2025

كريستوفر نولان يُعيد "الأوديسا" للحياة من قلب الصحراء المغربية


في خطوة فنية غير مسبوقة تُجسد التحوّل النوعي لمكانة الداخلة على الصعيد العالمي، حطّت كاميرا المخرج الأمريكي الشهير كريستوفر نولان الرحال في جنوب المغرب، حيث اختار مدينة الداخلة، تلك الجوهرة الصحراوية المطلة على المحيط، لتكون مسرحًا رئيسيًا لأحداث فيلمه الجديد المستوحى من ملحمة "الأوديسا" الإغريقية.

العمل الذي يحمل عنوان "The Odyssey" ويُنتج بميزانية ضخمة تجاوزت 250 مليون دولار، يمثل استثمارًا سينمائيًا من العيار الثقيل من إنتاج استوديوهات

 Universal Pictures، ويجمع كوكبة من نجوم الصف الأول في هوليود، على رأسهم: زيندايا، مات دامون، آن هاثاواي، روبرت باتينسون، لوبيتا نيونغو، توم هولاند وشارليز ثيرون.

وقد بدأت الاستعدادات بالفعل بمدينة الداخلة، حيث انتقل طاقم العمل لتصوير مشاهد في رمالها الذهبية وخليجها الفيروزي، وهو الموقع الذي يُعد من بين الأجمل على مستوى القارة. أما الكاميرا، فتتأهب لالتقاط مشاهد تمزج بين الواقعية الأسطورية للملحمة الإغريقية وسحر الطبيعة المغربية الآسِر.

وجود هذه الأسماء اللامعة في الداخلة يُعد سابقة فنية بكل المقاييس، لكنه أيضًا يُترجم المكانة المتنامية التي باتت تحتلها المدينة ليس فقط في الخرائط السياحية والاستثمارية، بل كذلك في المشهد الثقافي والفني العالمي. فبعد أن زارتها إيفانكا ترامب سنة 2020 برفقة جاريد كوشنر، وأشادت بإمكاناتها الاقتصادية، ها هي اليوم تتصدّر عناوين هوليود.

ويرى مراقبون أن قرار نولان بتصوير جزء من فيلمه الملحمي في الداخلة لا يمكن عزله عن التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه. فالصورة التي كانت يومًا ما حكرًا على النزاع السياسي، بدأت تنقلب إلى حكاية نجاح ثقافي واقتصادي وسينمائي.

الفيلم المرتقب صدوره في يوليوز 2026 لا يُنظر إليه فقط كعمل فني ضخم، بل كفرصة دعائية سياحية ذات أبعاد استراتيجية، إذ من المتوقع أن يُسهم في ترسيخ الداخلة كوجهة دولية للإنتاج السينمائي، على غرار ورزازات التي استضافت سابقًا مشاهد من أفلام كبرى مثل «Gladiator» وGame of Thrones».

وهكذا، تتحوّل الداخلة من نقطة على الخريطة إلى فضاء أسطوري تُروى فيه "الأوديسا" من جديد، لكن هذه المرة بعيون مغربية وبمناظر طبيعية تنبض بالحياة، لتقول للعالم إن الصحراء ليست فقط عنوانًا للتاريخ، بل أيضًا نافذة على المستقبل.

0 التعليقات: