الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الجمعة، يوليو 11، 2025

السعودية تقر تدريس الذكاء الاصطناعي في جميع أسلاك التعليم


أقرّت السعودية إدراج منهج الذكاء الاصطناعي ضمن مواد التعليم العام بدءًا من العام الدراسي المقبل 2025 – 2026 في إطار رؤية تعليمية تكرس بناء اقتصاد معرفي مستدام، وتعزز تنافسية البلاد عالمياً في المجال الرقمي، وهي خطوة وصفها متخصصون بـ"الاستراتيجية".

ويتناول المنهج الجديد محتوى مبسطاً ومتكاملاً يتدرج في مستواه من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية. في مراحله الأولى، يتناول المنهج المفاهيم الأساسية والتطبيقات التفاعلية، بينما يتوسع في المراحل المتقدمة ليشمل تصميم النماذج وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والبرمجة المرتبطة به.

في السياق ذاته، يفسّر الدكتور سعيد الأحمري، أستاذ مشارك في الذكاء الاصطناعي ووكيل عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة نجران، الأسباب التي دعت للاتجاه نحو تدريس المقرر، مؤكداً أنها خطوة تمثل استثمارًا نوعيًا في العقول الشابة، وخطوة حاسمة نحو إعداد طلاب قادرين على التعامل مع مفاهيم المستقبل منذ مراحل مبكرة.

رؤية بعيدة المدى

وقال الأحمري: "إدراج مادة الذكاء الاصطناعي في التعليم العام يعزز رؤية بعيدة المدى، في حين تخلق أثراً متوقعاً يتجاوز حدود الصفوف الدراسية، إذ ينمي الوعي التقني لدى الطلاب، ويبني مناهج قائمة على مهارات المستقبل، واستكشاف المواهب الوطنية في مجالات التقنية الحديثة".

جيل سعودي

في إطار تقني أوسع، يعزز القرار إعداد جيل سعودي متمكن من أدوات الثورة الصناعية الرابعة، ومؤهل للمنافسة في سوق العمل العالمي الذي يشهد تسارعًا في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، خاصة أن السعودية أخذت موقعاً رقمياً متقدماً في مجالات الثورة الرقمية، ومراكز البيانات، ما يفسر الحاجة بضرورة تهيئة النشء لاكتساب خبرات تقنية.

يعود الدكتور الأحمري بالتأكيد أن الطالب السعودي على وقع دراسة مقرر الذكاء الاصطناعي سيطبق المفاهيم النظرية التي يتلقاها في مواد كالرياضيات، مثل الاشتقاق والمصفوفات، في سياق عملي ضمن المنهج المقرر، ما يعزز استيعاب المفاهيم وربطها بتطبيقات واقعية.

مخرجات تعليمية

يرى الأحمري أن إدراج السعودية بدءاً من العام الدراسي المقبل مقرر الذكاء الاصطناعي سيضمن مخرجات تعليمية لافتة على غرار تهيئة جيل يتقن أدوات الثورة الصناعية الرابعة، فضلاً عن إعداد جيل مؤهل لسوق العمل منذ مراحل مبكرة، من أجل الانخراط في تخصصات تقنية ومهنية بعد المرحلة الثانوية أو في التعليم الجامعي، في حين يعزز مكانة البلاد بصفتها مركزاً عالمياً لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يسرّع من تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في الاقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة.

إلى ذلك، أوضح المركز الوطني لتطوير المناهج في السعودية أن منهج الذكاء الاصطناعي طُوّرَ وفق أحدث المعايير العالمية، إذ ينمي التفكير النقدي ومهارات التحليل، وحل المشكلات لدى الطلاب، إضافة إلى تعزيز الوعي بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطبيقاتها في الحياة اليومية، والمجالات المهنية.

وأكد المركز أن المعلمين والمعلمات سيخضعون لبرامج تدريبية متخصصة في الوقت الراهن لضمان الجاهزية لتدريس المنهج الجديد بكفاءة عالية، مشيرًا إلى أن إدراج هذا المنهج يعكس التزام المملكة بتطوير التعليم ومواكبة التحولات التقنية العالمية.

عن موقع العربية


0 التعليقات: