تشهد شركة ميتا اضطرابًا كبيرًا في مشروعها للذكاء الاصطناعي الفائق Meta Superintelligence Labs (MSL)، إذ تتعرض لخسائر متتالية في الكفاءات رغم العروض المالية الضخمة التي قدمتها لاستقطاب الباحثين. فقد استقال عدد من أبرز العلماء بعد فترة قصيرة من انضمامهم، من بينهم شخصيات بارزة مثل شنغجيا تشاو الذي عاد سريعًا إلى OpenAI، إضافة إلى باحثين آخرين من خلفيات مرموقة في OpenAI وDeepMind.
تُعزى هذه الاستقالات إلى إعادة هيكلة داخلية وتغييرات في الأولويات، فضلًا عن تدخل الإدارة العليا وتقسيم فرق الذكاء الاصطناعي إلى وحدات متعددة، ما أثار حالة من عدم الاستقرار. ورغم أن ميتا خصصت ما يقارب مليار دولار كمكافآت وحوافز مالية لاستقطاب المواهب من شركات منافسة مثل آبل وDeepMind، فإن ذلك لم ينجح في الحفاظ عليهم.
في المقابل، برزت OpenAI كأكبر المستفيدين من هذه الأزمة، حيث استقبلت بالفعل عدة أسماء بارزة تركت ميتا، مؤكدة أن الرؤية والقيم البحثية أهم من الأجور. ويرى خبراء في المجال أن العلماء اليوم يسعون للتأثير في مستقبل الذكاء الاصطناعي العام (AGI) وضمان توجيهه نحو الاستخدام الآمن، أكثر من بحثهم عن الرواتب الضخمة.
ومع أن ميتا تحاول سد الفراغ باستقدام قيادات جديدة مثل الرئيس السابق لـ Scale AI ألكسندر وانغ والرئيس التنفيذي السابق لـ GitHub نات فريدمان، يبقى التساؤل قائمًا: هل ستنجح الشركة في إعادة الاستقرار لمشروعها الطموح، أم أنها ستظل تفقد المزيد من العقول التي تحتاجها لتنافس في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق