مع بداية الدخول الثقافي الجديد في فرنسا، تكتسب الساحة الأدبية زخماً خاصاً إثر الإعلان عن القوائم الأولية لأبرز الجوائز الأدبية المرموقة، وعلى رأسها غونكور، فيمينا، مديسيس، رونودو، ديسمبر وويبلر. ما يلفت في هذه الترشيحات هو المزج بين أسماء راسخة وأخرى صاعدة، في انعكاس واضح للتنوع الذي يميز المشهد الأدبي الفرنسي اليوم، حيث تتجاور التجارب التجريبية مع النصوص التي تعيد فتح النقاش حول قضايا الهوية والذاكرة والسياسة.
القائمة الطويلة لـ
جائزة غونكور ضمت كتاباً من الطليعة الأولى، من بينهم ناتاشا أپناه بروايتها «الليل
في القلب»، وإيمانويل كارير مع «الكولخوز»، ودافيد ديوب بـ «حيث يستند السماء». كما
برز اسم دافيد توما في روايته «أخ». هذه التوليفة تجمع بين روائيين رسخوا مكانتهم وأصوات
تستمر في تجديد السرد الفرنسي.
أما جائزة رونودو،
فقد قدمت بدورها قائمة لا تقل إثارة، من أبرزها رواية فوراة ألاني «السماء واسعة»،
وجاكوتا أليكافازوفيتش «إلى الأبد»، إضافة إلى ترشيح جديد لرواية ناتاشا أپناه. هذا
التكرار في أكثر من قائمة يضع أعمالاً بعينها في صدارة السباق.
القائمة الخاصة بـ
جائزة ديسمبر تميل كالعادة نحو النصوص الأكثر تجريبية، حيث نجد «إلى الأبد» لجاكوتا
أليكافازوفيتش، و*«جاكي»* لأنطوني باسرون، و*«فضيلة وروزاليند»* لآن سير، و*«برلمان
الماء»* لويندي دولورم.
تستمر جائزة ويبلر
– مؤسسة لا بوست في تقليدها بفتح المجال أمام نصوص خارجة عن المألوف، مع أعمال مثل
«من يسقط من النجوم» لجوليان دابريجيون، و*«دمّر كل شيء»* لبيرنار بورّيه، و*«تامبورا»*
لهيلين لوران.
أما جائزة فيمينا فقد
ميزت نفسها هذه السنة بقائمة مزدوجة. في خانة الرواية الفرنسية، تألقت أعمال مثل «إلى
الأبد» لجاكوتا أليكافازوفيتش، و*«الليل في القلب»* لناتاشا أپناه، و«تمطر على العرض»
للوسي-آن بيلجي، إلى جانب «فضيلة وروزاليند» لآن سير. أما في الرواية الأجنبية، فبرزت
أسماء عالمية مثل نينا ألان بروايتها «الجيران الطيبون»، وجون بوين بـ «العناصر»، وجيني
إربنبيك بـ «كايروس».
من جانبها القائمة
الأولى لـ جائزة مديسيس جمعت بدورها بين أصوات متعددة: «من يسقط من النجوم» لجوليان
دابريجيون، و«الليل في القلب» لناتاشا أپناه، و«الكولخوز» لإيمانويل كارير، و«فضيلة
وروزاليند» لآن سير.
ومن المؤكد تُظهر هذه
القوائم أن موسم الجوائز الأدبية لعام 2025 سيكون مفتوحاً على تنافس حاد، حيث تتكرر
بعض الأعمال في أكثر من لائحة، مما يعزز حظوظها للظفر بإحدى الجوائز الكبرى. كما تعكس
التنوع الواضح في المشهد الروائي الفرنسي، بين نصوص تتأمل الأسئلة الكونية والوجودية
وأخرى تنغمس في تفاصيل الحياة اليومية، وأعمال تمزج بين الذاتي والسياسي.
يبقى السؤال معلقاً
حتى اللحظة الأخيرة: أيّ من هذه الروايات ستخطف الأضواء وتدخل سجل الأدب الفرنسي عبر
بوابة هذه الجوائز المرموقة؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق